صور مشقلبة

كاريكاتير لوجه رجل مبتسم ذو شعر وهو معدول ورجل أقرع حزين وذو لحية وهو مقلوب

مُقدِّمة:

مرَّ أكثر من نصف قرنٍ مُنذ أن كتب الكاتب الساخر الكبير "أحمد رجب" مجموعته القصصيّة القصيرة الكوميديّة "صور مقلوبة" في 1969، وفي هذه العقود الخمسة تغيَّرت أمورٌ كثيرةٌ في المُجتَمَع المصري، وظهرت شرائحُ جديدةٌ ونماذجُ حديثةٌ على الساحة السياسيّة والاقتصاديّة والدينيّة والرياضيّة والاجتماعيّة، ولم يكفِ العُمْر هذا الكاتب الرائع – رحمه الله – أن يلتقطها بعيْنه الثاقبة ضمن صوره الساخرة.

وقد عنَّ لي أن أستكمل – بيْن دَفّتيْ هذا الكتاب – رصْد وتسجيل وتوْثيق وحفظ هذه الصور المُستَحدَثة في ألبوم صور العائلة المصريّة في الألفيّة الجديدة.

ويجب أن يكون في حِسبان الجميع أن هذه الصور هي صورٌ "مشقلبة"، أي تصف نوعيّاتٍ شاذّةً لبعض النماذج الموْجودة بالفعل في الشعب المصري ولكنها – لحُسن الحظ – ليْست شائعةً بل هي استثناءٌ سيّءٌ من القاعدة المصريّة العريضة السليمة، أي أنها أقليّةٌ تسودها العيوب وسط أغلبيّةٍ تكثُر فيها المزايا، كما يجب العِلم بأنني لا أقصد أيَّ إسقاطٍ على أيَّ أشخاصٍ حقيقيّين بعيْنهم ولا أُعمِّم ما أقول على أي مهنةٍ شريفة، بل كل أصحاب الصور هنا هم شخصيّاتٌ خاصّةٌ من وحي الخيال الذي ربما يكون خيالاً مريضاً قاصراً على قريحتي أنا فقط ..... مع احترامي الشديد للجميع.

واستميحكم عُذراً – أيّها القرّاء الأفاضِل – ألّا تُقارِنوا بين كتابتي وكتابة العظيم "أحمد رجب" فشتّان الفارق بيْنه وبيني، يكفيني فقط أن أحمل اسمه الأوّل: "أحمد".

ولذلك؛ فإنني "أحمد" الله كثيراً على أنني كُنتُ قارئاً جيّداً له وقت حياته ممّا أكسبني قَبَساً بسيطاً من نور ثقافته وخِفّة دمه.

إهداء:

أُهدي هذا الجهد المتواضع للساخر الجميل "أحمد رجب" ولرفيق عُمْره المُبدِع "مصطفى حسين" فنان الكاريكاتير.

ابن أبي صادق

صور مشقلبة | قصص قصيرة ساخرة | د. أحمد صادق