خبر
أخبار ملهلبة

من نحن


رسم لرجل يقف وراء عدسة مكبرة بقميص وكرافتة وحوله علامات استفهام لسؤال من نحن


مجلّة "ابن أبي صادق"

 

 

الحقيقة : ما ينفعش اقول "من نحن" لإن العبد لله هو المحرر الوحيد – حتى الآن – لهذه المجلّة المتواضعة التي أرجو أن تشاركني بمقالاتك وآرائك في تحريرها .. إذن دعني اقول لك "مين أنا" .. ورغم إن أنا مش عارفني وأنا مش أنا (خصوصاً في هذه الأيّام العجيبة) إلا أني استطيع أن أسرد لك بعض النقاط عن كينونتي الكائنة المكنونة بنت المكنونة :

- اسمي "أحمد إبراهيم صادق" طبيب عيون من مواليد 25 أغسطس 1967 في السويس .. أمتلك وأدير "مركز القدس الطبي" بالأسكندرية.

- والدي (رحمه الله) كان معلّماً فاضلاً وصل لدرجة وكيل وزارة وكاد أن يكون رسولا أيّام كان تلاميذه يقفون له ويوفونه التبجيلا ولحسن حظه لم يعش حتى يرى تلاميذ اليوم الذين يقفون لمعلمهم خارج أسوار المدرسة حتى يقفقفونه (يدوا له بالقفا) تنكيلا.

- والدتي (رحمها الله) كانت أيضاً معلمة تركت عملها واكتفت (كأي أم مصرية عتيقة) بأن تعلّم أبناءها كلاً بعلامةٍ خاصةٍ به ليتذكّرها للأبد في طريقها لتربيته تربيةً صالحةً نافعة.

- أشقائي الكرام خمسة في عين العدو ما بين مهندسٍ ومدرّسٍ ومدرّسةٍ ومحاميةٍ ومدرّسةٍ برضه .. أعطاهم الله الصحة والعافية وبارك لهم في أزواجهم وأبنائهم.

- زوجتي تخرجت من كلية التجارة شعبة محاسبة لتحاسبني أولاً بأول وتطّلع على رصيد محفظتي وتقوم بجرد جيوبي دورياً وهي للحق دقيقة جداً في مراقبة وتدوين ومراجعة إيراداتي ومركزي المالي عكس بذخها في تسوية معدل التضخّم في ميزانية مصروفات البيت (كأي زوجة مصرية أصيلة).

- ابنتي صيدلانية شابة صعبة المراس دماغها أنشف من قرص البارامول المضاد للتفاهم لكن لها آثاراً جانبيةً إيجابية على الأسرة وتمدنا بجرعات زائدة من الحنان الذي يقطر من وجهها الجميل قطرة قطرة.

- ابني المسكين ما زال يدرس في بكالوريوس الطب والجراحة في سبيله لتكرار نفس غلطتي التي استأصلت مني مباهج الحياة طيلة الربع قرن الماضي بحثاً عن إفناء عمره الافتراضي في امتهان الطب من أجل رسالةٍ "شريفةٍ" "سامية" رغم علمه الأكيد (من واقع عيشته معي) أن "شريفة" اتقبض عليها و"سامية" ماتت محروقة. 

- لي بعض الأنشطة الأدبيّة والإصدرات القصصية المتواضعة التي كتبتها في تسعة كتبٍ ألّفتها (باعتبار إن اللي ألّف ما ماتش) وبعض ما تيسر من المقالات والخواطر التي أفضفض بها عن نفسي حتى لا أطق وأموت كمداً .. وهدفي أن اجتهد سعياً (وأرجو ألا أكون واهماً) لرؤية أهلي ومجتمعي في أحسن حالٍ يعيشون معاً في وطنٍ يليق بهم  ويليقون به.

- أدعو الله - عز وجل - أن يعينني بتوفيقه في ألا أُغضِب أحداً بانتقاداتي له، وأن يسامحني إذا أسأت الظن بأحدٍ أو اقترفت خطأً في حق أحد فلست معصوماً، وأن يجعلني مدماك بناءٍ لتأسيس كل ما هو فاضل أو يجعلني معول هدم لكل ما هو فاشل، فلن تقوم لنا نهضةٌ أو نتقدّم خطوةً واحدةً قبل أن نتصارح بعيوبنا ونتصالح مع بعضنا ونصفح عن أخطائنا ونصلح أنفسنا ما استطعنا، كما أدعوه - سبحانه وتعالى - أن أكون ذلك الكاتب وأن تكون أنت - يا سيدي - ذلك القارئ اللذيْن تحدّث عنهما كاتبنا العظيم "توفيق الحكيم" بقوله: {إن مهمّة الكاتب ليست في حمل القارئ على الثقة به، بل في حمله على التفكير معه، لا أريد من قارئي أن يطمئن لي، ولا أريد من كتابي أن يريح قارئي، أريد أن يطوي القارئ كتابي فتبدأ متاعبه، في سد النقص الذي أحدثت، أريد من قارئي أن يكون مكمّلاً لي لا مؤمناً بي، ينهض ليبحث معي ولا يكتفي بأن يتلقى عني، إن مهمتي هي في تحريك الرؤوس، الكاتب مفتاحٌ للذهن يعين الناس على اكتشاف الحقـائق والمعـارف بأنفسهم لأنفسهم}.  

- طبعاً مدونتي هذه ساخرة تتهكّم على الأوضاع المقلوبة والصفات المذمومة في بلادنا العربيّة ككل وربما أتعرّض في بعض كتاباتي لانتقاد تصرّفٍ ما أو أسلوبٍ ما لا يروق لي من هيئةٍ ما أو شخصٍ ما محاولاً قدر المستطاع التشبث بتلابيب الأدب دون استهزاءٍ أو تنمرٍ أو تنابذ ؛ فإذا تصوّر شخصٌ ما أنه هو المقصود بعيْنه بالنقد إلى درجة اليقين ورأى أن هذا النقد جارحٌ أو متجاوزٌ عن حد الأدب فليغفر لي - بعد الله تعالي - زلّتي، وأنا متأكد أنه سيفعل - إن شاء الله - أسوةً بقوْله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "، وكما إنني أُحسِن الظن بالله - سبحانه وتعالي عمّا يشركون - فإنني أظن أن هذا الشخص سيتقبّل اعتذاري ويتفهّم حجّتي ألا وهي التقويم والتنقيح والإدمال حسب قوْله جلَّ جلاله: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب " صــدق الله العـظـــيم .. والله من وراء القصد.

google-playkhamsatmostaqltradent