خبر
أخبار ملهلبة

"شيء من الخُبث" (قصّة ثورة بين الانتصار والانكسار) | استكمال خيالي لرواية "شيء من الخوف"


غلاف رواية "شيء من الخبث" للكاتب د/ أحمد صادق

"شيء من الخبث"

 

 

صدرت لي رواية "شيء من الخبث" عام 2011 عندما انفعلت بثوْرة "25 يناير" التاريخيّة فقرّرت أن أوثّقها بتأليف تلك الرواية الطويل التي قصّت أجواء الثوْرة وما بعدها؛ بل توقّعت ما حدث بعد ذلك فكان ذلك بسبب توفيق الله أوّلاً ثم القراءة المتأنية والتأمّل الوافي لما عايشناه آنذاك من أحداثٍ جسام.

إليكم الآن تمهيدٌ للرواية؛ على أن أنشر لكم كل فترة جزءاً منها إن شاء الله.

إهداء

 إلى زوجتي التي ساعدتني وساندتني كثيراً، و إلى ابنتي وابني اللذيْن أرجو لهما مستقبلاً أفضل في وطنٍ أعدل وأجمل، و إلى أشقّائي وإخوتي وأصدقائي وزملائي وجيراني الذين أحبّوني وأحببتهم، وأخيراً - وربما كان الأجدر أن يكون أوّلاً -  إلى أبي وأمي رحمهما الله اللذيْن أرجو أن ألحق بهما قريباً وأنا راضٍ عن نفسي وعما قدّمته لبلدي ومجتمعي وأسرتي في فترة حياتي التي قدّرها لي الموْلى عز وجل.    

مقدمة

شاهدت اليوم (17/12/2011) - على التلفاز - الفيلم العربي "شيء من الخوف" للكاتب الكبير "ثروت أباظه" الذي استعمل - كغيره من الأدباء على مر العصور - أدب الرمز حينما كانت الحرية مكبّلة بأغلال الرقابة والحظر فاكتفي الكاتب الكبير بالتلميح فقط؛ دونما تصريح بالزمان والمكان اللذيْن تدور فيهما أحداث القصّة وكذا أبطالها وشخصياتها.

ورجعت لمكتبتي الصغيرة وأخرجت الكتاب الأصلي الذي نشرته "مكتبة مصر" في أوْج مجدها، وبعد أن نفضت الغبار الذي تراكم على الكتاب بدأت استعيد قراءته ربما للمرّة السادسة، ورغم اختلاف القصة الأصليّة عن الفيلم السينمائي الذي أخرجه الرائع "حسين كمال" ورغم أن قراءة القصة أكثر إمتاعاً عندي من مشاهدة الفيلم إلا أنني سأعتمد على الفيلم لأنني أعرف أن أعداد المشاهدين - للأسف - أضعاف أضعاف القارئين الذين تناقصوا بشكلٍ مريب.

تنبأ الفيلم بقيام ثورةٌ من الشعب (أهالي قرية الدهاشنة) ضد الحاكم الجائر (العمدة عتريس) وزبانيته (الخفر بقيادة شيخهم إسماعيل العصفوري) الذين استباحوا البلدة (فؤادة) وسلبوها شرفها وعزّها بأن تزوّجها "عتريس" زواجاً باطلاً تمَّ عن طريق التدليس والترهيب ثم احتجزها عنوةً في داره، واستمر مع رجاله في استنزاف وترويع أهل البلدة الذين طفح بهم الكيْل بعد سنواتٍ وسنوات من الذل والاستكانة، وكانت القشّة التي قصمت ظهر البعير هي قتل "عتريس" للشاب "محمود" ابن الشيخ "إبراهيم"؛ فهبَّ أهل البلد حاملين المشاعل وزحفوا إلى دوّار العموديّة (مقر الحكم) حيث قاموا بقذف هذه المشاعل على غرفة "عتريس" وهم يهتفون وقد بلغت القلوب الحناجر: "جواز عتريس من فؤادة باطل" (إشارةً إلى أن حكم الطاغوت الظالم للبلاد غير شرعي ولا مناص من خلعه)..... وانتهى الفيلم بمشهد "عتريس" وهو يتهاوى محاصراً بألسنة اللهب التي كانت مستعرة تلتهم كل ما كان في طريقها.

ولكن - وياللعجب - لم يؤكد لنا الفيلم مصرع "عتريس" بل تركه ينهار خلف باب غرفته في نهايةٍ أشبه بالنهاية المفتوحة التي يمكن لها أن تستوعب جزءاً ثانياً للفيلم.

في هذه القصة - "شئ من الخبث" - إماطة اللثام عن الجزء الثاني المزعوم الذي سأحاول فيه استكمال القصّة الأصليّة، وإن كنت اعترف بأنني مهما بذلت من جهدٍ وخيال فلن استطيع أبداً أن أطول القامة أو الهامة العالية التي تناطح السحاب للأديب الجليل "ثروت أباظه".. فله الفاتحة.

أدعو الله - عز وجل - أن يعينني بتوفيقه في ألا أُغضِب أحداً بانتقاداتي له، وأن يسامحني إذا أسأت الظن بأحدٍ أو اقترفت خطأً في حق أحد فلست معصوماً، وأن يجعلني مدماك بناءٍ لتأسيس كل ما هو فاضل أو يجعلني معول هدم لكل ما هو فاشل، فلن تقوم لنا نهضة أو نتقدّم خطوةً واحدةً قبل أن نتصارح بعيوبنا ونتصالح مع بعضنا ونصفح عن أخطائنا ونصلح أنفسنا ما استطعنا، كما أدعوه - سبحانه وتعالى - أن أكون ذلك الكاتب وأن تكون أنت - يا سيدي - ذلك القارئ اللذيْن تحدّث عنهما كاتبنا العظيم "توفيق الحكيم" بقوله:

{إن مهمّة الكاتب ليست في حمل القارئ على الثقة به، بل في حمله على التفكير معه، لا أريد من قارئي أن يطمئن لي، ولا أريد من كتابي أن يريح قارئي، أريد أن يطوي القارئ كتابي فتبدأ متاعبه، في سد النقص الذي أحدثت، أريد من قارئي أن يكون مكمّلاً لي لا مؤمناً بي، ينهض ليبحث معي ولا يكتفي بأن يتلقى عني، إن مهمتي هي في تحريك الرؤوس، الكاتب مفتاحٌ للذهن يعين الناس على اكتشاف الحقـائق والمعـارف بأنفسهم لأنفسهم}.

حاشية

كلنا يعرف - بالطبع - أن قصّة "شئ من الخوف" لم يكن لها مكانٌ أو زمانٌ معلومان، وكذلك - بالمثل - قصة "شئ من الخبث" فهي محض خيال وامتداد مفترض لبلدٍ مجهول وعصرٍ مبهم؛ لذا فإن أي تشابه بين أحداث وشخصيّات الجزء الثاني ومثيلاتها في أي بلدٍ بعيدٍ أم قريب أو في أي عهدٍ سحيقٍ أم حديث لهو من قبيل المصادفة البحتة، وأي ربطٍ بين هذا وذاك إنما يقع على عهدة الرابط؛ دون أدني مسئولية على المؤلف عن تأويل الرواية إلى تفسيرات غير مقصودة بالمرة، والله وحده يعلم بمكنون الصدور.

أمّا إذا تصوّر شخصٌ ما أنه هو المقصود بعيْنه بالنقد إلى درجة اليقين ورأى أن هذا النقد جارحٌ أو متجاوزٌ عن حد الأدب فليغفر لي - بعد الله تعالي - زلّتي، وأنا متأكد أنه سيفعل - إن شاء الله - أسوةً بقوْله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "، وكما إنني أحسن الظن بالله - سبحانه وتعالي عمّا يشركون - فإنني أظن أن هذا الشخص سيتقبّل اعتذاري ويتفهّم حجّتي ألا وهي التقويم والتنقيح والإدمال حسب قوْله جلَّ جلاله: " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب " صــدق الله العـظـــيم.

 

الفصل الأول

الفصل الثاني

- الفصل الثالث

- الفصل الرابع

- الفصل الخامس

- الفصل السادس

- الفصل السابع

- الفصل الثامن

- الفصل التاسع

- الفصل العاشر والأخير

google-playkhamsatmostaqltradent