خبر
أخبار ملهلبة

"فضائح مصر المهروسة لابن النِكدي" | قصص واقعية قصيرة .. ساخرة لكن مريرة

 

غلاف المجموعة القصصية الساخرة "فضائح مصر المهروسة لابن النكدي" للدكتور أحمد صادق

"فضائح مصر المهروسة لابن النِكدي"

 

 

انتهيْت من هذه المجموعة القصصيّة في أواخر 2015 وقد جاءت لي فكرة كتابتها بعد أن قرأت كتاب "فضائل أهل مصر المحروسة لابن الكِندي"، وقد استقيْت هذه القصص القصيرة من أحداثٍ حقيقيّةٍ أليمة وقعت في "مصر" في الأعوام القليلة السابقة، فقط أضفت لها النزر اليسير من الحشايا الساخرة فشر البلية ما يُضحِك.

إليكم الآن تمهيدٌ للكتاب؛ على أن أنشر لكم كل فترة جزءاً منه إن شاء الله.  

إهداء

إلى هؤلاء المطحونين من شعب "مصر"، الذين يصرّون على عشق بلدٍ تدير لهم ظهرها فاتحةً ذراعيْها وحضنها لأولئك الذين يجحدونها ويمصّون دماءها وينهبون ما جاد به الله عليها من خيْرات....

إلى هؤلاء الذين امتلأوا يأساً من مبادلتها حبّهم ذا الطرف الواحد.... إلى الذين ما زالوا يتشبّثون بأهداب الآمال الواهية.... إلى الذين ينكرون مقولة "الوطن للأغنياء والوطنيّة للأغبياء".... 

إلى هؤلاء المنكوبين بحب وطنهم : "مصر".

مقدّمة

وصلنا في مخطوطةٍ لدار الكتب المصريّة كتابٌ صغير اسمه "فضائل مصر المحروسة" يتضمّن وصف "مصر" وفضلها على غرار الكتاب الأعم والأشمل والأخصب مادةً : "فضائل مصر" "لابن زولاق"، وقد ألّف هذا الكتاب الصغير "عمر بن الكِندي" (وهو غير والده "أبو عمر بن الكندي" وغير جدّه الأكبر الفيْلسوف "ابن يوسف بن يعقوب الكِندي)، وقد ترجم للمؤلّف ونقل عنه كثيرون مثل "ابن تغري بردي" و"ابن ظهيرة" و"ابن سعيد" و"القلقشندي" (وهو غير ذاك الذي ذبح كبشه)، وعندما قرأت ذلك الكتاب الموجز أحسست - ولا غرو - بالفخر والزهو بمجدنا العظيم وسؤددنا الجليل، ولكن ألح عليّ سؤالٌ خبيث : ماذا كان سيكتب المؤلّف عن "مصر" إذا ما زيد له في الأجل وامتد به العمر وعاش عصرنا الكئيب حتّى هذه الأيّام؟

وقرّرت أن أتولّى أنا هذه المهمّة العويصة شرط أن أسمّي الأشياء بمسمياتها الحقيقيّة التي تستحقّها، "فالفضائل" التي تكلّم عنها الكتاب اندثرت وانمحت وتبدّلت "فضائح" جليّة، و"مصر المحروسة" لم تعد كذلك بل صارت "مصر المهروسة" التي داس عليها ودهسها أولئك المستغلّون ونهّازو الفرص، حتّى "ابن الكِندي" نفسه لابد له أن يُدعَى "بابن النِكدي" من فرط الحزن والكآبة التى عمّت عصرنا الحديث.

يبقى أن نقرّ بأن الصورة في "مصر" ليست قاتمةً بهذا الشكل المريع ولكن بها مواضعَ منيرة ونقاطاً مضيئة تدعونا نرنو إلى مستقبلٍ مشرقٍ وضّاح ربما يُقبِل بأيْدي أبنائنا أو أحفادنا الذين أرجو منهم - إذا ما قرأوا كتابي هذا - أن يعتبروه من قبيل نقد النفس وجلد الذات من أجل الاتعاظ والعبرة من أخطائنا المقيتة، وأن يعدّوه بمثابة حجر المجلخة الذي يشحذ هممهم ويدفعهم لتجنّب ما وقعنا فيه - نحن وآباؤنا - من زلّاتٍ وخطايا فيحاولون أن يقوّموها وينقّحوها، وأن ينظروا إليه نبراساً - ولو شاحباً - يكشف عن جروحنا الملوّثة المتقيّحة لتنظيفها وتطهيرها حتّى تندمل وتُشفَى برغم الآلام والمعاناة التي قد نشعر بها أثناء ذلك التطهير.

لربما اتّهمني البعض بالتشاؤم والسخرية الفجّة من أنفسنا أو بهدم ثوابتنا ومعتقداتنا المصريّة الأصيلة بل لربما ذهبوا بعيداً فحكموا عليّ بعدم التحلّي بالوطنيّة أو حتّى بالعمالة، ولكنني أشعر بالأريحيّة تماماً وأثق ثقةً عمياء بنبل هدفي وكريم مقصدي وأؤمن أيضاً بالهدم الإيجابي من أجل البناء؛ والسقوط المفيد إيذاناً بالارتقاء؛ وأحسبني أحسن صنعاً بتأليفي لتلك المجموعة من القصص.

أدعو الله أن يصلح أحوالنا ويسهّل أعمالنا ويحسن خواتيمنا وأن يتقبّل مني ما أرجوه من هذا الكتاب وألّا يجعلني ضمن مَن أخبرنا عنهم بقوْله تعالي : ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾.          

حاشية : 

جاءت فضائح "مصر" المهروسة في هذا الكتاب على هيْئة قصصٍ قصيرةٍ ساخرةٍ مريرة لتخفيف وقع البلايا والشدائد التي تحويها على نفس ومعنويّات القاريء المصري لتبعده عن الشعور الكئيب بالحسرة الذي يمكن أن ينتابه جرّاء ما آلت إليه الأمور في وطنه، وذلك عملاً بالأسلوب المصري القديم الذي يواجه المشاكل والمصائب بروح الفكاهة المعروفة فشرّ البليّة ما يُضحِك، وكل قصّةٍ من تلك المجموعة تحوي أبطالاً ومجرياتٍ من وحي الخيال ولكنه خيالٌ مستمدٌ من مرارة حدثٍ ما (أو أكثر) وقع بالفعل في تاريخ "مصر".. المهروسة.


- ياما جاري ف المجاري.

- "مصر" مقبرة المصريين.

- "مصر" هيَّ أمهم.

- مكتب خدعة المواطنين.

- جعلوني مواطناً.

- لقد هَرِمنا .. ارحمونا بقى.

فيمتوثانية من "بنسلفانيا" ف دنيا فانية.

يا خي صحّة.. وعافية.

انتخبوا خيْر من يمثّل عليكم ثمّ يمثّل بكم.

يا أغلى اسم ف الوجود.. يااااااا "صُبحيّة".

google-playkhamsatmostaqltradent