احترِم آداب المرور .. وخلّيك صَبور
- يلّا بينا نعدّي الشارع يا
"عبده".
- أُصبري يا وليّه .. لازم نعدّي من عند
خطوط المُشاه البيضا اللي عند الإشارة.
- طَب ما نعدّي من هنا أسهل بيتنا ف
الوِش أهُه .. بدل ما نروح لغاية الناصية ونرجع تاني!
- خليكي مُتحَضِّرة والتزمي بآداب
وقواعد المرور .. يعني ما فيش فايدة .. مش ح ننضف أبداً .. طول عُمــ... حاااااسب
يا اسطى .. آآآآآآآآآآه.
-
"عَبدووووووو"!
.. إلحقونا يا ناس .. حَد يتّصل بالإسعاف.
- أشهدُ أن لا إله إلّا الله وأنَّ
محمّدٌ عبدُهُ و.....
ولم يُكمل "عبد
الصبور" تلفُّظه بالشهادتيْن، فقد صدمته إحدى الحافلات بمنتهى العُنف فأوْدت
بحياته في الحال، في حين أُصيبت زوْجته بإصاباتٍ بليغة، وبعد أن صوّر بعض المارّة
ذلك المشهد المؤلم بهواتفهم ومصمص آخرون شفاهَهُم وحوْقلَ غيْرهم واصلوا سيْرهم
كلٌّ في اتجاهه اقترب أحدهم من "عبده" وجثمَ على رُكبتيْه ووضع رأسه على
صدر "عبده" وأصاخ السمع وسط ضوْضاء الزحام ثم أعلن عن موْته في أسف،
ووسط عويل ونحيب زوْجته المُلقاة على الأسفلت في انتظار عربة الإسعاف المُنتظَر
وصولها بعد ساعات؛ تبرّع رجلٌ عجوز بجريدته لتتم تسجية جُثّة "عبد
الصبور" بأوْراقها.
ومن سُخرية القَدَر
أن الصفحة التي غطّت وجه المصروع وتلطّخَت بدمائه كان بها عنوان مانشيت بالخَط
العريض يقول:
"وزير الداخليّة يتعهّد بحَل مُشكلة المرور ومنع حوادث السيْر بالطُرُق بحلول العام المُقبِل".
