الجُبن سيّد الأخلاق
- بابا .. إيه رأيك يا بابا؟ .. أنا
عايز اتجوِّز "هيْفاء" زميلتي ف الشُغل.
- وإيه بقى اللي جذبك لها؟
- بصراحة: جمالها .. دي صاروخ يا بابا
.. طبعاً إنت شاعِر وبتفهم ف الجمال.
- ذهبَ الجمالُ عن النساءِ فلا أرى ...
إلّا وجوهَ دواجنٍ ونعاجِ
ينفُخنَ حشو جُلودهِنَّ وطالما ... خادعنَ عيْنَ المرءِ بالمكياجِ
لا تنخدِعْ يوْماً بحُسنِ مَليحةٍ ... كَم خُردةٍ تبدو كدُرّةِ تاجِ
انظُرْ إليها ساعةَ استيقاظِها ... كنزيلٍ سجنٍ ساعةَ الإفراجِ
لوْ أنها في فيلم رُعبٍ شاركَتْ ... ما احتاجَ مُخرِجُه إلى مونتاجِ
والتفتَ الأب حوْله
في ريبةٍ وأصاخ السمعَ جيّداً بعدما لمحَ خيالاً ولاحظَ حركةً من وراء سِتار
الغُرفة المُقابلة له فأسرع في استدراك ما قال وصاح بصوْتٍ عالٍ من باب الاحتياط:
- طبعاً الأبيات دي ما تنطبقش على أُمّك
.. أُمّك دي جمالها ربّاني .. واللهِ يا ابني ربّاني .. ربّاني أحسن تربية.
- إيش معنى بقى يا سي بابا أبيات الشِعر
دي ما تنطبقش على ماما بالذات؟
فأشار الأب لابنه أن
اقترِب ثم همس في أُذُنه قائلاً بصوْتٍ خفيض:
- يا وَلَه خلّيك مفتّح .. الأبيات دي بتتكلّم عن النساء بَس.
