خبر
أخبار ساخنة

الدهاء يهزم الخبث | قصص تيك أواي ساخرة | د. أحمد صادق


كلثوم بن الأغر يختار ورقة الإعدام ووراءه الحجاج بن يوسف وعبد الملك ابن مروان وحشد كبير

الدهاء يهزم الخُبث

 

 

يُحكى أن "كُلثوم بن الأغَر" – المعروف بدهائه وذكائه – كان قائداً في جيْش الخليفة الأُموي "عبد الملك بن مَروان"، وكان "الحجّاج بن يوسُف" يكرهه فدبَّرَ له فَـخّــاً حيْث جعلَ الخليفةَ يحكُمُ على "كُلثوم" بالإعدام.

فذهبَتْ أُم "كُلثوم" إلى الخليفة تلتمسُ عَفوه فاستحى منها لأن عُمرَها جاوزَ المائةَ عام، فقال لها:

-       سأجعلُ "الحجّاجَ" يكتُبُ الحُكم في ورقتيْن: في الأولى "يُعدَم" وفي الورقة الثانية "لا يُعدَم" ونجعل ابنك يختارُ ورقةً قبل تنفيذ الحُكم فإن كان مظلوماً نجاه الله بعد أن يُلهمه باختيار ورقة "لا يُعدَم".

فخرجت الأُم وهي حزينةٌ؛ فهي تعلَمُ أن "الحجّاجَ" يكره ابنَها والغالِب أنه سيكتُب في كلتيْ الورقتيْن "يُعدَم"، فقال لها ابنها:

-       لا تقلقي يا أُمّي .. سأتدبّرُ الأمر.

وفعلاً حدث ما توقّعته الأُم فقد قامَ "الحجّاجُ" بكتابة كلمة "يُعدَم" في الورقتيْن، وتجمَّعَ الناسُ في يوْمِ الإعدام ليروْا ما سيفعلُ "كُلثوم" وما سيفعله به "الحجّاج"، ولما جيءَ بـ"كُلثوم" في ساحة القَصاص قال له "الحجّاجُ" وهو يبتسم:

-       اختَرْ واحدة.

فابتسم "كلثوم" واختار ورقةً ثم قام ببلعها بسُرعةٍ دون أن يفتحها، فاندهش الخليفةُ وقال:

-       ماذا فعلت؟ .. لقد أكلتَ الورقةَ دون أن نعرف ما بها!

فقالَ "كُلثوم":

-       يا أمير المؤمنين: لكي نعرف ما كُتِبَ في الورقةِ التي اخترتُها وأكلتُها؛ انظُرْ للورقةِ الأُخرى فهي عكسُها.

فنظرَ الملِكُ للورقة الباقية فكانت "يُعدَم"، فعرفَ الناسُ أن "كُلثوم" قد اختار ورقة "لا يُعدَم"، وبذلك نجا من مكر ومكيدة "الحجّاج".

google-playkhamsatmostaqltradent