خبر
أخبار ملهلبة

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق" | أجرأ حوار لم يُنشر مع الرئيس "السيسي" (1)


عبد الفتاح السيسي يحذر رافعاً يده



"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق"  (1)



أوقفت سيّارتي العتيقة قبالة استراحة رئاسة الجمهوريّة بـ"المعمورة" بمحافظة "الأسكندريّة" وترجّلت على قدميْ حتّى اجتزت بوّابة الأمن بعد أن أفصحت عن هويّتي وطبيعة مهمّتي واتّجهت نحو الطابق العلوي لمقابلة صديق صديقي: مدير مكتب رئيس الجمهوريّة الذي استقبلني ببشاشةٍ وتواضع وأجلسني إلى مكتبه وطلب لي مشروباً وسألني في لطفٍ ووقار:  

- أهلاً وسهلاً .. أأمرني ؟

فأجبته وأنا في أشد حالات الحرج من كرمه الزائد وأدبه الجم:

- أنا جاي لسيادتك من طرف اللوا "نعمان" .. كنت واللهِ يا فندم طمعان أقابل سيادة الريّس علشان آخد منه حديث صحفي .. ريبورتاج يعني.

وما إن سمع الرجل ما أريد حتّى انسحبت ابتسامته العريضة من على وجهه وحلَّ محلّها عبوسٌ ارتسم على ملامحه وتقطّب جبينه وردّ عليّ وهو متجهّم:

- أنا آسف .. سيادته مانع اللقاءات الصحفيّة.

- معقولة! .. ليه؟

- مش عارف .. يمكن سيادته شايف إنه ما بيجيش من ورا الصحافة غير وجع القلب .. أو يمكن مش فاضي .. الله يكون ف عونه .. ده وراه بلاوي متلتلة .

- بس من حق المواطن السكندري اللي أنا بأمثّله إنه يسأل الريّس اللي من واجبه يرد ع الأسئلة .. ده حق المعرفة اللي نص عليه الدستور .

- عموماً .. إنت مش أوّل صحفي يحاول يقابل سيادته ويفشل .. قبلك كتير حاولوا وما عرفوش .. وكان الرد واحد: "سيبوا أسئلتكم الصحفيّة ف المكتب الإعلامي الخاص بسيادته وتعالوا بعد كام يوم يمكن سيادته يفضى شويّة ويرد عليها".

- بس انا بارفض العرض ده ومصمّم أقابله شخصيّاً علشان أعمل سبق صحفي وانفراد للجريدة بتاعتي.

- عموماً اللوا "نعمان" مديني موبايلك ولو فيه جديد ح اتصل بك .. معلهش .. مش ح اقدر أساعدك .. مكتب الإعلام ف الدور التحتاني .. مع السلامة.

وخرجت من المبنى الفرعي للاستراحة أجر أذيال الخيْبة والإحباط ولكن ضميري الصحفي رفض الهزيمة وأبى أن يتقبُّل الأمر الواقع فأجبرني على أن أقبع داخل سيّارتي مترقّباً خروج الرئيس في أية لحظة لألقي بنفسي في طريق موكبه وأمنعه ولو قسراً من المرور قبل أن يرضخ لطلبي بتحديد موْعدٍ لمقابلته، وفترت عزيمتي بعد عدّة ساعات مكثت فيها مراقباً لبوّابة الاستراحة دون جدوى؛ فلم يخرج الرئيس بعد رغم حضور وانصراف كثير من موظّفي وعمّال الاستراحة، ولمّا أعياني الانتظار سألت أفراد الأمن عن سر ذلك الرئيس الذي ينهك نفسه بالعمل طوال هذه الساعات فأجابوني بأن سيادته غادر الاستراحة بالطائرة الهليكوبتر قاصداً زيارات ومتابعات لبعض المواقع والمشاريع بالمحافظة، فأسقط في يدي وندمت على إطاعة ضميري الصحفي اللحوح الذي تسبّب لي في هذه الورطة وعدت لمنزلي ليْلاً وأنا في أشد حالات التعب للدرجة التي جعلتني لم أقوَ على إعداد الطعام رغم جوعي فألقيت بنفسي على الفراش وأنا بكامل ملابسي من فرط الإنهاك وأسندت ظهري للخلف قليلاً وملأت كوباً من العصير الموضوع بجانبي وأخذت في ارتشافه ببطء وأنا واجمٌ أفكّر في الطريقة المثلى لمقابلة الرئيس ولكني غرقت من فوْري في سباتٍ عميق ولم أزل ممسكاً بكوب العصير.

رنّ جرس الهاتف بعد منتصف الليْل فتحسّست بيدي موضعه وتناولت السمّاعة فجاءني من الطرف الثاني صوْت مدير مكتب الرئيس قائلاً:

- أيوه يا دكتور "صادق" .. صحّي النوم وروح قوام على "جليم" ح تلاقي سيادة الريّس قاعد ع اللسان بيصطاد بعد ما خلّص رياضته ف الجري وركوب العجل .. أصل ده أحسن وقت يقدر فيه يمارس هواياته بعيداً عن العيون .. ح تلاقي مزاجه رايق ده الوقت وتقدر تتكلّم معاه زي ما انت عايز.

ولم أضِع وقتاً فشكرته وقمت من فوْري وأنا ما زلت مرتدياً ملابس الخروج وذهبت حيث وجدت الرئيس "عبد الفتاح السيسي" شخصيّاً جالساً يصطاد على إحدى الصخور وحده دون حراسة فتشجّعت وجلست بجانبه وألقيت عليه التحيّة فردّ بأحسنِ منها، وما إن عرّفته بنفسي وضغطت على زر تسجيل الصوت بهاتفي الخلوي حتّى غمزت سنّارته معلنةً عن صيْده لسمكةٍ كبيرة خلّصها من الشص وأودعها صندوقاً كان بجانبه ثم قال ضاحكاً وقد انفرجت أساريره:

- وشّك حلو يا دكتور "صادق" .. إنت قلت لي إنك من جرنال إيه؟

- من جريدة "الشعب السكندري يريد".

- ههههههه .. أوعى يكون بـ"يريد إسقاط النظام" .. هههههههه .. ماشي يا سيدي .. اتفضّل اسأل .. خد راحتك.

  


(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent