خبر
أخبار ملهلبة

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق" | أجرأ حوار لم يُنشر مع الرئيس "السيسي" (2)


يد شخص يمسك ببوصة سنارة ليصطاد بها الأسماك من البحر

"السيسي" يفتح قلبه "لابن أبي صادق"  (2)

 

  

- واللهِ يا فندم اسمح لي قبل ما أسألك عن أحوال "مصر" العامّة أبدأ بتوصيل رسالة من الشعب السكندري الذي أنوب عنه صحفيّاً الآن بصفــ.....

فقاطعني الرئيس واعتدل في جلسته وقال لي بتواضع وهو يختلس النظر إلى سنّارته بيْن الفيْنة والأخرى:

- يعني انت دكتور وصحفي وبوسطجي كمان .. ههههههههه.

- ههههههه .. حسب الظروف ما تحكم بقى يا سيادة الريّس .. السكندريون كلهم بيوصلوا لك التحيّة وبيقولوا لحضرتك من قلبهم ألف شكر على شويّة المشاريع والتطويرات اللي عملتها سيادتك مؤخراً في المحافظة .. زي محور "المحموديّة" العملاق وتطوير العشوائيّات وبناء مساكن "بشاير الخير" البديعة 1 و2 و3 وتطهير وتعميق بحيرة "مريوط" وكمان إنشاء مجمع "الدفاع" الاجتماعي اللي تقريباً قضى على ظاهرة أطفال الشوارع وغيرها من الإنجازات العملاقة .. وكل الناس هنا بيدعوا لك بالصحة وطول العمر إن شاء الله.

- يا سيدي متشكر .. بس أولاد المحافظة همَّ اللي بيشتغلوا وينجزوا .. أنا بس بأوجّه واتابع واحاسب .. وعلى الله التساهيل .. على فكرة أنا باحب "اسكندريّة" جداً ولها معزّة خاصة عندي ولفّيت فيها كتير وعارفها حتة حتة كويّس وعارف كمان مشاكلها بالتفصيل  .. أنا كنت رئيس أركان وبعدين قائد المنطقة الشماليّة العسكريّة هنا سنين.  

- طب إيه هيَّ بقى المشاكل دي يا ريّس؟

- ههههههه .. يعني ح تختبرني يا جدع انت .. هههههههه .. ماشي .. خد عندك مثلاً غابات الأسمنت الشاهقة اللي غاب عنها الذوق والانسجام وضيّعت سيمفونيّة الجمال اللي اشتهرت بها "اسكندريّة" وبقت زي القنابل الموقوتة القابلة للانفجار في أيّة لحظة .. وأكبر مثال على كده هوجة المباني اللي اتبنت بعد ثورة يناير دون إصدار التراخيص بعيداً عن القانون والرقابة .. وسيبك إنها زي المسخ المشوّه شكلاً ومضموناً ده زلزال بسيط في حدود 4 ريختر كفيل بتسويتها بالأرض ده غير الأحمال الزائدة لمرافقها وخدماتها .. حاجة تانية: فاكر شوارع "اسكندريّة" المنظّمة النضيفة زمان؟ .. أهي الشوارع ده الوقت بقت زي الشرايين المتخمة بكوليستيرول التكاتك والكارو والتريسيكلات والتُمنايات والميكروباصات اللي سايقها عفاريت الأسفلت زي ما بيسمّوا نفسهم وبقوا مضرب الأمثال في تحدّيهم الوقح لجميع القوانين والأعراف والسلوكيّات المروريّة .. والأرصفة راخرة بقت نهباً لاحتلال القهاوي والمحلات والورش والبيّاعين .. كمان فيه الزبالة اللي انتشرت في الشوارع والنواصي والأركان واللي خرجت أحشاؤها من أكياسها وبقت مرتع للحيوانات الضالّة وبؤرةً للحشرات الضارّة ومصدر للتلوث والأمراض المعدية .. ناهيك عن العيال تجّار ونبّاشين الزبالة اللي بيشتغلوا بهمجيّة وتسرّع بأيديهم الملوّثة في عمليّة فرز جماعي علني أشبه بعمليّة الإخراج الحيواني بدون رابط أو حيا .. أما عن الشباب العاطل فحدّث و لا حرج تلاقيهم واقفين في الزقايق والنواصي أو قاعدين على سلالم البيوت أو مداخلها أو متنطّعين على القهاوي يتمزّجوا بشرب الشاي والسجاير والشيشة أو بيلفّوا سجاير البانجو والحشيش عياناً بياناً كده في الأماكن العشوائيّة.

- واضح إن سيادتك وصلت لأعماق المجتمع السكندري و خباياه .

- فعلاً .. لكن أكتر حاجة وجعتني وحزّت في نفسي لمّا سبت عربيتي والحرس بتوعي ومشيت وسط الناس وانا لابس كمامة طبعاً علشان ما حدش يعرفني .. كان نِفسي استرجع ذكريات زمان أيّام ما كنت أمشي بالساعات في شوارع اسكندرية الجميلة وانا في منتهى السعادة زي كل الناس اللي حواليَّ .. بس للأسف لمست في سلوك الناس القلق والعصبيّة بعد ما أنهكهم الزحام وصدّعهم الصراخ والدوْشة وأفزعتهم كلاكسات العربيّات وخنقتهم عوادمها ومنعتهم عن النوم ميكروفونات بيّاعين البيكيا والخضار والفاكهة والأنابيب والفول المتداخلة مع أغاني المهرجانات وبقى المواطن لا يملك ترف الاستمرار في المشي سواء كان بيسوق عربيته أو راكب أجرة أو حتّى على رجليه .. لازم ينط ويلف ويدور لحد ما يوصل مشواره .. ده غير معارك ركوب الميكروباصات الأجرة اللي أسعارها بتزيد كل شويّة فشر البورصة .. وزي التاكسي الأصفر  أبو عدّاد عطلان على طول.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent