صورة واحد خاطِب واتجوِّز (3)
-
بَس أكيد الخطوبة مش
حلوة قوي كده على طول الخط.
- لأ طبعاً .. ما هي فترة الخطوبة بتبدأ تغمق آخر كام شهر وكأنها علامات لفترة انتقالية قبل ما تتحوّل الدُنيا لسواد كامل .. بَس الشاطر هوَّ اللي يفهم العلامات دي والناصح هوَّ اللي يتعظ وياخد عبرة من اللي قبله قبل ما رجله تيجي ف الخَيّة وما يعرفش ينفِد بجلده من كمين الجواز .. يعني في أواخر الخطوبة بيبدأ العريس ينعى هَم شرا شقّة الزوْجيّة والأجهزة الكهربائيّة وخلافه وأهل الزوجة بينعوا هَم شوار العروسة .. ده غير مشاوير شرا مستلزمات البيت الجديد من ستاير وسجاجيد ومراتب وحلل وبورسلين الأرضيّات وسيراميك حوائط المطبخ والحمّام .. إلخ إلخ .. وتلاقي العريس مدعوك مع العُمّال ف تشطيب الشقّة اللي العروسة عايزة تعملها على مزاجها: البلاط بورسُلين عاجي فرز أوّل ودواليب المطبخ خشمونيوم مطّعَم بكلادينج والحمّام فيه جاكوزي فيه عشرين جيت ع الأقل ودهانات الحيطان مستوْردة بحيث يكون لون أوضة النوم بستاج فاتح قلب الخسّة ما عدا الحيطة اللي ورا السرير تبقى سبونج بستاج غامق فُزدقي أمّا الصالة فتبقى كل حيطة بنظام يعني حيطة البلكونة تبقى بيرل كمّوني وحيطة الشاشة ترخيم خراوي وحيطة الشبّاك قطيفة كافيه أوليه وحيطة الباب تبقى ستوكو أنتيكا موف داخله نقط فوشيا وشُرَط كشمير غامق وبالنسبة لحيطان باقي الأوض فألوانهم صعبة ما ينفعش تتوصف فتلاقيها محضّرة للنقّاش كذا قصقوصة قُماش علشان يعمل نفس لونها .. وتشوف العريس – يا كبد امّه – داير على كعوبه يلف الأسواق مع العروسة وهوَّ شايل ف جيب بنطلونه اليمين كارتيلّا ألوان الألوميتال والجيب اليمين فيه حتّة من كسر البلاط علشان يجيب وَزَرة أو سوكلو تليق ع الأرض والحيطان .. ها لسّه بعد اللي حكيتهولك ده كلّه مُصمِّم ع الجواز؟
-
......
- يا راجل ده ربّنا بيدّي لنا علامة علشان يحذّرنا بيها بس احنا اللي بتبقى سارقانا السكّينة .. يعني مثلاً لمّا تكون بتعدّي الشارع وانت سرحان ومش واخد بالك إن ممكن تطلع لك عربيّة تدوسك وتفرمك مش ربّنا بيلهم سوّاق العربيّة دي إنه يزمّر لك زُمّارة طويلة علشان يحذّرك وينبّهك إنك في خطر تقوم تجري من قُدّام العربيّة علشان تنقذ نفسك .. صح؟ .. أهو العريس مننا بقى بيطلع من عند الحلّاق ويروح ياخد عروسته من عند الكوافير وأوّل ما يوصل مكان الفرح وقبل ما يدخل القاعة بتستقبله فِرقة الزفّة وتقعد تزمّر له ساعة .. ساعة يا مؤمن بتزمّر له زمامير أُمّة لا إله إلّا الله .. علشان تحذّر أمّه وتنبّهه لاجل ما ينقذ نفسه وينفِد بجلده ويلحق ياخد ديله ف سنانه ويهرب قبل ما رجله تخطّي قاعة الفرح ويكتب جوّه الكتاب ويتحشر في مفرمة الجواز .. بس هوَّ يا عيني بتبقى ندّاهة الجواز نادهاه وهايم في ملكوت تاني ومعمي عن العلامة اللي ربّنا باعتها له علشان ينفِد بجلده من الجواز .. كلّنا ذلك الرجل يا عزيزي .. أهو شيء مقدّر ومكتوب.
-
......
-
ما لك مبلّم كده ليه؟! .. ما تقول لي ناوي على
إيه؟
-
ناوي اقطع أجازتي
واطير ع "السعوديّة" .. العُمر مش بعزقة يا با.
الأحد:
صحيت م النوم بدري علشان ألحق اروح الشُغل،
قُلت يا واد ريّح بطنك من أكل سندوتشات الفول والطعميّة اللي باكلها كل يوم، بعد
ما طلعت م الحمّام رُحت اصحّي مراتي تعمل لي الفطار بتاع زمان اللي كانت
بتأكِّلهولي بإيديها ف بُقّي وانا لِسّه صاحي ع السرير ف شهر العسل، يا دوبك ناديت
عليها وقُلت لها تقوم تحُط لي الفطار إلّا ولقيتها انفجرِت ف وِشّي زي القُنبِلة
الموْقوتة:
-
هوَّ انت اتجوِّزتني
علشان ابقى خدّامة تحت رجليك يا راجل يا مُفتري؟!!! .. طلّع الجبنوات م التلّاجة وافقع
لك بيضتين ف الطاسة وعندك العيش ف الفريزر واعمل الشاي ف الكاتل .. سيبني أنام
شويّة حرام عليك .. ده انا طول اليوم بالِف ف البيت زي النحلة وما باصدّق انام
شويّة من المناشير اللي بتُنشُر ف عضمي طول الليل وانت نايم بتشخَّر ولا حاسس
باللي فيَّ .. وكل ما ابتدي أغفِّل حبّتين ألاقيك سحبت شخرة اسكندراني تنطّطني من
ع السرير .. يا ساتر عليك .. ما فيش دم.
الأربعاء:
رجعت من شُغلي ميّت م الجوع فطلبت م الوليّة إنها
تطفّحني الغدا فقالت لي:
-
استنّى شويّة هيَّ
الدنيا ح تطير .. مش شايفني محتاسة .. الواد عنده إسهال وملحوِس هدومه ومزروَط
السرير .. إيه؟! .. ما فيش رحمة انت وابنك؟!! .. ح اغيّر له الأوِّل وبعدين ابقى
اسلت إيدي م البامبرز والبراز واحُط السِم الهاري.
-
الله يقرفِك ..
واللهِ ما انا واكل.
-
إن شا الله ما كَلت
.. اللي بياكُل على ضِرسه ينفع نفسه واللي بيشيل قربة مخرومة تخر على دماغ أُمّه
واللي عايز يزرُب لازم يحزق واللي....
-
بس كفاية .. إقفلي
أم البكابورت اللي بيطفح من بُقِّك ده .. أنا ح اغور اشوف لي أي حاجة آكلها من تحت
.. ح اجيب لي رغيف حواوشي كلابي أنضف من أكلِك.
-
طب هات لي معاك
رغيفين.
-
هوَّ كل حاجة هات
هات هات .. هات فلوس .. هات بقالة .. هات بامبرز .. هات الواد م الحضانة .. ده انا
اتربّى لي الهيتهات يا شيخة .. ما فيش مرّة تقولي لي: خُد.
-
طب خُد معاك كيس
الزبالة وانت نازل.
الجُمعة:
رُحت القهوة بعد المغرب وقعدت لغاية حداشر
بالليل والواد "أنيس" ما ظهرش .. الظاهر سافر الندل من غير ما يقول لي،
سألت عليه القهوجي يمكن شافه امبارح فقال لي:
-
الله!!! .. هوَّ انت
ما تعرفش؟!!! .. ده فرحه الليلة دي ف نادي المُعَلّمين.
يا نهار كُحلي .. عمل اللي ف دماغه برضُه .. بكره يندم ويقول حقّي برقبتي .. الحمار ابن الحمار.