صورة واحد خاطِب واتجوِّز (2)
-
يا ستّار .. دي
تلاكيك بقى.
-
أومّال يا ابني ما
هو حبيبك يبلع لك الزلط وعدوّك يتمنى لك الغلط .. ده ف الخطوبة البنت ما يجيهاش
نوم إلّا امّا ترغي بالساعات مع خطيبها ف التليفون وهوَّ ما يغمض لهوش جِفن إلّا
امّا يديها بوسة ع الطاير عبر الأثير .. أمّا بعد الجواز فلازم تمسّيه بحفلة نكد يوْميّاً لغاية الفجر
وما يتخمدوش إلّا بعد ما يدّيها علقة كل يوم.
-
ده جواز ده ولّا
مورستان؟!
-
قبل الجواز بتحافظ
المخطوبة على رشاقتها بالأكل الصحي والخاطب بيكون حريص على إنه يكون في كامل
لياقته الرياضيّة بالذهاب للجيم .. وبعد الجواز يتضاعف وزن الزوجة ويقترب قوامها
من قوام سيّد قشطة من كُتر أكل المحشي والكرنب والحلويّات أمّا الرجل فيحتفظ
غالباً بمعالم جسمه وعضلاته زّيْ ما هيَّ فيما عدا تغيير طفيف يطرأ على بطنه التي بتكبر
ليتحوّل كِرشه المُتهدِّل المدلدِل إلى حجم أكبر قليلاً من شوال القطن المحلّاوي.
-
ها ها ها .. صحيح ..
ده اللي بيحصل.
-
ف الخطوبة الخطيب
بيطارد خطيبته بكلمات الغَزَل والحُب وما بيزهقش من الكلام معاها في أي موضوع حتى ولو
كان حريمي وتتجاوب معه المخطوبة فتتكلّم معاه زي اللِبلِب في كل موضوع حتى ولو كان
ف الكورة .. بعد الجواز بيصيب الخَرَس الزوْجي المُزمِن الزوجين فيبطلّوا يشتركوا
مع بعض في أي حوار أغلب الوقت لدرجة أنهم بيتهرّبوا من تبادل الكلام مع بعض فما تردِّش
الزوجة على مكالماته وهيَّ ف البيت وهوَّ ما بيفتحش رسايلها ع الواتساب وهوَّ ف
الشُغل .. وهكذا تصبح الزوجة في جمود التماثيل وبرودة الثلج أمّا الزوج فيصبح في
لا مبالاة الخرتيت وبلادة دكر البط البلدي.
-
بس أكيد الكلام ده
ما بيحصلش ف كل الجوازات.
-
وحياتك كلّها .. إنت
عارف ليه بنلبس دِبلة الخطوبة في الإيد اليمين ولمّا نتجوِّز بننقلها في صوبع
البنصر للإيد الشمال؟
-
آه .. علشان الإيد
اليمين هيَّ اللي كان بيتحلف بيها يمين العهد .. يعني معناها إن الخاطب والمخطوبة إتعاهدوا
أنهم ح يرتبطوا للأبد .. وفي الجواز بتتحط الدِبلة ف البنصر الشمال علشان كانوا
بيعتقدوا زمان برضه إن فيه شريان بيمتد من الصوبع ده ويتصل مباشرةً بالقلب .. حتى
كانوا بيسمّوه شريان الحب أو باللاتيني "فينا أموريس".
-
لا يا حبيبي .. ما
فيش الكلام ده .. دِبلة الجواز بتتنقل للإيد الشمال علشان لمّا تلهف مراتك بوكس أو
قلم بإيدك اليمين الفاضية تقوم الدِبلة ما توجعكش .. دول صنف يخاف ما يختشيش.
-
يا راجل بلاش أفورة
بقى.
-
طب خد عندك دي ..
أظن مش ح تنكرها: ف الخطوبة تشوف الرِقّة كلّها ف خطيبتك .. يعني مثلاً تقول لك:
"ياي .. البتيخة دي تعمها جوسي أوي" .. وبعد الجواز تقول: "أحّيه
.. سنضوطشات الكُفطة دي مالها مجلمطة كده ليه؟" .. والراجل كمان بيبقى ف
الأوِّل جنتلمان وواخد باله إن عاداته المُقرفة ما تظهرش لخطيبته .. إنما بعد الجواز
تظهر تكريعة الراجل بعد شُرب السفن أب أو حتى بعد شُرب الميّه العاديّة .. والسِت
كمان بتلعلع وهيَّ نايمة جنب جوزها بالليل وتلاقيها عاملة له سيمفونيّة بُمب العيد
وصواريخ الكريسماس لغاية الصُبح فتُطلق ريحاً صرصراً عاتية (بيب يعني) بسبب أكلة
كرنبيت مقلي بالدقيق والبيض.
-
هههههههههه .. شكلك
كده جرّبت الحاجات دي.
-
ده انا اتهريت يا عم
الحاج .. ف الخطوبة العريس بيزور خطيبته في بيت أهلها مرّة كل أسبوع ولازم يدخل
البيت وهوَّ معاه علبة شوكولاته أو جاتوه أو حلويّات .. ده غير الهدايا في المواسم
والأعياد .. وبعد الجواز الزوجة بتزور أهلها كل كام شهر بعد ما تدب خناقة مع جوزها
كل مرّة .. وفي الزيارة دي بيدخل الزوج بيت أهل مراته وإيده فاضية تملّي .. وممكن
أحياناً يجيب وهوَّ رايح كيلو لبن لوْ مراته وعياله ح يباتوا هناك .. بلاش دي .. ف
الخطوبة أهل العروسة بيعزموا العريس ع الغدا كل أسبوعين تلاتة وبتبقى السُفرة
عامرة بأصناف أكل كتيرة وبكميّات مهولة تكفّي عزومة لكتيبة كاملة من الجيش .. إشي
حلّة ملوخيّة وطاجن بامية وصينيّة بطاطس وإشي بطتين وجوزين فراخ وسرفيس بُفتيك
لحمة وإشي رُز ومكرونة بشاميل وعيش شامي وإشي شوربات وسلطات وطحينة وبابا غنّوج
إلخ إلخ .. وبعدين العريس يحلّي فاكهة من جميع الأصناف ويشرب حاجة ساقعة وبعدين
ياكل حلويّات شرقيّة مع كوب من الكاكاو الساخن الذي يرتشفه في صمت ثم يستكمل
التحالي بشويّة بيتي فور وشوب عصير مانجه .. بخلاف ما يتخلّل كل فقرة من الفقرات
السابقة بما تيسّر من المكسّرات والتمر والفشار والترمس وخلافه .. إنما بقي يا
حبيبي بعد الجواز بيعزموه كل سنتين تلاتة على طبق سبانخ وطبق رُز ورُبع فرخة وحيدة
يتيمة حزينة أو على طبق قُلقاس وتلات أرغفة بلدي وحتّتين لحمة من حجم الإكسترا
سمول .. وفي الحالتين بيحبس بكوبّاية صغيّرة من شاي التموين الذي يرتشفه صادراً عنه
صوت عالي تقشعر له الأبدان.
-
يا خبر أبيض .. ده
انت معبّي ع الآخر.
-
يا راجل ده لمّا
الخاطب ييجي يدخُل بيت خطيبته ويقلع جزمته ع الباب تلاقي عروسته بتحلف عليه:
"واللهِ ما انت قالع الشوز .. هوَّ انت غريب يا حُبّي .. اتفضل ادخُل على
طول" .. وبعد الجواز بيبقى نهار الزوج مش فايت لو نسى يقلع الجزمة قبل ما
يدخُل الشقّة وسط صراخ زوجته: "إنت داخل زريبة .. مش قادر توطّي لحظة تقلع
الكوتشي وانا موطيّة ساعتين علشان أسيّأ البلاط وامسح الأرض .. ينفع كده تلبّخ
الأرض بالجزمة اللي انت دايس بيها على طينة الشارع .. مش عايز تنضف أبداً .. روح
يا شيخ ربّنا ينتقم منك".
