خبر
أخبار ملهلبة

قصة وسيناريو وحوار فيلم "ريَش" | النسخة الإعلامية الرسمية لفيلم "ريش" (1)


أفيش فيلم ريش لابن أبي صادق


قصة وسيناريو وحوار فيلم "ريَش" (1)



إهداء:

إلى الشعب المصري الذي لم يعد فيه أحدٌ فقيراً .. الذي لا يعاني من أي مشاكل اقتصاديّة أو ماليّة .. الذي تحسده جميع شعوب العالم على رفاهيّته ورخائه .. الذي يتمتّع بصحّةٍ وافرة بعد أن قاسى في الماضي من أمراض فقر الدم وسوء التغذية .. الذي يتنعّم في عيشته وتتقاذفه الإنجازات والنجاحات .. الذي أجبرته حكومته على القيام بأجازاته مدفوعة الأجر لإراحته من مشاق العمل بعد أن انعدمت البطالة وطفح الفائض من إنتاجه فوق الحد المعقول .. الذي ملَّ من أكل الكافيار واللحوم والطعام الفاخر بعد أن رخص ثمنها مع باقي أسعار السلع .. الذي يرفل في الحرير والديباج ويتبرّع بالقطن والصوف للشعوب المحتاجة في الخليج وأوروبا وأمريكا .. الذي يرمي مقتنياته القديمة كل يوم لأنه يحرص على شراء أجدد موديلات السيّارات وأحدث الموبايلات والأجهزة وآخر خطوط الموضة في كل شيء .. الذي لا يحب السفر خارج بلده إلّا في العطلات السنويّة والويك إندز ورحلات صيد السفاري .. الذي خيْر مَن يمثّله هم فنانوه ومبدعوه وأحسن مَن يتحدّث بلسانه هم إعلاميّوه وصحفيّوه وأفضل مَن ينوب عنه هم حكّامه ومسؤولوه .....

إلى ذلك الشعب المحظوظ ابن المحظوظة.

تمهيد:

إنطلاقاً من وطنيّتي الشديدة ومعرفتي الوثيقة بجميع شرائح المجتمع المصري والتي يمكن تقسيمها إلى شريحة غنيّة (حوالي 20 % من الشعب) وشريحة غنيّة جداً (55 %) وشريحة المليونيرات (15 %) وشريحة المليارديرات (10 %) مع انعدامٍ كامل لما يُعرف بشريحة الفقراء التي اختفت من المشهد تماماً بفضل مجهودات الرئيس وحكومته .. وبصفتي واحدٌ من أفراد النخبة المثقّفة والقوة الناعمة المايعة الطريّة اللي كلّها حنيّة: فأنا أتفق كليّاً وجزئيّاً مع زملائي الفنّانين والإعلاميّين في كل ما قالوه عن فيلم "ريش" للمخرج الشاب "عمر الزهيري" .. ورغم أنني شاهدت – مثلهم - جزءاً كبيراً من الفيلم (حوالي دقيقتين بحالهم) إلّا أنني أستطيع أن أجزم بأنه فيلمٌ مُغرِضٌ ذو أجندةٍ معاديةٍ لـ"مصر" ويسيء لها وللسيّد الرئيس المنقذ وللوطن وللإسلام وللمسيحيّة وللإنسانيّة أيْضاً .. وبالتأكيد فإن حصول هذا الفيلم على جوائز دوْليّة من الغرب المتآمر ضدنا والحاقد علينا (علشان احنا أحسن منه طبعاً) لهو أكبر دليلٍ على ما أقول .. ولا أستبعد أبداً ما قاله الصحفي الحر الشريف "مصطفى بكري" عن كوْن الفيلم مخططاً إسرائيليّاً لاختراق العقل المصري .. كما أطالب مع المحامي الخلوق الكارِه للشهرة والأضواء "سمير صبري" نيابة أمن الدوْلة باعتقال مؤلف ومخرج ومنتج وممثلي وكل صنّاعي الفيلم (بالذات عم "رفاعي" بتاع البوفيه والحاج "زين" فرّاش الاستوديو) وتحويلهم جميعاً لمحاكمات جنائيّة عاجلة أرجو أن تنتهي بإعدامهم جميعاً ويا حبّذا بجلوسهم تباعاً على الخازوق الموضوع أعلى برج المسلّة (أوبليسكو كابيتال) أو أعلى البرج الأيقوني حتى تكون معالم العاصمة الإداريّة هي آخر  إطلالتهم في الحياة ليشهدوا بأنفسهم على شروق نهضة الجمهوريّة الجديدة وليندموا بشدّة - أثناء اللحظات الأخيرة في غروب حياتهم البائسة - على تزويرهم للحاضر البسّام والمستقبل الواعد للبلاد .. وأهو بالمرّة الإعلام الأجنبي اللي ح يصوّرهم وهمَّ بينزفوا أثناء تجرّعهم للخازوق ببطء يبقى يصوّر فندق "الماسة" ومسجد "الفتّاح العليم" وكاتدرائيّة "ميلاد المسيح" في الخلفيّة علشان تبقى دعاية بمليار جنيه لأهم إنجازات الرئيس التي استفاد منها الفقراء المصريّون .. أقصد اللي كانوا فقراء زمان.

ولن أستفيض أكثر في هذا الشأن فيكفيني مؤونة ذلك ما قاله غيري وأسهب فيه وأطنب فلا أستطيع الإطالة في الكلام عن هذا الفيلم المليء بمشاهد الفقر المقزّز والفقراء المقرفين والذي أصابني بالقشعريرة والاشمئزاز والغثيان الشديد والإلتهابات الحادّة بجميع أعضاء التطبيل في جسدي الرقيق حيث أنني لا أقوى على مشاهدة مَن يدّعي كذباً بأن بلادنا الغالية بها فقراء (أو فقراء قوي) ولا أطيق سماع مَن يتحدّث فيما يسيء لوطني العزيز ويؤذي مشاعر الأغنياء في ربوعها الجميلة .. ولأني رجلٌ عملي فسأرد على فيلم "ريش" (الضعيف فنيّاً في جميع عناصره) بقصّة حقيقيّة وسيناريو منطقي وحوار معقول لفيلمي الجديد "ريَش" (ولم أحدّد إن كانت ريَشاً ضاني أم بتلّو فقد فضّلت أن أترك للمتلقي حرية إعمال فِكره وخياله لزيادة وعيه تجاه القضايا القوْميّة حسب توجيهات السيّد الرئيس) .. وهو فيلم واقعي يعكس ما يدور بالفعل في أوساط أسرةٍ عاديّة تمثّل الأغلبيّة المصريّة وكيف انتقلت هذه الأسرة – كغيرها – من  مصاف الفقراء إلى طبقة الأغنياء بعد سنواتٍ قليلة من الحكم الميمون لرئيسنا المزيون.

أرجو أن يشملني عطف أي شركة إنتاج (ويا ريت تبقى إيجل كابيتال أو إعلام المصريين أو سينرجي) لرعاية الفيلم والصرف عليه بسخاء أو بالأحرى الصرف على العبد لله (ابن أبي صادق) .. خصوصاً وأنا الآن أستعد للتجهيز لشوار ابنتي التي ستتزوّج قريباً (عقبى لكم ولأحبابكم جميعاً) وأحتاج لشراء الكثير من ضروريّات منزلها (وعلى رأسها ماكينة تقشير اللب وآلة صُنع الزلابيا والجهاز الإلكتروني لسَلق البيض والصبّارة الراقصة) حتى لا يكون منظري عِرّة أمام العريس وأهله .. وعلى الله التساهيل.

قصّة الفيلم:

·      الزمان: العهد الحالي السعيد .. للسيّد الرئيس الجديد .. متّعه الله بالعمر المديد .. وأنعم عليه بصحّةٍ من حديد .. وألهمه الرأي السديد .. وزاد من عزمه الشديد .. وجعل يده فوق كل إيد .. ليسطر لنا تاريخاً مجيد .. ويقودنا للنصر الأكيد .. بعد أن يهزم أعداءنا المناكيد .. ويحقّق الفوْز على كل شخصٍ بليد .. فقد قرّب لنا ما كنا نراه بعيد .. فأعاد لنا تاريخنا التليد .. وأدركنا كل ما هو مفيد .. ودانت لنا في عهده العناقيد ..  وصرنا نستخدم الإيميل بعد البريد .. وتساوى بيننا الملازم والرائد والعقيد .. وساد الاحترام بين أي مواطنٍ وعميد .. وتم شفاء كل مريضٍ وقعيد .. وعمّت الحريّة على كل شريدٍ وطريد .. بعدما عانيْنا قبله ظُلماً وتهديداً ووعيد .. فارتسمت الابتسامة على وجه كل جدٍ وأبٍ وحفيدٍ ووليد .. وحاز الرئيس على الحُب والتأييد .. من كل معارضٍ عنيد .. وسيمضي معنا بين حبيبٍ ومناصرٍ ومُريد .. فلم يزل في جُعبة إنجازاته المزيد.

·      المكان: كفر "السعادة" الكائن بمدينة "الفرح".

·      الشخصيّات:

-       "بهجت": عامل نظافة بسيط ورب أسرة مصريّة عادية جداً وهو شابٌ في منتصف الثلاثين من عمره.

-       "فرحانة": فلّاحة مصريّة تزوّجت "بهجت" ولها منه ثلاثة بنات وهي شابّةٌ على مشارف الثلاثين من عمرها.

-       "سعيد": أخو "فرحانة" وخال البنات ويعمل في توصيل الطلبات عند جزّارٍ بالكفر وهو كهلٌ في أواخر الأربعين من عمره.

-       "جلاجولا": رجلٌ في الخمسين يعمل ساحراً في الملاهي والحفلات ولأنه يعاني من مرضٍ عضال بالقلب فهو بطيء الحركة ويتكلّم بصوتٍ خفيض ويسعل بيْن الفيْنة والأخرى.



(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent