خبر
أخبار ملهلبة

ننشر تعليقات "ابن أبي صادق" على تصريحات الرئيس "السيسي" أمس









·      قال الرئيس "السيسي": حقوق الإنسان اللي أنا أعرفها هي إن الناس تاكل كويّس وتتعلّم كويّس وتتعالج كويّس وتشتغل كويّس.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": كلام سليم مائة بالمائة ولكن ينقصه الحديث عن الحق في الحريّة والمساواة أيضاً .. فحقوق الإنسان المتعارَف عليها هي الحق في الغذاء والتعليم والصحّة والعمل والحريّة في إطار العدالة والمساواة لجميع الأفراد مهما كان اختلافهم العِرقي أو الديني أو اللغوي أو الاجتماعي .. وكلنا نعرف أن الحريّة والعدالة الاجتماعيّة منقوصتان في وطننا .. ولن أتطرّق للأمثلة المعروفة سواء في هذه النقطة أو ما يليها من نقاط .

 ===============

·      قال الرئيس "السيسي": أنا مش مانع المواطن إنه يتكلّم .. ده انا عايزُه يتكلّم بس يعرف قضيّة البلد دي كويّس قبل ما ينكّد ع الناس ف بيوتها بسبب عدم اكتمال معرفته أو بمعنى أدق بسبب جهله وعدم إدراكه أو تقديره للواقع.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": طبعاً مسموح للمواطن المصري إنه يتكلّم ويبعبع ويهوْهوْ أيضاً (بهدف عدم دفعه للإنفجار) ولكن في حدودٍ ضيّقةٍ فقط .. إن تعدّاها فسيجد ما لا يسرّه ولنا في سجناء الرأي عِظةٌ وعِبرةٌ لأولي الألباب .. وهل يجب على المواطن الذي يتكلّم (حتى ولو كان أستاذاً بالجامعة أو دارساً دقيقاً لمشاكل بلده) أن يتكلّم فقط من وجهة نظر النظام في قضايا الوطن وإلّا يكون ناقص المعرفة أو جاهلاً يتسبّب في التنكيد على الناس السعداء خصوصاً في ظل عدم شفافية الدوْلة مع المواطن؟ .. هل يجب على المواطن أن ينال أوّلاً ماجستير أو دكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسيّة كي يستطيع أن يتكلّم عن قضايا يعيشها يوْميّاً ويكتوي بنارها في كل لحظة من لحظات عمره الكئيب؟ .. وأرجوك يا ريّس (إذا كنت حريصاً على عدم التنكيد على المواطن فعلاً) أن تأمر مرؤوسيك بألّا يرفعوا أسعار كل سلعةٍ وأختها أو يختلقوا كل ضريبةٍ تلو الأخرى عشيّة العطلات الأسبوعيّة والأجازات الرسميّة والاحتفالات القوميّة كلما سنحت الفرصة تباعاً بعد أن ينام الناس ويهجعوا .. للدرجة التي جعلتني أظن أن "أبو جهل" كان يقصد حكومتنا غير الرشيدة عندما قال عبارته الشهيرة: "هذا أمرٌ دُبّر بليْل"

 ===============

·      قال الرئيس "السيسي": الناس خرجت في ثورة 2011 لأنها كانت مش مبسوطة ومش راضية .. بس ما كانتش عارفة مش راضية ليه.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": فعلاً الناس ما كانتش مبسوطة ولا راضية .. بس كانت عارفة كويّس قوي سبب عدم رضاها .. كانت مش راضية عن الأوضاع الظالمة اللي عاشتها في الوقت ده واللي بقت بتعيشها برضه اليومين دول ويمكن أكتر شويّة كمان.

 ==============

·      قال الرئيس "السيسي": وبدل ما نقول إحنا المواطنين أداؤنا متواضع عملنا الدولة خصم.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": بالفعل المواطن العادي يشعر أن دولته خصماً عنيداً ضده وعدوّاً لدوداً له .. وينبع شعوره هذا عندما لا تحترم الدوْلة آدميته وترهقه بكثرة الرسوم والضرائب وتزيد معاناته اليوميّة دون أي اكتراثٍ منها .. في الوقت الذي تدلّل فيه فئاتٍ أخرى وتحابيهم وتحبّهم وتحكّمهم عليه فيشعر أنه مواطنٌ من الدرجة الثانية فيفقد انتماءه للوطن ويثور على خصومه في انفجارٍ يؤذي الجميع ويتضرّر منه الكل في محاولةٍ يائسة منه لتغيير واقعه التَعِس التعيس المتعوس .. ثم كيف يكون أداء الشعب "متواضعاً" وهو – بسم الله ما شاء الله – يفوق المائة مليون نَسَمَة .. أظن العدد ده أكبر دليل على إن أداء الشعب من النوع "الفاخر" .. نمسك الخشب.

 ==============

·      قال الرئيس "السيسي": النمو السكّاني زاد 14 مليون في سبع سنين ولم يزِد الدخل بما يكفي لتغطية هذا النمو .. طب ده عجز من الدوْلة؟ .. لأ.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": بل بالطبع هذا عجزٌ واضح من الدوْلة ومسؤوليها الذين أتوا على رأس الحُكْم من أجل زيادة موارد دخلها وإيراداتها وخفض تكاليف مصروفاتها .. وكلنا نرى أن الدولة لا تجيد سوى التفنّن في زيادة دخلها من جيب المواطن فقط (بالرسوم والضرائب والغرامات المبتكرة التي ما أنزل الله بها من سُلطان) دون التفكير أو الشروع في تنفيذ أي وسائل أخرى كزيادة حجم الاستثمارات والتوسّع في الصادرات الصناعيّة والزراعيّة .. في حين أنها تنفق بلا حساب على مشروعاتٍ (قصور وفنادق ومساكن فاخرة ومنتجعات ومؤتمرات ومظاهر بذخ ومونوريل) لن يستفيد منها سوى الأغنياء فقط .. منتهى الفشل والقصور والعجز الحكومي في إدارة ملف الاقتصاد وهو - بالفعل - فشلٌ مَدّ جذوره منذ الخمسينات والستّينات (كما قال الرئيس) وقُصورٌ امتد عمره طيلة العقود الماضية وعجزٌ استمر وتمدّد حتى الآن (كما لم يقل سيادته). 

 ===============

·      قال الرئيس "السيسي": قابلت سِت في الشارع عندها 6 عيال وتعبانة .. طب انا عندي 100 مليون أعمل إيه؟

-       وعلّق "ابن أبي صادق": وبعيداً عن لهجة السخرية والتقطيم والتجريس التي ظهرت في نبرة صوت الرئيس (الذي يريد أن يُشْعِرنا بأنه يجري على 100 مليون قاصر ويصرف عليهم من ماله الخاص) إلّا أن هناك بالفعل أسرٌ كبيرة كأسرة هذه السيّدة وأسرٌ متوسّطة كأسرة الرئيس نفسه (لديه 4 أبناء بارك الله فيهم) وأسرٌ صغيرة لديها ابن أو اثنان أو حتى محرومون من الإنجاب .. وعلى أي رئيس لأي دولة التعامل مع كل هذه الأُسر دون تبرّمٍ أو شكوى .. وإلّا فماذا يقول رؤساء "الصين" (1.5 مليار نسمة) و"الولايات المتحدة الأمريكية" (330 مليون) و"إندونيسيا" (270 مليون) و"روسيا" (145 مليون) و"اليابان" (130 مليون) و"ألمانيا" (84 مليون) و"تركيا" (83 مليون) وغيرها من الدول المتقدمة (بفضل حكوماتها وشعوبها) رغم الكثافة السكّانيّة العالية .. ونلاحظ أن الحديث عن الانفجار السكّاني أصبح فقرةً أساسيّة في كل خطابات الرئيس في الآونة الأخيرة وأرجو ألّا يكون عدد السكّان هو الشمّاعة السهلة والمتاحة لتعليق فشل الدوْلة في كل المجالات عليها.

=============== 

·      قال الرئيس "السيسي": الطبيب والمدرّس والموظّف مش قادر أدّيهم مرتبات كويّسة .. المرتبات في "مصر" مرتبات دنيا منخفضة.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": ولماذا تقدر الدوْلة على منح مرتبات مجزية وكويّسة بل عليا وعالية لبعض الفئات ذات الحظوة المحظيّة بنت المحظوظة (كلنا نعرفها) كما تحرص على زيادتها لهم سنويّاً .. وفي نفس الوقت لماذا لا تقدر نفس ذات الدوْلة على إعطاء فئات الأطباء والمدرسين والموظفين ما يستحقون منذ سنواتٍ عديدة؟ .. وما الذي يمنع الدولة من تطبيق حدّاً أقصى للأجور أو يحول بينها وبين تطبيق العدالة على جميع الفئات دون محاباة؟ .. لا يجب - يا سيادة الرئيس - أن نعمّم لفظ "دنيا" على كل الأجور عندما يكون أساسي مرتّب وكيل النيابة الشاب 15 ألف جنيه والطبيب الشاب 3 آلاف جنيه .. كما لا يجب أن نُطلق كلمة "منخفضة" على راتب أي مدرّب كرة (الذي هو بآلاف أو بملايين الجنيهات) كما نُطلقه على راتب مدرّس الألعاب (الذي لا يتخطّى فئة المئات).

 ===============

·      قال الرئيس "السيسي": الناس عايزة تدخّل أولادها الجامعة وبس علشان تغسل إيديها منهم وتقول إنها علّمتهم .. بس بيتخرّجوا في تخصّصات ما لهاش مكان في سوق العمل.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": وأين دور الدوْلة تجاه هذه المشكلة يا سيادة الرئيس؟ .. أليست هي القائمة على توجيه دَفّة التعليم وقادرة على إجبار الطلّاب خريجي الثانويّة العامّة على إلحاقهم بالتخصّصات المطلوبة للعمل عن طريق مكتب التنسيق؟ .. بكل أمانة فأنا أرى أن الدوْلة هي السبب الرئيس في هذه المعضلة وأنها هي التي تغسل يديْها من ذنب طلبة التعليم العام الذين يقدّرون بمئات الآلاف وتدفن رأسها في الرمال بل وتهرب من مواجهة هذه القضيّة بعدم التوسّع في التعليم الفني الصناعي والزراعي والخدمي وبعدم تقليص المقبولين بالتعليم العام خوْفاً من إثارة أولياء الطلبة وخلافاً لما تقتضيه المصلحة العامّة للبلاد.

===============

·      قال الرئيس "السيسي": حقوق إنسان إيه!!! .. ده انا مش لاقي آكل .. أنا مش عارف أعلّم .. مش عارف أعالج .. مش عارف أشغّل .. مش عارف أسكّن.

-       وعلّق "ابن أبي صادق": حقيقةً لا تعليق .. وخصوصاً بعد مرور ثماني سنوات من حُكم الرئيس .. لكن لا أعرف لماذا تذكّرت الآن المقولة الخالدة للإعلاميّة "لميس الحديدي" عندما قالت (لا فُض فوها) ذات يوْم: "تقيلة عليك الشيلة؟ .. ما تشيلش".

google-playkhamsatmostaqltradent