خبر
أخبار ملهلبة

هل صدقت مقولة الشيخ "كشك": "مصر بلد الظلم والظالمين"؟

الصفحة الرئيسية



هل صَدَقَت مقولة الشيخ "كِشك": "مصر بلد الظلم والظالمين"؟

 

 

في الوقت الذي تتحجّج فيه الدوْلة بعدم كفاية الميزانية لتبرير عجزها الواضح في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة المختلفة .. وفي الوقت الذي يعترف فيه رأس الدوْلة بعدم وجود علاج أو تعليم أو أي شيء آخر جيّد لأننا فقرا قوي ولأن البلد كده خربانة وكده خربانة .. تم بحمد الله التعاقد مع "كارلوس كيروش" لتدريب المنتخب المصري مقابل راتب شهري 85 ألف دولار (مليون و 350 ألف جنيه على أساس أن سعر الدولار 16 جنيه حتى الآن) بخلاف التكاليف الأخرى والتي تُقدَّر شهريّاً بـ 250 ألف جنيه (إقامة بفندق خمس نجوم وسيّارة فاخرة بالسائق وتذاكر سفره 4 مرات في السنة إلى بلده "البرتغال" لقضاء أجازاته المدفوعة الأجر) .. وبهذا تصل تكلفته الشهريّة إلى 1.6 مليون جنيه كل أوّل شهر غير بعض الملايين الأخرى (مكافآت الفوز وتحقيق البطولات والوصول لنهائيّات كأس العالم والشرط الجزائي في حالة فسخ التعاقد معه).

بالمناسبة: مدرّب المنتخب السابق "حسام البدري" كان يتقاضى شهريّاً مبلغ 800 ألف جنيه فقط (نصف راتب الأجنبي يا حرام) .. وظل في منصبه سنتيْن نال خلالهما 19.2 مليون جنيه .. وإذا أضفت هذا المبلغ إلى قيمة الشرط الجزائي الذي سيدفعه له اتحاد الكرة المصري (1.6 مليون جنيه) سيصل إجمالي ما لهفه المذكور من لحم الحي حوالي 21 مليون جنيه وهو ما يعادل قيمة الراتب الشهري (بعد الزيادة الأخيرة) من وزارة الصحّة لعدد 8000 طبيب (تم ضرب المثل بالطبيب لأنه الأكثر تفوّقاً في مراحل التعليم والأطول وقتاً في دراسته والأشد صعوبةً في مواده الدراسيّة والأعلى درجةً علميّةً في مجتمعه والأقسى معاناةً وخطورةً في عمله) .. وقد قام "البدري" في خلال هاتيْن السنتيْن بالإدارة الفنيّة والكتشنة للمنتخب في 8 مباريات رسميّة فقط .. أي أن معاليه تقاضى في المباراة الواحدة حوالي 2.6 مليون جنيه وهو ما يعادل الراتب الذي يتقاضاه إثنان من الأطبّاء كراتبٍ من وزارة الصحّة طوال عمرهما المهني (منذ تخرّجهما حتى إحالتهما على المعاش) .. وبناءً على ما سلف ذِكره فإن الدقيقة الواحدة للـ"بدري" وقفت على المواطن المصري (بصفته صاحب هذا المال العام الذي يدفعه للدوْلة ضرائباً ورسوماً واستقطاعات) بمبلغ 29 ألف جنيه وهو ما يعادل مرتّب سنة كاملة للطبيب حديث التخرّج (قبل ما يشوف له عقد عمل في الخارج ويطفش من أم البلد دي) .. أي أن أجر المدرّب في الثانية الواحدة حوالي 500 جنيه وهو ما يعادل القيمة الإجماليّة لمدّة عام ونصف للمبلغ الذي تضيفه وزارة الصحة لراتب الصيدلي المربوط بها على الدرجة الثالثة تعويضاً عن حرمانه من التسجيل كمدير صيدليّة خاصّة (لأن القانون يمنع الصيدلي الحكومي من ذلك) وهو ما يتم ذِكره في مفردات المرتّب تحت بند "بدل حرمان" (واللهِ اسمه كده فعلاً) .. قيس بقى الكلام ده على المدرّب الأجنبي ح تلاقيه كل فيمتو ثانية أو كل رَمْشة عين بياخد قد اللي بياخده الدكتور كل طلعة شمس .. شوف الوكسة.         

يعني مش كان ممكن نوفّر كل هذه الملايين اللي ح ياخدها شخص واحد (ده غير باقي الجهاز واللاعبين وباقي مصاريف السفر والإقامة والمباريات) لا يتفق الكثيرون على كفاءته التدريبية لصرفها في أغراض أكثر إفادة للبلد؟ .. للدرجة دي فلوسنا كتير ومش عارفين نبعزقها فين؟ .. واللي ح يقول لي إن الفلوس دي مش ح تتكلّفها خزانة الدولة لإنها جاية من الاتحاد الدولي والرعاة (وهو كلام غير دقيق) ح اقول له إيش معنى فلوس الضرايب اللي بيدفعها المواطنون الدولة بتستولى عليها وبتصرفها في أغراض تانية (زي بناء القصور وعمل المؤتمرات وإقامة المشروعات غير الضروريّة زي المونوريل والمساجد الفخمة والسجون الضخمة وحفلات افتتاح التفريعة والمواكب الفرعونيّة و.. و....) غير تطوير المستشفيات البايظة وبناء المدارس المزدحمة ورصف الطرق المكسّرة وإصلاح المجاري الطافحة والتخلص من القمامة وغيرها؟ .. طب ليه الدولة ما تحطش إيدها على الأموال اللي بتيجي للمنتخب من الاتحاد الدولي والرعاة وتستغل معظمها في عمل شيء يفيد المواطن في أغراض تانية غير الكورة أو حتى تجدّد مراكز الشباب اللي في القرى والنجوع واللي بقت خرابات بيقعد فيها الشباب يلعبوا إستيميشن أو يشمّوا كولّة؟ .. ولّا هوَّ يعني الاتحاد الدولي والرعاة بيشترطوا على الاتحاد المصري (التابع للدولة) إنه يصرف فلوسهم كلها على "كيروش" و"كوبر" و"أجيري" و"برادلي" وشِلّة المقاطيع دول اللي قاعدين عواطليّة في بلادهم؟ .. يعني الدولة تمد إيدها على إيرادات الشعب (الضرايب والبترول وقناة السويس مثلاً) وتنفقها على أغراض أخرى غير اللي هيَّ مخصصة لها وتيجي على الإيرادات اللي جاية من الكورة وتعمل شريفة وتسيب المسؤولين الكرويين يتصرّفوا فيها بهذا البذخ والسفه!!!! .. مش كفاية ملايين الجنيهات اللي الدولة بتصرفها على المنتخب علشان يوصل لكاس العالم كل خمسين سنة مرة من غير ما تلم حتى 5% منها!!!! .. منتهى الظلم وعدم العدالة الاجتماعيّة في بلد يتمدّد فيه ثالوث التخلّف يوماً بعد يوْم ( 33 مليون أمّي و 29 مليون فقير و 23 مليون مريض بأمراض مزمنة لا شفاء منها).

أيتها الدولة المصرية الظالمة: أليس منكم رجلٌ رشيد؟

google-playkhamsatmostaqltradent