خبر
أخبار ملهلبة

الخيميائي | باولو كويلو | الجزء الثامن



الجزء الثامن

 

 

في بعض الأحيان كانت القوافل تتلاقى عندما يهبط الليل، ودائماً ما كان لدى إحدى القوافل ما تحتاج إليه قافلةٌ أُخرى، مِصداقاً لأن كل شيءٍ قد خطته يد الله تعالى، وكان حداة الجِـمـال يتبادلون المعلومات عن عواصف الرمال ويجتمعون حول ركيات النار ليحكوا قصصاً عن الصحراء، وفي أحيانٍ أُخرى كان يصل رجالٌ غامضون مُلثمو الوجوه، وأولئك هم البـدو الذين يحـرسـون طريق مـرور القوافل، وكانوا يُقدِّمـون مـعـلومـاتٍ عن قاطعي الطُرُق وعن القبائل المُتمرِّدة، وقد اعتادوا أن يأتوا في صمت وأن يرحلوا في صمت مُتدثِّرين بجلابيبهم القاتمة وأغطية الرؤوس التي لا تُظهِر غير عيونهم.

وبينما كان هناك اجـتـمـاعٌ من تلك الاجـتـمـاعـات الليْليّة انضم حـادي الجمال إلى الشاب الإسباني والرجل الإنجليزي أمام ركية نارٍ كانا يتحلَّقان حوْلها، وقال حادي الجمال:

-       هناك شائعاتٌ بنشوب حربٍ بين العشائر.

لزم الرجال الثلاثة الصمت، ولاحظ الشـاب أن نوْعـاً مـن الخـوْف قد ساد وإن لم ينطق أحـدٌ بكلمة، وبعد بُرهةٍ سأل الإنجليزي الجمّال:

-       أهناك خطرٌ ما؟

فرد الحادي:

-       مَن يُغامِر بدخول الصحراء لا يُمكِن أن يرجع أدراجه .. ومادام التقهقر مُستحيلاً فلا يجب الانشغال بشيءٍ سوى بأفضل طريقٍ للتقدُّم والباقي بيد الله .. بما في ذلك الخطر.

ثم أنهى كلامه بتلك العبارة السحريّة الغامضة:

-       كل شيءٍ مكتوب.

وبعد أن انصرف الحادي قال الشاب "سنتياجو" للإنجليزي:

-       ينبغي أن تولي اهتماما أكبر للقافلة .. فهي تنحرف كثيراً عن مسارها ولكنها تتَّجه دائماً نحو النقطة نفسها.

فرد الإنجليزي:

-       وأنت ينبغي أن تقرأ كُتُبا أكثر عن الدُنيا .. فالكتب تُشبِه القوافل تماماً.

منذ ذلك الحين بدأت القافلة الطويلة من الرجال والدواب تتقدَّم بسرعةٍ أكبر، ولم يعُد الصمت يسـود في النهـار وحـده بل شمل الليْل أيضاً وقتما اعتاد الرجال على التجمُّع للثرثرة حوْل ركية النار، وأخذ الصمت يفرض نفسه شيئاً فشيئاً حتّى خيّم على الجميع.

وذات يوْمٍ قرَّر رئيس القافلة ألّا يُضيء ناراً في الليْل لكي لا يجذب الانتباه، فاقتصر المسافرون بعد ذلك على النوْم في داخل دائرةٍ تُشكِّل الدواب مُحيطها  من الخارج لمحـاولة الـتـمـاس الدِفء من برد الليْل، كما وزَّع رئيس القافلة أيضاً بعض الحرس المسلَّحين حوْل مضرب القافلة.

وذات ليْلةٍ من تلك الليـالي جـفـا النوْم الرجل الإنجليزي، فذهب يبحث عن الإسباني الشاب وراحا يتمشَّيان معاً عند الكُثبان القريبة، كانت ليْلةً اكتمل فيها القمر بدراً، وحكى الشاب حكايته كلّها للإنجليزي، فأبدى الإنجليزي اهتماماً خاصّاً بفترة العمل في المحل الذي أخذ يزدهر يوْماً بعد يوْم طوال الفترة التي عمل فيها الشاب، وقال له:

-       ذلك هو المبدأ الذي يشمل كل شيء .. والذي تُسمّيه الخيمياء "روح العالم" .. فعندما تُريد شيئاً من كل قلبك فإنك تقترب من روح العالم .. وتلك قوّةٌ إيجابيّةٌ على الدوام.

ثم استطرد:

-       إن تلك القوّة الروحانيّة لا تُشكِّل ميزةً للبشـر فحسب .. فكل شيءٍ في الوجود له روحٌ أيضاً سواء كان نباتاً أو حيواناً أو جماداً أو مُجرَّد فكرة .. وكل ما في باطن الأرض أو فـوْقـهـا لا يكُف عن التـجـوُّل لأن الأرض كائنٌ حيٌّ ولهـا روح .. ونحن نادراً ما نعرف أن هذه الروح تعمل لصالحنا .. ولكنك يجب أن تعرف أن تلك المزهريّات ذاتها - في محل الكريستال - كانت تعمل لنجاحك.

أخذ الشاب يُراقِب القمر والرمال البيْضاء مُلتزِماً الصمت لفترة، ثم قال في النهاية:

-       لقد راقبتُ الصحراء والقافلة التي تشُقّها .. إنهما تتكلَّمان اللغة نفسها .. وربما كان هذا هو السبب في أن الصحراء تسمح للقافلة بأن تعبرها .. فالصحراء لا تكُف عن الإحساس بكل خُطوةٍ من خُطوات كل مَن بالقافلة لكي تتحقَّق ما إذا كانت تلك الخُطى في انسجامٍ تامٍّ معها أم لا .. فإن كانت هذه هي الحال بالفعل فـسـتـصل القافلة إلي الواحة .. ولكن إن عجز أحدنا - رغم كل ما أوتي من شجاعة - عن أن يفهم هذه اللغة فإنه يموت مُنذ اليوْم الأوّل.

ظلّا يتأمَّلان أشعة القمر معاً لفترةٍ قصيرة، ثم تابع الشاب:

-       ذلك هو سـحـر العـلامـات .. لقد رأيْتُ كيف يقرأ أدِلّاؤنا العلامات في الصحراء وكيف تتحاور روح القافلة مع روح الصحراء.

وبعد لحظةٍ جاء الدوْر على الإنجليزي ليتكلَّم فقال أخيراً:

-       يجب بالفعل أن أُعطى اهتماماً أكبر للقافلة.

ورَدَّ الشاب:

-       وأنا أيضاً .. ينبغي أن أقرأ كُتُبك.

*****

كانت كُتُباً غريبةً بالفعل، كانت تتحدَّث عن الزئبق والملح والتنانين والملوك، ولكن الشاب الإسباني لم يفهم منها شيئاً البتّة، ومع ذلك فقد كانت هناك فكرةٌ تتكرَّر باستمرار في تلك الكتب جميعاً، فكرة أن كل الأشياء هي تجليّاتٌ لشيءٍ واحدٍ ذي مظهرٍ أوْحد، واكتشف الشاب - في واحدٍ من الكُتُب - أن أهم بحثٍ في الخيمياء مكتوبٌ عن زُمُرُّدةٍ بسيطة، فقال له الإنجليزي مزهوّاً بأنه يُعلِّم صاحبه شيئاً:

-       ذلك هو جدول الزُمُرُّد.

-       فما الحاجة إذن إلى كل هذه الكُتُب؟

-       لكي تتمكَّن من فهم هذه السطور القليلة.

ولم يبدُ على الإنجليزي نفسه أنه مُقتنِعٌ بتلك الإجابة، وكان الكتاب الذي أثار أكبر اهتمامٍ لدى الشاب هو ذلك الذي كان يحكي قصص مشاهير الخيميائيّين، كانوا رجالاً أنفقوا عُمرهم كلّه في تنقية المعادن في مختبراتهم واعتقدوا أن الإنسان إذا مـا اسـتـمـر يصـهـر مـعـدنـاً مـا لسنواتٍ وسنوات فإن هذا سيُفضي به إلى التحرُّر من كل خواصه المعروفة ولا يبقى بعد ذلك مكانها سوى روح العالم، ومن شأن هذا الشيء الفريد أن يسمح للخيميائـيّين بفهم كل ما يوجد على سطح الأرض، لأنه اللغة التي تتواصل عن طريقها الأشياء فيما بينها، وهذا الاكتشاف الذي يُسمّونه "الإنجاز العظيم" أو "العمل الكبير"  مُكوَّنٌ من جُزءٍ سائلٍ وجُزءٍ صلب، وسأل الشاب:

-       ألا تكفي مُراقبة البشر واقتفاء العلامات للوصول إلى هذه اللغة؟

فرد الإنجليزي مُغضباً:

-       أنت مهووسٌ بالرغبة في تبسيط كل شيء .. الخيمياء عملٌ جاد ومن الضروري اتّباع كل مرحلةٍ من مراحل كل عمليّةٍ بالترتيب كما أوْصى بذلك الأساتذة.

واكتشف الشاب أن الجُزء السائل من ذلك الإنجاز العظيم يُسمّى "إكسير الحياة"، وأن هذا الإكسير لا يشفي من الأمراض فـحـسب بل يحـجب الشيـخـوخـة أيضاً عن الخيميائي، أما الجُزء الصلب فـيـُسـمّـونـه "حـجـر الفلاسفة"، واستكمل الإنجليزي كلامه:

-       ليس من السهل اكتشاف حجر الفلاسفة .. لقد قضى الخيميائيّون في مختبراتهم سنواتٍ عديدةٍ يراقبون تلك النار التي تُنقّي المعادن .. ومع طول تحديقهم في النار كان يتسرَّب إلي أعماق قلوبهم شيئاً فشيئاً زهدٌ في كل أباطيل الحياة، إلى أن وصلوا ذات يوْمٍ إلى إدراك أن تنقية المعادن قد نقَّت أرواحهم هم في واقع الأمر.

عندئذ تذكَّر الشاب تاجر الكريستال الذي قال له أن تنظيف المزهريّات كان شيئاً طيباً لأن ذلك قد خلَّصهما هُما الاثنيْن من الأفكار السلبيّة، فازداد اقتناعه بأنه لابد أن يكون من المُمكِن تعلُّم الخيمياء من الحياة اليومية، وواصل الإنجليزي:

-       وبالإضافة إلى ذلك فإن لحجر الفلاسفة خاصيّةً فريدةً تماماً، إذ تكفى شذرةٌ منه لتحويل كميّاتٍ كبيرةٍ من معدنٍ خسيسٍ إلى ذهب.

ومنذ تلك اللحظة تزايد اهتمام الشاب بالخيمياء بدرجةٍ كبيرة، وفكَّر أنه يستطيع بقليلٍ من الصبر أن يُحوِّل كل شيءٍ إلى ذهب، فقرأ سير مُختلَف الخيميائـيّين المشهورين: "هيليفيتيوس" و"إيلي" و"فولكانيللي" و"جيبير"، كانت قِصصاً رائعة، فقد عاشوا جميعاً أسطورتهم الذاتيّة حتى النهاية بعد أن سافروا وقابلوا عُلماء وصنعوا مُعجِزاتٍ تحت أعيُن المُشكِّكين، وحازوا حجر الفلاسفة وإكسير الحياة معاً، ولكن عندما حاول الشاب أن يعرف بدوْره طريقة إنجاز "العمل الكبير" وجد نفسه في طريقٍ مسدود، فلم تكن هناك غير رسومٍ وطلاسم ونصوصٍ

غامضة، وذات ليْلةٍ سأل الشاب الرجل الإنجليزي:

-       لماذا يستخدمون لُغةً تصعُب على الفهم إلى هذا الحد؟

ولاحظ الشاب أن الإنجليزي كان مزاجه سيّئاً للغاية كما لو كان يفتقد هذه الكتب، فرد عليه الإنجليزي قائلاً:

-       لكي لا يفهمها إلّا أولئك الذين يتمتَّعون بمستوىً رفيعٍ من المسؤوليّة يجعلهم قادرين على فهمها بما فيه الكفاية .. تخيَّل للحظةٍ أن كل الناس بدأوا يُحوِّلون الرصاص إلى ذهب! .. ألن يغدو الذهب - بعد وقتٍ قصير – معدناً رخيصاً بلا أي قيمة .. وحدهم الباحثون ذوو العـقـول الجـبّـارة والنفوس المُثابِرة هم الذين يستطيعون إنجاز العمل الكبير .. وهذا هو سبب وجودي وسط هذه الصحراء .. لأنني أريد أن أُقابل خيميائيّاً حقيقيّاً يُساعِدني على فك الرموز.

-       ومتي كُتِبتْ هذه الكُتُب؟

-       منذ عِدّة قرون.

-       في ذلك الوقت لم تكُن المطبعة قد اختُرِعت بعد .. وكان من المستبعد تماما أن يصل الناس جميعاً إلى معرفة الخيمياء .. فلماذا إذن هذه اللُغة الغريبة وكل هذه الرسوم؟

ورغم كل هذا الإلحـاح لم يُجِب الإنجليزي على سؤال الشاب "سنتياجو" بل قـال إنه يُراقِب القـافلة باهتمام منذ عِدّة أيّام وإنه لم يكتشف أي جديد ولم يلاحظ غير شيءٍ واحد: ألا وهو تواتر الحديث عن الحرب أكثر فأكثر.

ذات صباحٍ أعاد الشاب إلى الإنجليزي كُتُبه، فسأله الأخير مُتلهِّفاً:

-       حسناً إذن .. هل تعلَّمت الكثير من هذه الكتب؟

كان الإنجليزي في حاجةٍ إلى شخصٍ يُبادِله الحديث لينسي الخوْف من الحرب، فرد عليه الشاب:

-       لقد تعلَّمتُ أن للعالم روحاً وأن مَن يستطيع فهم هذه الروح يُمكِنه أن يفهم لُغة الأشياء .. وتعلَّمتُ أن كثيراً من الخيميائـيّين عاشوا أسطورتهم الذاتيّة .. وأنهم انتهوا إلى اكتشاف روح العالم وحجر الفلاسفة وإكسير الحياة .. ولكني تعلَّمتُ بوجهٍ خاصٍّ أن هذه الأشياء من البساطة بحيث يمكن حفرها على سطح زُمُرُّدة.

أصابت الإنجليزي خيْبة أمل، إذ لم تسـتـوْقِف هذا الصبي سنوات الدراسة ولا الرموز السحريّة ولا الكلمات الصعبة التي يلزم فهمها ولا أجهزة المختبرات، واستنتج أن الفتى يعاني - بلا شك - من بلادة الحِس والبِدائيّة بحيث يعجز عن استيعاب هذه الأشياء وإدراك أهميّتها، ثم أخذ كتبه ووضعها في كيسٍ مُعلَّقٍ على ظهر الجمل وقال للفتى:

-       إرجع إلى قافلتك فهي أيضاً لم تُعلِّمني الكثير.

عكف الشاب على تأمُّل صمت الصحراء الرهيب والرمال التي تُثيرها الدواب أثناء سيْرها، وكرَّر لنفسه:

-       لكل إنسانٍ طريقته في التعلُّم .. وطريقة الإنجليزي ليست كطریقتي .. ولكن كليْنا يسعى وراء أسطورته الخاصّة ولهذا فأنا أحترمه.

بدأت القافلة - من الآن فصاعداً - في المسير ليْل نهار، وأخذ يظهر في كل لحظةٍ رُسُلٌ مُلثَمو الوجوه، وشرح حادي الجِمال الذي أصبح صديقاً للشاب أن حرب القبائل قد بدأت، ولو أنهم نجحوا في الوصول إلى الواحة فسيكون الحظ حليفهم.

كانت الدواب مُجهَدة وازداد الرجال صمتاً على صمت وبات الصمت أكثر رهبةً في الليْل، ورغم أن رغاء الجمال كان مألوفاً في الليْل والنهار إلّا أنه أصبح مدعاةً للخوْف، فإذا رغا جملٌ ما فإن الرعب ينبث في نفوس الجميع فقد تكون تلك علامةً على هجومٍ وشيك، ومع ذلك فلم يبدُ على حـادى الجِـمـال أي انفـعـالٍ زائدٍ عن الحـد بسـبب اقتراب خطر الحرب، وقد قال للشاب وهو يأكل بلحاً من قبضته في ليْلةٍ غير مقمرةٍ لاتضيئها نيرانٌ في المُخيَّم:

-       ما زِلتُ حيّاً .. فعندما آكل لا أفعل شيئاً سوى الأكل .. وفي ساعة المشي فسوف أمشي .. هذا كل ما هنالك .. وإذا ما اقتضى الأمر يوْماً القتال فسأقاتل حينها فإن أي يوْمٍ يصلُح كـسـواه للمـوْت .. ذلك لأنني لا أعيش في الماضي ولا المستقبل .. أنا لا أعيش سوى حاضري وهو وحده الذي يعنيني .. لو تمكنتَ من أن تعيشَ دائماً في الحاضر فستكون إنساناً سعيداً .. ستفهم أنه توجد في الصحراء حياةٌ وفي السماء نجوم .. وستُدرِك أن المحاربين يتقاتلون لأن ذلك شيءٌ متأصِّلٌ في حياة البشر .. وعندما تفهم ذلك تصبح الحياة عيداً ومهرجاناً عظيماً .. فالحياة ما هي إلّا اللحظة التي نحياها ولا شيء غير ذلك.

وبعـد ليْلتيْن من ذلك؛ وعندما كان الشاب على وشك أن ينام؛ نظر إلى النجم الذي تهتدي به القافلة في مسيرها فبدا له أن الأفُق أكثر انخفاضاً لأن سماء الصحراء كانت مبدورةً بمئات النجوم، وقال له الحادي حينئذٍ:

-       تلك هي الواحة.

-       ولماذا إذن لانذهب إليها توّاً؟

-       لأننا بحاجةٍ إلى النوْم.

وفي الصباح التالي فتح الشاب عيْنيْه عندما بدأت الشمس تبزغ من الأُفُق، وفي الموْضع الذي كانت تبرق فيه النجوم الصغيرة في الليْل امتدَّت أمامه غابةٌ لا نهاية لها من النخيل شغلت كل الأُفُق في الصحراء، وصاح الإنجليزي الذي استيقظ لتوّه:

-       ها نحن قد وصلنا.

ولكن الشاب بقي صامتاً، فقد علَّمته الصحراء الصمت وقنع بمراقبة النخيل المواجه له، مازال عليـه أن يقطع طريقـاً طويلاً لكي يصل إلى الأهرام، ولن يكون هذا الصباح بالنسبة له ذات يوْمٍ سوى ذِكرى عابرة، أمّا الآن فهو يعيش اللحظة الراهنة التي أسماها حـادي الجِـمـال: "العيد"، تلك اللحظة التي سبقتها دروس ماضيه وسوف تليها أحلام مستقبله، ولكن هذه اللحظة الآن تعني له الظل والماء والملجأ من الحرب، وكما أنه من المُمكِن أن يتحوَّل رغاء الجمل إلى نذير بالخطر؛ فإن غابةً من النخيل يُمكِن أن تُمثِّل له معجزةً ثمينة، وردَّد الشاب في نفسه قائلاً:

-       إن العالم يتكلَّم بأكثر من لُغة.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent