خبر
أخبار ملهلبة

المنقبة (الميزة) الثالثة عشر: القَناعَةُ والرِضا والاعْتِزازُ بالنَفْسِ رَغْمَ الفَقْرِ والحَاجَة | سخصية مصر



ف كَسْرَة فِراخ.. ف ضَمَّة فُول

 

 

ارْتَفَعَتْ الحَناجِرُ بالغِناءِ والْتَهَبَتْ الكُفوفُ بالتَصْفيقِ وتَعالَتْ الصَيْحاتُ والضَحَكاتُ فَرَحاً واحْتِفالاً بالعَروسَيْنِ وهُما يَرْقُصانِ ويَتَمايَلانِ جَذَلاً وسَعادَةً في حَفْلِ زِفافِهِما المَيْمون، ولَكِنَّهُ هوَ وَحْدُه فَقَطْ مَنْ كانَ يَجْلِسُ في رُكْنٍ مُعْتِمٍ في القاعَةِ الفَخْمَةِ ذاتِ السَبْعَةِ نُجومٍ مُتَأَمِّلاً كُلَّ مَنْ حَوْلِهِ والدُموعُ مُتَعَلِّقَةٌ عَلَى طَرْفِ عَيْنَيْهِ اللامِعَتَيْنِ الساكِنَتَيْنِ في محْجَرَيْهِما بِلا حِراك، فَكانَ الحاجُّ "رِضا" يَنْظُرُ تارَةً لبَعْضِ المَدْعوينَ مِنْ أَقارِبِهِ ومَعارِفِهِ ويَتَذَكَّرُ ما بَيْنَهُ وبَيْنَهُم مِنْ حُبٍ ومَوَّدَةٍ وعِشْرَة، وتارَةً يَنْظُرُ إلى العَريسِ راجِياً مِنَ اللهِ أَنْ يُقَدِّرَهُ عَلَى إسْعادِ ابْنَتِه، وتارَةً أُخْرَى يَنْظُرُ إلى ابْنَتِهِ العَروسِ الجَميلَةِ وهوَ يَكادُ لا يُصَدِّقُ عينيْه ويَتَذَكَّرُ كيْفَ أَجْمَعَ الأَطِبَّاءُ عَلَى اسْتِحالَةِ انْجابِهِ مِنْ أُمِّها وكيْفَ كانَ إيمانُهُ باللهِ آنَذاكَ وتَسْليمُهُ بحُكْمِهِ وقَبولُهُ بالمَقْسومِ ثُمَّ سَعْيُهُ مَعَ زَوْجَتِهِ وتَجْرُبَتُهُما لأكْثَرِ مِنْ عَمَليَّةِ تَلْقيحٍ صِناعيٍ حَتَّى نَجَحا - بِعَوْنِ اللهِ - في أَنْ يُنْجِبا هَذِهِ الابْنَةَ الجميلَةَ التي كانَتْ السَبَبُ في سَعادَتِهِما قَبْلَ أَنْ تَلْقَى الأمُّ وَجْهَ رَبِّها بَعْدَ سِنينٍ فَتَرَحَّمَ عَلَيْها الأَبُّ واسْتَغْفَرَ اللهَ حينَ خَطَرَ في بالِهِ كَمْ سَتَكونُ فَرْحَتُها عَظيمَةً لَوْ قَدِّرَ لَها المَوْلَى أَنْ تَعيشَ مَعَهُ هَذِهِ اللَحْظَة، وتارَةً أخيرةً يَتَأَمَّلُ بِمُنْتَهَى الحُبِّ أُمَّهُ الحَاجَّةَ "عَزيزَةَ" التي جاوَزَتْ السَبْعينَ عاماً مِنْ عُمْرِها والتي عَلَّمَتْهُ الكَثيرَ والكَثيرَ طيلَةَ حَياتِها وأَرْضَعَتْهُ مَعَ لَبَنِها عُصارَةَ خِبْراتِها وخُلاصَةَ تَجارِبِها، ولَحْظَتُها تَذكَّرَ لَها مِنْ بَيْنِ مَواقِفِها العَديدَةِ مَعَهُ مَوْقِفَيْنِ أَثَّرا عَلَيْهِ جِداً وانْتَفَعَ بِهِما كَثيراً بِدايَةً مِنْ طُفولِتِهِ الغِرَّةِ وهوَ يَجْتَهِدُ في دِراسَتِهِ ثُمَّ عُنْفوانِ شَبابِهِ وهوَ يَكِدُّ طَلَباً للرِزْقِ ثُمَّ في كُهولَتِهِ وهوَ تاجِرٌ صاحِبُ مَلايينٍ يَجْني ما زَرَع.

كانَ المَوْقِفُ الأَوَّلُ بَعْدَ وَفاةِ والِدِهِ بِبِضْعَةِ شُهورٍ إثْرَ حادِثٍ مُؤْلِمٍ تَرَكَ بَعْدَهُ زَوْجَتَهُ "عَزيزَةَ" وابْنَهُ الوَحيدَ "رِضا" يُصارِعانِ الوِحْدَةَ والفَقْرَ والعَوَزَ فاضْطُرَّتْ الزَوْجَةُ الثَكْلَى أَنْ تَخْرُجَ إلى الحَياةِ بِنَفْسِها وتَعْمَلَ حَتَّى تُوَفِّرَ لابْنِها سُبُلَ الحَياةِ الكَريمَةِ والتَعْليمِ اللائِق، فَكانَتْ تَعْمَلُ مِنَ الصَباحِ للمَساءِ مُقابِلِ أَجْرٍ بَسيطٍ يُغَطِّي بالكادِ إيجارَ حُجْرَةٍ عَلَى سَطْحِ أَحَدِ المَنازِلِ ونَفَقاتِ الطِعامِ النَباتيِ الرَخيصِ ومَصاريفَ مَدْرَسَةِ الابْن، أَمَّا اللُحومُ والفاكِهَةُ فَفي الأَعْيادِ الرَسْميَّةِ وأَمَّا المَلْبَسُ فَمِنْ سُوقِ المُسْتَعْمَلِ (الكانتو) وأَمَّا العِلاجُ ساعَةَ المَرَضِ فاللهُ هوَ المُدبِّرُ وهوَ الشافي المُعافي، بَلْ كانَتْ تَسْتَكْثِرُ أَنْ تُنْفِقَ عَلَى نَفْسِها القُروشَ القَليلَةَ لتُوَفِّرَ لابْنِها عَلَى قَدْرِ ما تَسْتَطيعُ وكانَتْ تَكْتَفي بأَنْ تَأكُلَ ما يُقيمُ صُلْبَها فَقَطْ حَتَّى تَسْتَطيعَ العَمَل، وكانَ الطَبَقُ الرَئيس المُعْتادُ في البَيْتِ هوَ الفولُ حَتَّى مَلّهُ الطَفْلُ الصَغيرُ "رِضا" ذاتَ مَساءٍ وأَعْلَنَ تَبَرُّمَهُ وتَذَمُّرَهُ وانْقِطاعَهُ عَنِ الأكْلِ حَتَّى تَشْتَري لَهُ أُمُّهُ نِصْفَ دَجاجَةٍ مَشْويَّةٍ مِنْ عِنْدِ الشَوَّاءِ الذي يَقَعُ دُكَّانُهُ أَسْفَلَ العِمارَةِ التي يَسْكُنونَ بِسَطْحِها ويَكْتَفونَ باسْتِنْشاقِ العَبيرَ الآتيَ مِنْهُ عِنْدَ شِواءِ اللَحْمِ والدَجاجِ والأَريجِ الصادِرِ عَنْ احْتِراقِ الدُهْنِ والشُحوم، وكانَ رَدُّ فَعْلِ الأمِّ أَنْ أَزاحَتْ مِنْ أَمامِهِ طَبَقَ الفولِ وأَمَرَتْهُ بالنَوْمِ بِلا عَشاءٍ غَيْرُ مُباليَةٍ بِبُكاءِهِ وجوعِه، ووَسْطَ الليلِ تَأكَّدَ "رِضا" مِنْ أَنَّ أُمَّهُ قَدْ غَرِقَتْ في النَوْمِ فانْسَلَّ مِنْ جِوارِها وتَسَلَّلَ حَيْثُ طَبَقُ الفولِ والْتَهَمَهُ الْتِهاماً بَعْدَ أَنْ قَرَصَهُ الجُوع، وفي آخِر لُقْمةٍ قَرَّبَها مِنْ فَمِهِ فوجِئَ بأُمِّهِ تقول :

- يَعْني أكَلْت الفول أَهُه؟

- أَمَّه.. إنْتي صاحيَة؟.. أَصْل انا كُنْت بـ.....

- طَبْ كَمِّل أكْلَكْ وتَعالَى اقْعُد جَنْبي هِنا عَ السِرير.

- أَنا خَلاص.. كَلْت الحَمْدُ لله.

- أَيْوَه كِدَه يا بْني.. قول الحَمْدُ لله دايْماً.. واوْعى تِتْبَطَّر عَلَى نِعْمِة رَبِّنَا.. دَه البَطْران آخْرِتُه قَطْران.. تِفْتِكِر أَنا مِشْ نِفْسِي اجيب لَك أَحْسَن أكْل فِ الدُنيا.. بَسْ اعْمِل إيه يا بْني.. الإيد قَصيرَة والعين بَصيرَة.. عايْزاك تِحْمِد رَبِّنَا عَلَى أَيْ حَاجَة.. دَه احْنَا أَحْسَن مِنْ غيرنا كِتير.. فيه ناس مِشْ لاقيين الفول دَه.

- وفيه ناس بتِتْعَشَّى فِراخ بَرْضُه يا مَّه.

- بُصْ دايْماً للي أَقَل مِنَّك.. واوْعَى تبُصْ للي أَحْسَن مِنَّك.. خَلِّيك راضي باللي رَبِّنَا يبْعَتْهولَك وما تبُصِّش للي فِ إيد غيرَك.. بلاش دَناوَة وطَفاسَة وعين فارْغَة.. وافْتَكَر دايْماً إنْ اللي بيتْعَشَّى فِراخ مِنْ هِنا بيُدْخُل الحَمَّام تاني يوم وينَزِّلْها مِ الناحيَة التانيَة.. زَيْ اللي واكِل فول بالظَبْط.. ما فيش فَرْق.. الرَك عَ اللي بيحْمِد رَبُّه عَ النِعْمَة.. وبَعْدين يا بْني ذاكِر واجْتِهِد واسْعَى واشْكُر حَ تلاقي رَبِّنَا رَزَقَك بخير ما لُه أَوِّل ولا آخِر.. وساعِتها حَ تجيب اللي نِفْسَك فيه وتعَوَّض صَبْرِنا خير.. وليك عَلَيَّ يا سيدي لَوْ جِبْت الدَرَجات النِهائيَّة فِ امْتِحان الشَهْر حَ اشْتِري لَك رُبْع فَرْخَة لوَحْدَك.

- وانْتي؟

- ما لَكْش دَعْوَة بيَّ انا بَقَى.. أَنا ياما المَرْحوم أَبوك جاب لي.. ياللا احْكي لَك حَدُّوتَة عَلَشَان تِلْحَق تنام.. عَنْدَك بُكْرَه مَدْرَسَة.. بيقول لَك كان فيه مَرَّة مَلِك عَظيم في الصين.. راح يصْطاد فِ الغابَة فَطَلَع عَليه أَسَد كِبير وقَعَد يِجْري وَراه.. وقَبْل ما يحَصَّلُه راح جاي اتْنين مِ الحاشْيَة بتوعُه ضَرَبوا الأَسَد بالنار مَوِّتوه.. قام المَلِك حَب يكافِئْهُم فقال لُهُم أَنا حَ ادّيكُم مِساحَة مِ الأَرْض دي مِلْك ليكُم.. وأَمَرْهُم بإنْ كُل واحِد فيهُم يِدِّي ضَهْرُه للتاني ويِمْسِك فَرْع شَجَرَة ويخَطَّط بيه عَ الأَرْض أَرْبَع أَضْلاع ويحَدِّد الأَرْض اللي عايِزْها.. زَيْ ما يِقْدَر.. يَعْني اللي حَ يخَطَّط بفَرْع الشَجَرَة مُرَبَّع مِساحْتُه قِيراط حَ ياخُد قِيراط واللي حَ يخَطَّط مُرَبَّع مِساحْتُه فَدَّان حَ ياخُد فَدَّان.. وفِعْلاً عَمَلوا كِدَه.. الراجِل الأَوَّلاني مَشَى يمين وقَعَد يمْشِي لمُدِّة خَمَسْ دَقايِق وخَطَّط الضِلْع الأَوَّل وبَعْدين مَشَى خَمَس دَقايِق كَمان وخَطَّط الضِلْع التاني.. وبَعْدين التالِت والرابِع.. فَطَلَعِت المِساحَة اللي مِنْ نَصيبُه تَلات فَدادين ونُصْ.. قَعَد يِزْرَعْهُم ويعيش عَلَى خيرهُم مَعَ أَوْلادُه وهوَّ راضي ومَبْسوط.. إنَّما الراجِل التاني كان طمَّاع قَوي فَمَشَى شمال وقَعَد يمْشِي يمْشِي يمْشِي لمُدِّة ساعَة عَلَشَان يخَطَّط أَرْض أكْبَر وأكْبَر.. لحَدْ ما تِعِب وبَعْد ما قَعَد يسْتِرَيَّح شويَّة فَكّر يِرْجَع يخَطَّط التَلات أَضْلاع التانيّين ويِكْتِفي بالأَرْض عَلَى قَدْ كِدَه.. بَسْ شيطان الطَمَع وَسْوِس لُه إنُّه يمْشِي كَمان ويخَطَّط أَرْض أَوْسَع فَفَضَل ماشي ماشي لمُدِّة ساعَة كَمان.. وكُل ما يفَكّر يِرْجَع الشيطان يَطَمَّعُه فِ أَرْض أكْبَر.. وفَضَل كِدَه ساعات لِغايِة ما الدُنيا لَيِّلِت عَليه وتاه فِ الضَلْمَة.. ومِنْ ساعِتْها ما حَدِّش شافُه تاني.

ومِنْ يَوْمِها و"رِضا" يُؤْمِنُ بَقَبولِ ما قَسَمَهُ اللهُ لَهُ دونَ ضَجَرٍ أَوْ تَأَفُّفٍ بَلْ وصادَقَ الفُولَ ووَقَعَ في غَرامِه.

أَمَّا المَوْقِفُ الثاني فَقَدْ تَعَلّمَ مِنْهُ عَدَمَ الانْسياقِ وَراءَ شَكْوَى الحَاجَة والفَقْرِ بَلْ الاعْتِدادَ بالنَفْسِ والإحْساسِ بالعِزَّةِ والكَرامَةِ دونَ غُرور، وذَلِكَ حينَ اصْطَحَبَتْهُ أُمُّهُ لمَنْزِلِ رَئيسَتِها في العَمَلِ لِتُساعِدَها في بَعْضِ شُئُونِ بَيْتِها نَظيرَ أَجْرٍ زَهيدٍ يُساعِدُ عَلَى المَعيشَة، فبَعْدَ أَنْ أَتَمَّتْ أُمُّهُ عَمَلَها واسْتَلَمَتْ أَجْرَها عَرَضَتْ عَلَيْها السَيِّدَةُ مَبْلَغاً إضافِيَّاً مِنَ المالِ لِتَسْتَقِلَ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ خاصَّةٍ لِتَعودَ بِها مَعَهُ إلى مَنْزِلِهِما في تِلْكَ الساعَةِ المُتَأَخِّرَةِ ولَكِنَّ أُمَّهُ رَفَضَتْ وقَالَتْ أَنَّ مَعَها ما يَكْفي رَغْمَ عَوْدَتِهِما سَيْراً عَلَى الأَقْدامِ لِتَوْفيرِ أُجْرَةِ المواصَلات، كَما عَرَضَتِ السَيِّدَةُ عَلَيْهِ حَقيبَةَ مَلابِسٍ كانَتْ قَدْ ضاقَتْ عَلَى ابْنِها ولَكِنَّ أُمَّهُ رَفَضَتْ مَرَّةً أُخْرَى بحُجَّةِ أَنَّ عِنْدُهُ مَلابِسَ كَثيرةً ولَكِنَّهُ يُفَضِّلُ هَذِهِ المَلابِسَ القَديمَةَ لأَنَّ أَبوهُ هوَ الذي اشْتَراها لَهُ قَبْلَ أَنْ يَموت، وأَخيراً أَلَحَّتْ السَيِّدَةُ الكَريمَةُ عَلَيْهِما أَنْ يَأْخُذا لِفافَةً بِها فَرْخَتَانِ فاضَتا عَنْ غَداءِ أُسْرَتِها إلّا أَنَّ أُمَّهُ شَكَرَتْها قائِلَةً أَنَّ بِمَنْزِلِهِما طِعاماً كَثيراً تَخافُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْسَدَ مَعَ أَنَّها تَعْلَمُ تَمامَ العِلْمِ أَنَّ مَنْزِلَهُما خاويٌ مِنْ أَيِ طِعامٍ سِوَى الخُبْزِ والجُبْنِ وطَبَعَاً الفُول.

وأَفاقَ "رِضا" مِنْ انْغِماسِهِ في ذِكْرياتِهِ مَعَ أُمِّهِ عَلَى صَوْتِ نادِلِ القاعَةِ (المِتْردوتيل) وهوَ يَقول :

- اتْفَضَّل يا باشا.. العَشَا جاهِز.

فقَامَ الحاجُّ "رِضا" وجَلَسَ إلى المائِدَةِ التي جَلَسَتْ إلَيْها أُمُّه وقَبَّل يَدَها ثُمَّ نَظَرَ إلى الطِعامِ الفاخِرِ المَوْضوعِ عَلَى المَائِدَةِ بِدونِ اكْتِراثٍ وقَرَّبَتْ لَهُ أُمُّهُ طَبَقاً عَلَيْهِ دَجاجاً مَشْوِيَّاً ونَظَرَتْ لَهُ نَظْرَةً ذاتَ مَعْنَى فاسْتَغْرَقا في الضَحِكِ مَعاً فَتْرَةً طويلَةً حَتَّى لاحَظَ النادِلُ أَنَّهُما يُقَهْقِهانِ دونَ أَنْ يَقْرَبا ما عَلَى المائِدَةِ مِنْ طِعامٍ فَتَوَجَّهَ إلَيْهما قائِلاً في سَذاجَة :

- إيه.. الأكْل مِشْ عاجِب حَضَراتْكُم؟.. لَوْ الفِراخ مِشْ عاجْباكُم أَنا مُمْكِن أَغَيَّرْها.. تحِبُّوا أَجيب لُـكُم حَاجَة تانيَة؟

فأَجاباهُ في نَفَسٍ واحِدٍ دونَ أَنْ يَتَمالَكا نَفْسَيْهِما مِنَ الضَحِك :

- "فُووول".

google-playkhamsatmostaqltradent