خبر
أخبار ملهلبة

الجنيه المصري: تاريخه وألقابه وعلاقته البائسة بالجنيه الذهب


إصدارات الجنيه المصري الورقية في أعوام: 1952 و1963 و1968 و1979

تصميم الجنيه المصري الورقي في أعوام: 1899 و1930 و1950

الجنيه المصري: تاريخه وألقابه وعلاقته البائسة بالجنيه الذهب

 

 

إليكم الألقاب المشهورة للجنيه المصري وأسعاره التاريخيّة عبر العصور مقارنةً بالجنيه الذهب (وزن 8 جرامات من عيار 21):

·      في عصر الوالي "محمد علي" باشا: تم صدور ديكريتو (فرمان) في 1834 يقضى بإصدار عملة مصريّة تقوم على نظام معدنيْ الذهب والفضّة فكانت وحدة النقود قطعة ذهبية قيمتها 20 قرشاً اسمها "الريال الذهبى" (تُشتَرى بها سلعاً أكثر) وقطعة من الفضة ذات 20 قرشاً أيضاً (تُشتَرى بها سلعاً أقل) وتُسمّى "الريال الفضة" .. إلى أن صدرت أولى العملات المصرية عام 1836 وكانت فئاتها كالتالي:

-       عملات مصنوعة من الذهب: فئة 100 قرش و50 قرشاً و20 قرشاً و10 قروش.

-       عملات مصنوعة من الفضّة: فئة 20 قرشاً و10 قروش و5 قروش وقرشان وقرش.

-       عملات مصنوعة من النيكل والبرونز: فئة 10 بارة و5 بارة وبارة واحدة.

ولأنه كان حديث العهد فقد بدأ الجنيه رحلته غريباً بين المصريّين الذين لم يكونوا يعرفونه من قبل فلم يسعهم الوقت ليطلقوا عليه أيّة ألقاب (كان لسّه ما اتسمّاش) .. وكان الجنيه وقتها مصنوعاً من الذهب الخالص وكان يساوي 100 قرش صاغ.

·      في عصر الخديوي "عباس حلمي": تم إنشاء البنك الأهلى المصرى عام 1898 كأوّل بنك تجاري يزاول العمليّات المصرفيّة ومنحته الحكومة وقتها امتياز إصدار النقد فى البلاد لمدة 50 عاماً .. فأصدر البنك في 1899 أوراقاً ماليّة بقيمة 60 ألف جنيه ليتم تداولها بين الناس من فئات 10 جنيهات و5 جنيهات وجنيه واحد .. لكن تداول الجمهور بها كان بطيئاً فلم يتم التداول إلّا على 15 ألفاً منها فقط وظلّت النقود المتداولة فى مصر متأرجحةً ما بين المسكوكات المعدنيّة والأوراق النقديّة .. إلى أن صدر مرسومٌ خاص في 1914 بمنح أوراق النقد المصرية قوّة الإبراء الكاملة ومنع استخدام المسكوكات الذهبية (حمايةً للغطاء الاستراتيجي من الذهب المصري) ومنذ ذلك فقد أصبح النظام النقدي قائماً على العملات الورقيّة فقط.

أيّامها اكتسب الجنيه لقب "المحبوب" لأن الجميع بدأ يحبه ويعشقه حيث يمكن صرفه مقابل الكثير من السلع والبضائع فلم يزل الجنيه الورق يقف رأساً برأس للجنيه الذهب وكان كلاهما يساوي 100 قرش صاغ.

·      في عصر الملك "أحمد فؤاد" الأوّل: انخفضت قيمة الجنيه المصري كثيراً بسبب الأزمة الاقتصاديّة أثناء الحرب العالميّة الأولى فأصبح الجنيه الذهب يساوي جنيْهيْن مصريّيْن (200 قرشاً) ممّا دعا المصريّون لإطلاق لقب "المنكوب" على الجنيه الورقي.

·      في عصر "الملك فاروق": أصبح الجنيه أكثر نكبةً وهبوطاً متأثّراً بالحرب العالميّة الثانية وتعدّى سعر الجنيه الذهب الخمسة جنيهات (518 قرش للجنيه الذهب المرسوم عليه الملك و516 قرش للجنيه الذهب المرسوم عليه الملكة) وصار الناس يسمّونه "الأُبَيّج" وهي كلمة مأخوذة من لغة الموسيقيّين والعوالم أيّامها .. كما تم إطلاق اسم    "الورقة أم مَدْنة" على ورقة البنكنوت فئة 100 جنيه لأن تصميمها هو نفس تصميم الجنيه مضاف إليه رسم لمئذنة مسجد السلطان "حسن بن الناصر محمد قلاوون".

·      في عصر رؤساء مصر العسكريّين الذين توالوا على حكم مصر (منذ ثوْرة 23 يوليو 1952 المباركة حتى الآن): تهاوت قيمة الجنيه المصري بصورة سريعة وكارثيّة فقفز سعر الجنيه الذهب إلى أكثر من 8 جنيهات (في عهد "جمال عبد الناصر") ثم تضاعف سعره عشر مرّات ليصل لحوالي 80 جنيهاً (في عهد "أنور السادات") ثم تراوح من 95 جنيهاً في أوائل الثمانينيّات إلى 1650 جنيهاً في 2010 (في عهد "حسني مبارك" الطويل التيلة) ثم أخيراً (في 6 ديسمبر 2022) وليس آخراً طار الجنيه الذهبي عالياً واقترب من    15 ألف جنيهاً (في عهد "عبد الفتاح السيسي" .. ولسّه) .. وخلال السبعين عاماً الأخيرة فقد الجنيه المصري هيبته تماماً وأصبح ملطشةً للعملات الأخرى بل عِرّة العملات تِمّاً بعد أن ذهب به هؤلاء السادة القادة والرؤساء إلى ما وراء مصنع الكراسي ممّا تسبّب في فضيحته وجُرسته وإطلاق تلك الأسماء والألقاب عليه:

-       "الملطوش": لأنه لا يبقى كثيراً في الجيب ويتم لطشه أو صرفه سريعاً .. وربما لأنه شبع تلطيشاً وتشليطاً من عملات خلق الله الأخرى.

-       "اللحلوح": لأنه يلحلح المسائل ويجعل الأمور أكثر سهولة عند إبرازه كرشوة للموظّف الحكومي فيسرع في إنجاز العمل.

-       "الأهيف": لأنه أصبح أصغر في حجم الورقة وأهيف من ذي قبل.

-       "الجُندي": لأنه المنقذ وحائط الصد والمدافع عن صاحبه عند مروره بأي أزمة.

-       "البُلبُل": لأنه يطير سريعاً من يد حامله بسبب قيمته البسيطة التي لا تصمد في وجه ارتفاع الأسعار.

-       "الزغلول": لأنه أصبح ضئيل الحجم وضعيف القيمة وغير قادر على الطيران أو شراء المتطلبات الضروريّة.

-       "الهلفوت": وده لقب من تأليف العبد لله    "ابن أبي صادق" لأنه أكثر لقب يعبّر عن نظرة المصريّين الآن للجنيه المغفور له بإذن الله .. وهي كلمة فرعونيّة تتكوّن من مقطعيْن: "هال" (ومعناها عبد) و"فوت" (ومعناها يركع) .. أى أنها تعنى: عبدٌ راكع .. وطبعاً المعنى واضح بعد أن صار المسكين عبداً ذليلاً يركع أمام الدولار واليورو والريال والدينار وغيرها من العملات المحترمة .. ولا حوْل ولا قوّة إلّا بالله.

google-playkhamsatmostaqltradent