خبر
أخبار ملهلبة

شراً تِعمل خيراً تلقى (3) | خارج المألوف


غراب أسود يصيح فوق جسد غراب آخر ميت مستعداً لدفنه ليواري سوءته

شراً تِعمل خيراً تِلقى (3)

 

 

ثم أمر "حجّاج" مساعديه بإرجاع المعتقل الأوّل إلى زنزانته وإحضار الثاني، وأمر أيضاً بتحريره من الأصفاد وتَرْكِهما وحدهما، وعندما أُغلق الباب عليهما وانفردا ببعضهما اقترب "حجّاج" من أخيه ونزع عن رأسه الغطاء الأسود وألقى بنفسه بين أحضانه إلا أنه فوجئ بأخيه "حاتم" يدفعه بعيداً عنه، فظن في بادئ الأمر أن أخاه لم يتذكّره بعد فقال له وهو يغالب دموعه :

- أنا "حجّاج" يا "حاتم".. أخوك.

- للأسف.. من امبارح وانا نِفسي ما تطلعش اخويا.. بس يا خسارة.

- خسارة إنك شوفتني بعد الزمن ده كلّه؟

- خسارة إنك طلعت الظابط اللي بيحكوا عنه ف الزنزانة تحت.. من ساعة ما جيت امبارح وأنا باسمع من زمايلي المعتقَلين عن الظابط "حجّاج" اللي داقوا منه العذاب ألوان.. وكلهم حذّروني منك ونصحوني إني اعترف لك بكل حاجة.. لإنك مش ح تسيبني إلّا ف حالة من اتنين : يا اعترِف يا اتقتِل بعد ما اتعذّب.. وقعدت طول الوقت اكدِّب نَفسي.. قلت أكيد واحد تاني اسمه على اسم اخويا.. أخويا انا مربّيه كويّس ومدخّله البوليس علشان يدافع عن الناس ويجيب لهم حقّهم.. مش معقول قلبه يطاوعه يعذّب الناس ويظلمهم.. مش معقول يبقى كرباج ف إيد الظالم يضرب بيه المظلومين.. بس كان فيه حاجة جوايا بتقول لي العكس.. بتقول لي إنك طول عمرك أناني وما بتحبّش غير مصلحتك ومستعد تعمل أي حاجة علشان توْصَل للي انت عايزه.. وللأسف طلعت انت "حجّاج" اللي بيحكوا عن جبروته.. عن الشر اللي ساكن جواه.. عن الظلم اللي بيروح معاه ف كل مكان.. وده الوقت جا الدور ف العذاب عليَّ انا.. أخوك.. أنا فاكر الجملة اللي قالها "صلاح جاهين" ف رباعيّة من رباعيّاته.. قال: {ما اعجبش من اللي يطيق بجسمه العذاب.. واعجب من اللي يطيق يعذّب أخوه}.. ياللا مستنّي إيه؟.. شوف شُغلك يا حضرة الظابط الهُمام.. بس عايزك تتأكّد إن دعوات المظلومين اللي انت عذّبتهم وقضيت على مستقبلهم وقتلتهم مش ح تسيبك أبداً.. ح تطاردك ف كل حتّة.. وربّنا مش ح يسيبك إن آجلاً أو عاجلاً.. يمهل ولا يهمل.. حسبيَ الله ونعم الوكيل فيك.. منك لله.. منك لله.

- خلاص.. خلّصت كلامك؟.. أنا يمكن اكون زي ما انت قلت.. أناني وباحب مصلحتي.. بس انا كنت فاكر إن اللي باعمله ده هوّ الصح.. وإن أمن البلد أمانة ف رقبتي.. وإن الناس اللي انا باعذّبهم دول ناس عايزين يضرّوا البلد ويخربوها وما يستحقّوش يبقوا بني آدمين من أصله وكان لازم اعاملهم زي الحيوانات علشان احمي البلد منهم.. لكن من ساعة ما شفت صورتك ف الملف امبارح وانا اتشقلب كياني.. أنا عارف قد إيه إنت إنسان كويّس وبتعرف ربّنا وعمرك ما ح تضر البلد.. وقعدت افكّر طول الليل واراجع حساباتي م الأوّل.. لقيت إن انا كان مضحوك عليَّ وكنت فاهم غلط.. وحمدت ربّنا ع اللي حصل ده علشان افهم كل حاجة على حقيقتها.. كان لازم اصحى على قلم يفوّقني.. والحمد لله فُقت قبل فوات الأوان.. على إيد اخويا حبيبي.. أرجوك سامحني وارضَ عني.

ولم يتمالك "حجّاج" مشاعره ففاضت من عيْنيْه الدموع مدراراً وهو مطأطئ الرأس نحو الأرض لا يقوى على النظر لأخيه من فرط إحساسه بالخجل والندم؛ ممّا دفع "حاتم" إلى أن يمدّ يده نحو ذقن أخيه ليرفع بها رأسه ونظر إليه مليّاً فلمس منه رغبةً صادقة في التوْبة والعزم على الإنابة فلم يتوانَ عن أن يقول له بصوتٍ متهدّج :   

- مسامحك يا خويا.. وربّنا يسامحك هوَّ كمان.

- طب خُدني ف حُضنك بقى.. ما وحشتكش ولّا إيه؟

واندفع الأخوان نحو بعضهما وغاصا في حضنٍ دافئ زادت من حرارته الدموع الساخنة التي انهمرت غزيرةً من مقلتيْهما، وبعد هُنيْهة استكمل "حجّاج" كلامه فقال :

- بُص يا "حاتم".. أنا لازم اهرّبك من هنا.

- مش مهم انا.. المهم إنك تبطّل الشغلانة دي معايَّ أو مع غيري.. أنا عايزك ترجع "حجّاج" بتاع زمان.

- ماشي.. ما هو انا بعد ما اهرّبك ح اقدّم استقالتي خالص واشتغل أي شُغلانة تخلّيني اكفّر بيها عن اللي عملته.. محامي مثلاً علشان ادافع عن المظلومين.. بس خلّينا ف المهم ده الوقت.. أنا عامل خطّة لهروبك ما تخرّش الميّه.. قول لي الأوّل.. حد من عندنا أخد بصماتك علشان الفيش والتشبيه؟

- لأ.. لسّه.

- كويّس قوي.. شوف بقى.. أنا ح ابقى اقول لك على كل خطوة مطلوبة منك بس ف وقتها.. أوّل خطوة إنك لازم تغيّر بصماتك علشان ما حدّش يعرف شخصيّتك الحقيقيّة ويعرف إني اخوك.. وبكده اقدر اساعدك من غير ما حد يأذيني.. إنت عارف ح يحصل فيَّ إيه لو عرفوا إنك اخويا وإني هرّبتك؟

- عارف عارف.. بس ح اغيّر بصماتي ازاي؟

- معلهش إني مضطر اخلّيك تعمل كده.. اعذرني واستحمل علشان خاطري.

- أستحمل إيه بس؟

- أنا عندي هنا ف الدولاب مكوة بالكهربا كنت باستعملها ف تعذيب المعتقَلين.. ربّنا يسامحني بقى.. المهم ح اسخّن المكواة وعايزك تحط عليها صوابع إيديك العشرة علشان الحرق ح يغيّر بصماتك.. معلهش سامحني.

- ماشي.. يعني هيَّ الحكاية دي تيجي إيه جنب الحاجات اللي الواحد شافها.. إتّكل على الله وسخّن المكوة.

وتم حرق أصابع "حاتم" وسط تأوّهاته التي كان يكتمها حتَّى لا يشعر أحد بما يدور بينه وبين "حجّاج" الذي ودّع أخاه وأسلمه لسجّانيه على أن يراه في الصباح التالي.

 وفي الصباح وصلت "حجّاج" موافقة رؤسائه رسميّاً على خطته التي اقترحها وحدّدوا موعد تنفيذها في ظهيرة اليوم التالي، وسار كل شيءٍ على ما يرام كما خطّط له "حجّاج" حتَّى دخل "حاتم" بعد تفتيشه تفتيشاً دقيقاً صندوق السيّارة الخلفي وتم إغلاق بابه من الخارج بعد أن تم تفتيش كل مكانٍ في السيّارة من الداخل والخارج بناءً على أوامرٍ مباشِرة من "حجّاج" الذي ركب السيّارة وقادها إلى خارج مقر جهاز أمن الدولة وهو يرتدي زي عمّال شركة الكهرباء، وبعد أن وصل إلى بداية الطريق الصحراوي وبعد أن تأكّد من أن أحداً لا يتبعه فتح الكوّة الضيّقة التي تصل بين كابينة القيادة في السيّارة وبين الصندوق الخلفي وتحدّث مع "حاتم" قائلاً :

- خد يا "حاتم" حتّة صفيحة المنشار الحدّادي دي.. أنشر بيها السلسلة اللي بين الكلابشات اللي في إيديك ورجليك بسرعة.. بس الأوّل امسحها كويّس علشان تمسح بصماتي اللي عليها.

وأطاعه "حاتم" وبدأ ينشر الأغلال في همّة في حين استمر "حجّاج" في القيادة حتَّى وصل إلى مكان حدّده سَلَفاً فانعطف بالسيّارة داخل الصحراء وراء كثبة رمليّة في منطقةٍ غير مأهولة، ثم توقّف وترجّل عن سيّارته ودار حول العربة ليفتح باب الصندوق فألفى "حاتم" وقد فرغ من نشر السلاسل لتصبح يديه وقدميه حُرَّة الحركة، فخرج من الصندوق وترجّل هو الآخر وهو يلهج بالدعاء لأخيه الذي أخذه وسار خلف السيّارة بحوالي عشرة أمتار ثم اخرج مسدّسه الميري الذي كان يخبّئه تحت زي العُمّال وأشهره ناحية أخيه ودار بينهما هذا الحوار :

- إيه ده؟.. ح تعمل إيه بالمسدّس يا "حجّاج"؟

- بُص يا "حاتم".. أنا لازم أأمّن نفسي.. علشان التمثيليّة تبقى محبوكة.

- تمثيليّة إيه؟

- تمثيليّة هروبك.. مش عايز حد يشّك فيَّ.. ولازم هروبك يبان إنه كان غَصْب عني مش انا اللي مدبّره.. خد المسدس.. إمسك ما تخافش.. أيوه كده.. حطّه بقى على دراعي الشمال.. أيوه على جنب كده علشان الرصاصة ما تجيش ف العضم.. ودوس ع التتك.. ياللا.

- ما اقدرش.. عايزني اضربك بالرصاص.. إنت أكيد اتجننت.

- يا أخي ده ح يبقى جرح بسيط ف اللحم ح يعوز له كام غرزة.. وبعدين ما تقلقش الحتّة دي ما فيهاش شرايين خالص يعني مش ح يبقى فيه نزيف.. وبعدين مش انا حرقت لك صوابعك؟.. نبقى كده خالصين.. ها ها.

- إنت بتهزّر.. أنا ما يجيليش قلب اعمل كده.

- ما انت بتعمل كده علشان خاطري.. لو عرفوا بإن انا اللي هرّبتك ح يموّتوني.. يعني جرح بسيط ف دراعي ولّا اموت احسن؟.. إخلص بقى.. أنا ح امسك إيدك أهُه.. ياللا.

وأغمض "حاتم" عيْنيْه وأسند المسدّس على الجانب الخارجي من عَضُد أخيه وضغط على الزناد فانطلقت الرصاصة حيث أرادا أن تكون فاندفع قليلٌ من الدماء ممّا جعل "حجّاج" يطلب من أخيه وهو يتألّم أن يضع المسدّس على الأرض وأن يأتي له بحقيبة الإسعاف الموجودة بخزانة السيّارة حتَّى يربط الجرح بقوّة فيتوقّف اندفاع الدم، فاستجاب "حاتم" لطلب أخيه وما إن وضع المسدّس على الأرض وأعطى ظهره "لحجّاج" وسار نحو السيّارة حتَّى التقط "حجّاج" المسدس وصوّبه نحو أخيه وأطلق عليه رصاصةً استقرّت في ظهره؛ فَخَرَّ "حاتم" صريعاً وهو يلتفت إلى أخيه في ذهول، وسرعان ما أسلم الروح وانقطعت أنفاسه، فاقترب "حجّاج" من جثّة أخيه مخاطباً إيّاها بدمٍ بارد :

- معلهش يا "حاتم".. إنت كده كده ميّت.. أنما انا بقى ما ليش ذنب.. وبعدين تموت بإيد اخوك أحسن ما تتعذّب وتموت بإيد الأمريكان.. الله يرحمك بقى ويسامحني.

واتّجه "حجّاج" ناحية السيّارة وأخرج ضُمادةً من حقيبة الإسعافات الأوّليّة وربط بها جرحه فتوقّف الدم عن التدفّق، ثم جلس على مقعد القيادة ليحتمي من قيْظ الشمس وتناول هاتفه المحمول وهاتَف رئيسه قائلاً :

- أيوه يا فندم.. أنا "حجّاج".. باقول لسيادتك إيه.. إبعت لي قوام عربية إسعاف.. لأ لأ.. قضا أخف من قضا.. الحمد لله على قد كده.. ما انا ح احكي لحضرتك أهو.. أصلي وانا سايق "لوادي النطرون" سمعت هَبْدَة جامدة ف الصندوق الورّاني.. طلعت برّه الأسفلت ووقّفت العربيّة بعيد عن الطريق علشان ما حدّش ياخد باله وفتحت الطاقة اللي في الكابينة اللي بتطل ع الصندوق لقيت المُعْتَقَل مبرّق وماسك قلبه وبيقول الحقوني.. خفت ليفيّص من قِلّة الأكسجين والسخونيّة مطرح الشمس اللي ضاربة ف الصندوق الحديد.. جريت افتح باب الصندوق.. ويادوبك فتحت التِرباس لقيته نَط فوقي وضربني على دماغي وكانت إيديه ورجليه مفكوكين.. الظاهر كان مخبّي معاه حاجة يقطع بيها سلاسل الكلابشات مع إن العساكر فتّشوا العربيّة وفتّشوه قبل ما نمشي م الجهاز.. وبعدين حاول يخطف من جيبي المسدّس بس انا قاومته جامد.. وبقينا احنا الاتنين ماسكين المسدّس بين جسمي وجسمه لحد ما طلعت منه طلقة جت لي في دراعي الشمال قمت وقعت وانا ماسك المسدّس.. إفتكر الرصاصة قتلتني.. أخد بعضه وجرى ع العربيّة علشان ياخدها ويهرب.. بس انا لحقته قبل ما يوصل للعربيّة وضربته رصاصة جات ف ضهره.. لأ.. أنا الحمد لله كويّس.. وربطت مكان الرصاصة برباط شاش.. بس دايخ وحاسس إني ح يُغْمَى عليَّ من كُتر النزيف.. أفندم؟.. بطل إيه بس يا فندم.. أنا لو كنت بطل ما كانش حصل الكلام ده عموماً ابعت لي الإسعاف بسرعة.. مش علشاني.. أنا مش مهم.. أنا بس نِفسي نلحقه قبل ما يموت يمكن نعرف منه معلومات تفيدنا مع ولاد الكلب دول.. طيّب اكتب عند سيادتك.. طريق "وادي النطرون - الدبلوماسيين".. بين مدينة "زمرّدة" ونادي الجولف بتاع "السُلَيْمانيّة".. يمين الأسفلت وأنت رايح سيادتك "لوادي النطرون".. ح تلاقي العربيّة ورا كوم رملة كبير.. بالظبط تحت يونيبول بانر يافطة كبيرة عليها صورة الريّس ومكتوب عليها : {كُلّنا وراك يا ريّس}.. آه.. طبعاً.. شوف الصُدَف سعادتك.. طبعاً كلنا فداه.. ما تتأخّروش يا فندم.. ربنا يستر.. إن شاء الله.. مع السلامة.. ف أمان الله.

وأغلق "حجّاج" الهاتف ثم أخرج قرصيْن منوِّميْن كان يحتفظ بهما في جيْبه ليبدو أمام المسعفين أنه فاقد الوعي من كثرة ما نزف وأنه قد عرّض حياته للخطر فبلعهما دون ماء وسكن في مكانه وأسند رأسه على ظهر كرسي القيادة فظهرت أمامه اللافتة الضخمة وعليها صورة الرئيس وهو يبتسم فبادله "حجّاج" الابتسام وأغلق عيْنيْه في هدوءٍ وسكينة بعد أن أنجز خُطته على الوجه الأكمل وراح في سباتٍ عميق قبل أن يلمح على مرمى بصره غراباً يبحث في الأرض، فلم يأخذ منه العِظَة والذِكرى.

"من أجل ذلك (*).. تم منحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى".. كانت تلك هي آخر عبارة تفوّه بها وزير الداخليّة بعد مرور شهرٍ في حفلٍ مهيب قبل أن يقلّد "حجاج" الوسام على صدره ويسلّمه مكافأةً ثمينة في يده، وظل "حجّاج" ممسكاً بيد الوزير أكثر من دقيقتيْن متواصلتيْن حتَّى يتيح للمصوّرين التقاط الصور التي ستُنشَر وتُذاع في وسائل الإعلام المختلفة لتخلّد بطولته الفَذَّة وتضحيته من أجل الوطن، ثم ترك يد الوزير ليسلّم على رئيس جهاز أمن الدولة الذي قال له مشجّعاً :

- مبروك يا "حجّاج".. إن شا الله كده من نجاح لنجاح على طول.. أنا كمان عامل لك مفاجأة.. ولّا اقول لك.. ح اقول لك عليها ده الوقت علشان تعتبرها هديّتي لك.. أنا سجّلت اسمك كرئيس للبعثة بتاعتنا المسافرة "أمريكا".. علشان تدَرِّس هناك ف أكاديميّة التدريب اللي ف "كوانتيكو" ف ولاية "فيرجينيا".. وشوف انت بقي ح تعيش هناك إزاي وح تقبض قد إيه.. نِمسك الخشب.. ما هو طول ما انت بتتفانى ف أداء عملك بالشكل ده ح ييجي لك الخير كتير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (*) بسم الله الرحمن الرحيم : " وٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًۭا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا ولَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ (27) لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٍۢ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَٰلَمِينَ (28) إِنِّىٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثْمِى وإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلنَّارِ ۚ وذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُا۟ ٱلظَّٰلِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُۥ نَفْسُهُۥ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (30) فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًۭا يَبْحَثُ في ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ في ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا ۚ ولَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًۭا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ في ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) ".
صدق الله العظيم................................................................ { سورة المائدة }

google-playkhamsatmostaqltradent