القضاء الشامخ على روحه
يُحكى أن مواطناً
عربيّاً كان يسير في أسواق العاصمة في حقبة الستّينات، وكان الرجل يصرُخ عالياً:
- منك لله يا راجل يا مُفتري يا ابن
الكلب .. أشوف فيك يوم وانت قاعد على خازوق زي اللي قبلك .. إلهي تِوْلع بكيروسين
غير نقي .. خلّيتني أمشي أكلِّم نفسي يا ابن المُـتّـسِخة.
ولم تفلح محاولات
المارّة في تهدئته وإثنائه عن سبّه لذاك الرجُل المجهول، إلى أن قبض عليه أحد
أفراد الشُرطة وأوْدعه السجن لحين محاكمته محاكمةً عادلة بعد فشله في أن يعرف
حكاية ذلك المواطن الذي التزم الصمت تماماً.
وعند دخوله المحكمة
قال القاضي:
- مكتوب في ورق القضيّة إنك ماشي ف
الشوارع تشتم وتلبّخ ف الكلام .. بتعمل ليه كده يا راجل انت؟ .. وبتشتم مين
بالظبط؟ .. قول لنا على اسمه.
-
..........
- برضه مش عايز تتكلِّم .. إنت حُر .. عموماً أنا عارف إنت قصدك مين .. هوَّ فيه غيره .. حكمت المحكمة على المواطن بالسجن سنة لتلفُّظه بألفاظٍ نابية علناً أمام الناس .. وبالسجن خمس سنواتٍ أخرى لإصراره على عدم ذِكر اسم السيّد المُبَجَّل المحبوب "عسّاف الطواغيتي" رئيس جمهوريّتنا.
