الاستفساء في البرطمان
بعد أن تحوّلت قاعة
البرلمان إلى سوق عكاظ واختلط الحابل بالنابل وتعالت أصوات السادة النوّاب صاح
رئيس المجلس وهو يدق بمطرقته في عُنف:
- هدوووووء .. نظاااااام .. اللي مش ح
يلتزم بلوائح المجلس ح اطرده برّه الجلسة .. كلّه ح يتكلِّم.
هدأ الأعضاء وجلس
كلٌ في مكانه فاستكمل رئيس المجلس حديثه:
- يا جماعة عندنا تعديلات في الدستور
و214 مشروع قانون لازم نلحق نصوّت عليهم النهار ده حسب أوامر رئيسنا الديمقراطي
الحُر "عبد الجبّار عبد الباقي" .. نبتدي بالتعديل على مُدّة رئاسة الجمهوريّة
.. كل نائب يقوم يقول اقتراحه بس بسُرعة .. الاستفتاء الأسبوع الجاي .. ح نبتدي من
ع اليمين.
- أنا باطالب بمَد فترة الرئاسة علشان
تبقى خمس سنين.
- لأ طبعاً .. مش كفاية .. خلّوها سِت
سنين .. إحنا ما نستغناش عن زعيمنا.
- بقى ده كلام يا عالم! .. خمسة إيه
وسِتّة إيه بس! .. لازم رئيسنا يقعُد ع الأقل عشر سنين بحد أقصى مُدّتين .. ده على
إيده – ما شاء الله – كل حاجة ف البلد زادت أضعاف أضعاف: الأسعار والديون والبطالة
ومُعدّل الجرائم ونسبة الوفيّات و.....
- متهيّأ لي خمناشر .. قصدي خمستاشر سنة
.. يا دوب.
- وليه ما يبقوش عشرين بس بشرط إن المُدَد
الرئاسيّة ما تزيدش عن أربع مُدَد فقط وبعدها الرئيس يتغيّر.
- أنا شايف إننا ما نغيّرش المادّة دي
ونكتفي بالفترة اللي فاتت أحسن البلد راحت ف داهية .. و.....
حينئذٍ هجم باقي
النوّاب على ذلك العضو الوحيد المُعارِض وأوْسعوه سبّاً وركلاً وقذفوا به خارج
القاعة بعد أن فقد الوعي، واستكمل باقي الأعضاء المزاد إلى أن تم التصويت أخيراً بالموافقة
على أن يتم الاستفتاء على: بقاء الزعيم العظيم رئيس الجمهوريّة الحالي مدى الحياة
(حياة سيادته أو حياة الشعب .. أيّهما أقرب) مع وجوب تغيير الشعب كل أربع سنوات.
