من شبكة لشبكة يا قلبي لا تحزن
جلس السيّد
"صادق عبد الصادق" مرشّح مجلس الشعب على منصّةٍ عالية وأمامه أهل القرية
داخل السرادق الذي أقامه في إطار الدعاية لانتخابه نائباً للدائرة، وقرّب منه
الميكروفون وصاح بصوْتٍ عالٍ:
- أنا بقى لي ساعتين باتكلِّم عن
برنامجي الانتخابي لخدمة أهل القرية هنا .. بَس أنا عايز اعرف منكم ده الوقتِ إيه
المشاكل اللي بتواجهكم علشان أحلّها لكم حالاً .. اتفضّل انت يا حاج يا ابو
جلابيّة زهري .. قول.
- إحنا يا باشا ما عندناش شبكة كهربا
هنا ف البلد.
- طب لحظة واحدة أطلّع الموبايل بتاعي
واتصل بوزير الكهربا .. ده حبيبي ..... آلو .. إزّايّك يا معالي الوزير .. واحشني
واللهِ .. بقى لنا كتير ما شُفناش بعض .. آه .. من ساعة ما عزمتني ع الغدا عندك ..
هههههههه .. حبيبي .. حبيبي .. باقول لسعادتك إيه: عايزين ندخّل الكهربا هنا ف
قرية "ميت أبو الغفلة" .. أيوه ف أسرع وقت .. خلاص .. ماشي .. مع
السلامة .. تسلم لي يا غالي .. سلام .. سلام .. خلاص يا جماعة .. أوّل ما ح تنتخبوني
ح تلاقوا الكابلات وصلت على طول .. فيه مشاكل تانية؟ .. قومي يا حاجّة .. عايزة
إيه؟
- عايزين كمان شبكة ميّه وصرف بدل ما
احنا بنشرب ونغسل ونشُخ ف الريّاح.
- هههه .. عينيّا يا أُمّي .. دقيقة أكلِّم
لكم وزير الموارد المائيّة .. آلو .. بونسوار يا جنابُه .. ههههههه .. يا راجل .. ما
انا لِسّه غالبك بولتين دومينو ع القهوة ديك النهار .. إطلع من دول يا نِمس ..
ماشي .. وحياتك عايز أوصّل الميّاه لـ"ميت أبو الغفلة" .. أيوه اللي جنب
كَفر "العبابطة" .. تمام .. والصرف الصحّي كمان طبعاً .. تمام .. يا جدع
مش وقته الكلام ده الناس قاعدة .. سلام .. سلام .. خلاص يا حاجّة أوّل ما تنجّحوني
ح تلاقوا المواسير اتشوّنِت والشُغل بدأ .. أنا بعون الله الوزرا كلهم حبايبي وأي
حلم من أحلامكم ح يتحقّق بمكالمة تليفون محمول واحدة زَيْ ما شُفتُم كده.
- بَس احنا يا باشا ما عندناش لا شبكة تليفون أرضي ولا شبكة محمول!!!