كل شيء بالعقل والمنطق
في فترة التريُّض سار
المجنونان يتجاذبان أطراف الحديث وهُما يسيران ببطء بجانب حمّام سباحة مستشفى
المجانين:
- يا ترى البيسين ده غويط؟
- طب ما تيجي ننُط فيه ونشوف.
- أمّا صحيح مجنون .. فيه حد يعمل كده
.. إحنا ننزِّل فيه فرع الشجرة المكسور الواقع ع الأرض ده ونشوف القاع قُريّب ولّا
بعيد.
- عندك حق .. استنى كده ..... آآآآآ ..
إلحقنى يا "رشيد" .. بَق بَق .. ما باعرفش اعوووووم .. بَق بَق بَق.
وبعد أن انزلق
المجنون الثاني ووقع داخل الماء لم يتركه "رشيد" ليغرق بل ألقى بنفسه
وأنقذه في شجاعةٍ مُنقطعة النظير.
وفي اليوْم التالي
مرَّ الطبيب على "رشيد" وربَّت على كتفه قائلاً:
- إزايَّك يا "رشيد" .. أنا عندي
لك خبرين: الأوّلاني خبر حلو: تصرُّفك العقلاني والمنطقي الشُجاع امبارح مع زميلك
أثبت لنا إنك عاقل وتقدر تواجه الحياة باقتدار .. علشان كده قرّرنا إنك تُخرُج م
المستشفى خلاص بُكرة .. بَس للأسف الخبر التاني الوِحِش: إن صاحبك لقيناه النهار
ده في أوضته ميّت بعد ما شنق نفسه بسلك نازل من مروحة السقف.
- لا حوْل ولا قوّة إلّا بالله .. مع إني لمّا سِبته امبارح كان كويّس بعد ما علّقته عشان ينشف.
