خبر
أخبار ملهلبة

المنقبة (الميزة) الرابعة عشر: الشَهامَةُ والجَدْعَنَةُ والاسْتِماتَةُ في رَدِّ الجَميل | سخصية مصر



هَذا الشِبْل

 

 

تَرَنَّحَتْ مَرْكَبُ الصَيْدِ في مَهَبِّ الريحِ وتَقاذَفَتْها الأَمواجُ بعُنْفٍ وكانَ "باسِلُ دِرْغامُ" قَدْ اعْتَلَى الصاريَ ليُثَبِّتَ هَوائيَ جِهازِ الإرْسالِ الذي انْكَسَرَ قَبْلَ تَوْجيهِ نِداءِ الاسْتِغاثَةِ جَرَّاءَ رياحِ العاصِفَةِ العاتيَة، وفَجْأَةٌ انْكَسَرَ الصاري أَيْضاً وهَوَى "بباسِلِ"خارِجَ المَرْكَبِ ليَبْدَأَ في مُصارَعَةِ الأَمْواجِ ليَنْجوَ بِحَياتِه، وعِنْدَما رَآهُ رَيِّسُ الصَيَّادينَ "حَمْزَةُ أَبو لِبْدَة" يُشْرِفُ عَلَى الغَرَقِ أَلْقَى بِنَفْسِهِ تِجاهَ "باسِلِ" ليُنْقِذَهُ فَأَدْرَكَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَطِفَهُ المَوْجُ بَيْنَ أَحْضانِه، وبَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ بِهِ جَيِّداً صَرَخَ في باقي الصَيَّادينَ - الذينَ تَسَمَّروا في أَماكِنِهِم يُتابِعونَ شَجاعَتَهُ وتَضْحِيَتَهُ داعينَ اللهَ ليُنْجيهِما - أَنْ يَقْذِفوا لَهُما بِطَوْقِ النَجاةِ فَفَعَلوا، وكانَ "باسِلُ" قَدْ خارَتْ قُواهُ مِنْ فَرْطِ إجْهادِهِ وابْتِلاعِهِ كِميَّةً كَبيرةً مِنْ مياهِ البَحْرِ داخِلَ جَوْفِهِ فَأَيْقَنَ "حَمْزَةٌ" أَنَّ "باسِلَ" لَنْ يَسْتَطيعَ أَنْ يَتَشَبَّثَ بالطَوْق؛ فاضْطُرَّ لأَنْ يُلْبِسَهُ الطَوْقَ بَعْدَ أَنْ رَبَطَ الحَبْلَ حَوْلَ خَصْرِهِ وأَمَرَ زُملاءَهُما بأَنْ يَشُدُّوا الحَبَلَ ناحِيَتَهُم ويَرْفَعوا "باسِلَ" أَوَّلاً للمَرْكب، وبَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ الصَيَّادونَ "بباسِلِ" ضَرَبَتْ المَرْكبَ مَوْجَةٌ شَديدَةٌ أَوْقَعَتْهُم أَرْضاً جَميعاً وما إنْ اسْتَطاعوا الوقوفَ فَوْقَ أَرْضِ المَرْكَبِ الخَشَبيَّةِ الزَلِقةِ حَتَّى قَذَفوا طَوْقَ النَجاةِ نَحْوَ المَكانِ الذي كانَ يَطْفو فيهِ "حَمْزَةٌ" ولَكِنَّهم لَمْ يَرَوْهُ هُناكَ وجالوا بعُيُونِهِم فَتْرَةً طَويلَةً بَيْنَ الأَمْواجِ المُحيطَةِ بالمَرْكَبِ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دونَ جَدْوَى فَأَدْرَكوا أَنَّ "حَمْزَةَ" قَدْ سَحِبَهُ المَوْجُ بَعيداً وجَذَبَهُ نَحْوَ قَرارِهِ السَحيقِ فَلَمْ يَتَمالَكوا أَنْفَسَّهُم مِنَ البُكاءِ وَسْطَ دَعَواتِهِم لِرَبِّهِم طالِبينَ لَهُ الرَحْمَة، وكانَ أكْثَرُهُم بُكاءً وحَزْناً "باسِلَ" الذي فَداهُ "حَمْزَةُ" ليُنْقِذَ زَهْرَةَ شَبابِهِ مِنْ أَنْ تَقْطُفَها يَدُ البَحْرِ الغادِر.

وبَعْدَ أَنْ هَدَأَتْ ثَوْرَةُ العاصِفَةِ ونامَتْ الأَمْواجُ اتَّجَهَ الصَيَّادونَ جَنوباً نَحْوَ "الأَسْكَنْدَريَّةِ" قاطِعينَ رِحْلَةَ الإيابِ وهُمْ في كَرْبٍ عَظيم، وما إِنْ وَصَلوا لِمَرْسَى "المَـكْسِ" حَتَّى نَزَلوا عَنِ المَرْكَبِ وتَداعوا عَلَى رِمالِ الشَاطِئِ شاكِرينَ اللهَ عَلَى نَجاتِهِم وعَوْدَتِهِم سالمين، وفي حينَ تَوَجَّهَ بَعْضُهُم "بباسِلٍ" إلى إحْدَى المُسْتَشْفياتِ لإجْراءِ ما يَلْزَمُ لِمُتابَعَتِهِ صِحيَّاً تَوَجَّهَ البَعْضُ الآخَرُ لبَيْتِ "حَمْزَةٍ" ليُخْبِروا زَوْجَتَهُ بنَبَأ فُقْدَانِهِ في البَحْر، وكانَتْ الزَوْجَةُ آنَذاكَ تُجَهِّزُ الطِعامَ لوَلَدِها الوَحيدِ "شِبْلِ" ذى الخَمْسَةِ أَعْوامٍ حينَ فوجِئَتْ بزُملاءِ زَوْجِها يَطْرَقونَ بابَها ويُخْبِرونَها بِهَذا الخَبَرِ المَشْئُومِ فَسَقَطَتْ مِنْ فَوْرِها صَريعَةً لِهَذِهِ الفاجِعَةِ فَقَدْ كانَتْ مَريضَةً بالقَلْبِ الذي تَوَقَّفَ فَجْأَةً كَمَداً عَلَى فِراقِ زَوْجِها فَلَحِقَتْ بِهِ سَريعاً دونَ إبْطاءٍ تارِكَيْنِ "شِبْلَ" يُقاسي الوِحْدَةَ في هَذِهِ الدُنيا التي ضَنَّتْ عَلَيْهِ بأَهْلٍ أَوْ أَقارِبٍ لأَبيهِ أَوْ أُمِّهِ حَيْثُ كانَ مَقْطوعاً مِنْ شَجَرَةٍ غَيْرِ مُثْمِرَةٍ إلاّه.

ومَرَّ أُسْبوعٌ وقَدْ غادَرَ "باسِلٌ" المَشْفَى وعَرِفَ مِنْ أَصْدِقائِهِ وزُمَلائِهِ بِما حَدَثَ فَصَمَّمَ عَلَى أَنْ يُرَبِّيَ هَذا الطِفْلَ اليَتيمَ الذي أَواهُ أَحَدُ الجيرانِ في بَيْتِهِ مُؤَقَّتاً.

ومَضَتْ الأَيَّامُ تَتْرَى كالأَمْواجِ الهادِرَةِ فَقَدْ تَزَوَّجَ "باسِــــلٌ" ولَكِنَّ قَلْبَ زَوْجَتِهِ كانَ قاسياً عَلَى "شِبْلٍ" فَهوَ لَيْسَ مِنْ لَحْمِها ودَمِّها واسْتاءَ "باسِلٌ" مِنْ ذَلِكَ وحاوَلَ أَنْ يُعَوِّضَ الطِفَلَ ما افْتَقَدَهُ مِنْ حَنان أَبَوَيْه، ثُمَّ أَنْجَبَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ "أُسامَةَ" قَبْلَ أَنْ تتوَفَّى جَرَّاءَ الوِلادَة، ورَفَضَ "باسِلٌ" أَنْ يَتَزَوَّجَ مَرَّةً أُخْرَى حَتَّى لا يُكَرِّرَ ما لاقَاهُ مِنْ قَسْوَةِ زَوْجَتِهِ المُتَوَفيَّةِ ويَأْتِي بِزَوْجَةِ أَبٍ لابْنِهِ بالبُنُوَّةِ "أُسامَة" وابْنِهِ بالتَبَنِّي "شِبْل"، وصَبَّ "باسِلٌ" كُلَّ ما عِنْدَهُ مِنْ حُبٍ وعَطْفٍ ورِعايَةٍ في وَلَدَيْه إلى أَنْ تَخَرَّجَ "شِبْلٌ" وعَمِلَ مُهَنْدِساً بإحْدَى شَرِكاتِ البِتْرول كَما تَخَرَّجَ "أُسامَةٌ" في كُليَّةِ الخِدْمَةِ الاجْتِماعيَّةِ وفَضَّلَ السَفَرَ للخارِجِ بَعْدَ أَنْ ظَلَّ عاماً بِلا عَمَل، ومَكَثَ "شِبْلٌ" يَرْعَى أَباهُ الافْتِراضي في مَرْحَلَةِ مَرَضِهِ وشَيْخوخَتِهِ في حينَ اكْتَفَى "أُسامَةُ" بالاطْمِئْنانِ عَلَى أَبيهِ الشَرْعيِ بالرَسائِلِ والمُكالَماتِ الهاتِفيَّة، إلى أَنْ جاءَ اليَوْمُ الذي صَارَحَ فيهِ الأَطِبَّاءُ "باسلَ" بأَنَّهُ قَدْ وَصَلَ لِمَرْحَلَةٍ أَخيرَةٍ مِنْ مَرَضِ الفَشَلِ الكُلَويِ المُزْمِنِ ولَنْ يُجْدي مَعَهُ شَئٌ غَيْرُ عَمَليَّةِ زَرْعِ كُلْيَةٍ عَلَى وَجْهِ السُرْعَةِ ويُسْتَحْسَنُ أَنْ تَكونَ لابْنِهِ أَوْ لأَحَدِ أَقارِبِهِ مِنَ الدَرَجَةِ الأولَى حَتَّى تَتَطابَقَ فَصيلَةُ الدَمِّ وتَتَوافَقَ أَنْسِجَةُ الكُلَى فَلا يَلْفِظُ جَسَدُهُ الكُلْيَةَ الجَديدَةَ بَعْدَ الزَرْع، واتَّصَلَ "باسِلٌ" بِوَلَدِهِ في الخارِجِ وأَسَّرَ لَهُ بِما قالَهُ الأَطِبَّاءُ فَما كانَ مِنْهُ إلّا أَنْ عَرَضَ عَلَى أَبيهِ إرْسالَ مَبْلَغٍ مِنَ المالِ لإيجادِ مُتَبَرِّعٍ مُناسِبٍ والمُساهَمَةِ في تَكاليفِ الجِراحَةِ، فأُسْقِطَ في يَدِ الأَبِ فَقَدَ كانَ يَتَوَقَّعُ أَنْ يَعودَ ابْنُهُ ليَتَبَرَّع لَهُ بإحْدَى كُلْيَتَيْهِ ويَقِفُ بِجانِبِهِ في رِحْلَةِ مَرَضِهِ في آخِر أَيَّامِ حَياتِهِ التي قَضاها في تَرْبيَتِهِ والسَهَرِ عَلَيْه، وقَبْلَ أَنْ يَتَسَرَّبَ اليَأْسُ إلى قَلْبِ "باسِلِ" كانَ طَبيبُهُ قَدْ بَشَّرَهُ بأَنَّهُ قَدْ وَجَدَ لَهُ مُتَبَرِّعاً بِلا مُقابِلٍ يُطابِقُ فَصيلَةَ دَمِهِ ويُوافِقُ أَنْسِجَةَ كُلْيَتِه وفضَّلَ المتَبرِّع أنْ يظلَّ مجهولاً ولا يُفصِحَ عَنْ شَخصيتِه، فَسُرَّ "باسِلٌ" كَثيراً إلّا أَنَّ فّرْحَتَهُ لَمْ تَكْتـَمِلْ حينَ صارَحَهُ "شِبْلٌ" لَيْلَةَ العَمَليَّةِ الجَراحيَّةِ بأَنَّ الشَرِكَةَ التي يَعْمَلُ بِها سَوْفَ تُرْسِلُهُ في مَأْموريَةِ عَمَلٍ تَسْتَغْرِقُ أُسْبوعاً أَوْ اثْنيْن تَبْدَأُ مِنَ اليَوْمِ التالي مِما يَعْني أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُ وَحيداً أَثْناءَ الجِراحَةِ وبَعْدَها فاسْتَعْوَضَ "باسِلٌ" رَبَّهُ في وَلَدَيْهِ واحْتَسَبَ عِنْدَهُ ما انْفَقَهُ عَلَيْهِما مِنْ جُهْدٍ ووَقْتٍ ومالٍ فهوَ نِعْمَ الحَسيب.

وعَقِبُ الجِراحَةِ دَخَلَ "باسِلٌ" وَحيداً غُرْفَةَ العِنايَةِ المُرَكَّزَةِ وقَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْها بيَوْمٍ واحِدٍ كانَ قَدْ وَصَلَ "شِبْلٌ" مِنْ سَفَرِهِ وقَدْ بَدَتْ عَلَيْه مَظاهِرُ الإرْهاقِ والتَعَبِ فَقَبَّلَ يَدَ أَبيهِ الذي رَبَّاه وهوَ يَبْكي ويَعْتَذِرُ عَنْ عَدَمِ زيارَتِهِ لَهُ أَوْ السُؤالِ عَنْهُ طوالَ هَذِهِ المُدَّة، وسامحَهُ "باسِلٌ" فَهوَ لَمْ يَنْسَ بَعْدُ فَضْلَ أَبيهِ عَلَيْهِ وإنْقاذِهِ لحَياتِه.

وبَعْدَ شَهْرٍ جاءَ يَوْمُ زِفافِ "شِبْلٍ" فَساعَدَهُ "باسِلٌ" - الذي شُفِيَ تَماماً مِنْ مَرَضِهِ بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِفَضْلِ مَنْ تَبَرَّعَ لَهُ - كَما يُساعِدُ أَيُّ أَبٍ ابْنَهُ ماليَّاً رَغْمَ مَرارَةِ ما تَرَسَّبَ في نَفْسِهِ عِنْدَما تَرَكَهُ وَحيداً أَثْناءَ العَمَليَّة، وقَبْلَ أَنْ يَرْتَديَ بَذْلَةَ الفَرَحِ دَخَلَ "شِبْلٌ" الحَمَّامَ ليَسْتَحِمَّ ويَتَجَهَّز، وبَعْدَ دَقائِقٍ كانَ "باسِلٌ" يَجْلِسُ في الصالَةِ يَنْتَظِرُ "شِبْلَ" ليَذْهَبا سَويَّاً إلى قاعَةِ الفَرَحِ حينَ سَمِعَ صَوْتَ ارْتِطامٍ شَديدٍ في الحَمَّامِ فَهُرِعَ هُناكَ وفَتَحَ البابَ عُنْوةً حَيْثُ أَلْفَى "شِبْلَ" مُمَدَّداً عَلَى ظَهْرِهِ وهوَ عاريٌ تَماماً، وبَعْدَ أَنْ لَطِمَهُ "باسِلٌ" عَلَى وَجْهِهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ بَدَأَ "شِبْلٌ" يُفيقُ فَتَنَفَّسَ أَبوهُ الصُعَداءَ وقال :

- أَلْف سَلامَة عَليك يا حَبيبي.. إيه؟.. حَصَل لَك إيه؟

- أَبَداً.. دُخْت شوَيَّة.. الظاهِر مِنْ كُتْر المَجْهود اللي عَمَلْتُه فِ تَشْطيب الشَقَّة وفَرْشَها.. ناوِلْني بَسْ البُرْنُس بسُرْعَة.

- إيه يا لَه؟.. إنْتَ حَ تِنْكِسِف مِنِّي.. إنْتَ ناسي إنْ انا اللي كُنْت باحَمَّيك زَمان.. ماشي.. خُدْ البُرْنُس أَهُه.. بَسْ انْتَ عُمْرَك ما حَ تِكْبَر عَلَيَّ.. ياللا قوم.. هُوبَّا.. إيه الدَم اللي عَ الأَرْض دَه؟.. إنْتَ اتْعَوَّرْت فِ ضَهْرَك؟.. وَرِّيني كِدَه.. لازِم أَطَمِّن عَليك.

- لأ لأ.. ما فيش حَاجَة.. دول نُقْطِتين بَسْ.. تَلاقِيني اتْخَرْبِشْت.

- طَبْ وَرِّيني.. هوَّ انا حَ اشوف الأَمَلَة!

- مِشْ حَ ينْفَع يا حاج.. أَنا لَبَسْت البُرْنُس خَلاص.. أَنا كوَيِّس واللهِ.. بَسْ حَ ادْخُل أُوضْتي أَغَيَّر أَحْسَن إتْأَخَّرْنا.. عَنْ إذْنَك.

ودَخَلَ "شِبْلٌ" حُجْرَتَهُ مُسْرَعاً وأَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ بابَها إلّا أَنَّ "باسلَ" لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ قَلَقِهِ فَقَرَّرَ أَنْ يَتَلَصَّصَ عَلَى ابْنِهِ بالتَبَنِّي مِنْ وَراءِ ثُقْبِ البابِ ليَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ فَشاهَدَ ما جَعَلَهُ يَذْرُفُ الدَمْعَ مِدْرارا؛ فَقَدْ عَرِفَ أَخيراً شخصيّةَ ذَلكَ المجهولَ الذي تَبرَّع له بالكُلْيةِ وأنقذَ حياتَه بَعدَ أَنْ راقَبَ "شِبْلَ" وهوَ يَقِفُ عارياً أَمامَ المِرآةِ يَتَأَوَّهُ في صَمْتٍ وفي يَدِهِ قِطْعَةٌ مِنَ القُطْنِ يَضْغَطُ بِها عَلَى جَنْبِهِ ليوقِفَ الدَمَ الذي يَسيلُ مِنْ طَرْفِ نُدْبَةٍ طَويلَةٍ غائِرَةٍ فَوْقَ كُلْيَتِهِ اليُسْرَى.

google-playkhamsatmostaqltradent