خبر
أخبار ملهلبة

لماذا لا نُسقِط الجنسية عن هؤلاء المصريين فوراً؟



لماذا لا نُسقِط الجنسية المصريّة عن هؤلاء فوراً؟



يطالب الكثيرون بسحب الجنسية المصرية ممن يعارض سياسة بلاده أو يسيء إلى حاكميها .. ولكني أرى أن السياسة متغيّرة والحكّام إلى زوال .. فالأوْلى أن يتم سحب الجنسية المصرية من أولئك الذين يستهينون بها ولا يقدّرونها حق تقديرها بل ويسعون إلى التجنّس بجنسيات دول أخرى إيذاناً بالقفز من سفينة الوطن الأم المتهالكة عند أول عاصفة واللوذ بحماية سفينةٍ أخرى أقوى وأمتن تاركين بلد منشأهم في مهب الريح دون أن يعنيهم المساعدة في إنجاء الوطن الأصل من محنته والوصول به إلى بر الأمان .. هؤلاء العملاء المزدوجون فاقدو الانتماء المرتزقة الآكلون على كل الموائد ينعمون بالحماية في "مصر" ويقتسمون مع أهلها الغلابة الرزق والدعم والخير المحدود بل يجورون على حق أهل البلد الأصلييين الذين يتمنون التضحية في سبيل بلدهم أثناء الحروب والمعامع.

هل يستوي مَن يهب للدفاع عن "مصر" في أي معتركٍ أو يساهم في البناء بمَن يفر منها ليأوى إلى بلدٍ آخر حتى إذا ما انتهى المعترك إلى نصر أو تم البناء عاد لها مرة أخري ليمتص من دمها ما يملأ بطنه الواسعة التي لا تشبع .. وإن لم يقدّر الله النصر أو انهار البناء ظل آمناً في وطنه البديل غير عابئ أو مكترثٍ بمصير "مصر".

لقد زاد الكرب وطفح الكيل مـمَّن تراهم يدّعون الوطنية ويتغنّون نهاراً بحب "مصر" وعشق ترابها الزعفران وشمسها الدافئة ويبكون من فرط لوعة هيامهم وصبابتهم للدرجة التي يقشعر بدنك منها ثم يبيتون ليلهم في أحضان غيرها الساخنة ليقوا أنفسهم من برودة المسؤولية وصقيع الالتزامات .. فهم كالخفافيش يلتصقون بالجنسية المصرية لارتشاف ما تبقى لديها من دماء حتى إذا ماتت وجفّت شرايينها - لا قدر الله - غادروها وانتقلوا إلى غيرها يبحثون عن مصدرٍ آخر يرتوون منه ويقتاتون على لحم أكتاف دولة أجنبية أخرى.

في آخر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعداد والإحصاء ذكر أن 350 ألف مصري حصلوا على الجنسية المزدوجة (منهم 200 ألف حصلوا على الجنسية الأمريكية فقط) آخر عشر سنوات وأن هناك 4 ملايين آخرين على قائمة الانتظار .. وآخر صيْحة ابتكرها هؤلاء هي إرسال زوجاتهم الحوامل قبيل موعد الولادة حتى يحصل مواليدهم على الجنسية المرغوبة ليضمنوا مستقبل أولادهم ويتمتعوا بالحماية والرخاء بمنأى عن متاعب "مصر" وقرفها .. أمثلة هؤلاء كثيرة جداً وربما تعرفهم فالطيور على ألافها تقع .. ولم تسع ذاكرتي المتواضعة غير هؤلاء : تامر حسني - مي سليم - آيتن عامر - غادة عبد الرازق - عمرو حمزاوي - بسمة - لوسي - أحمد حلمي - منى زكي - زينة - خالد سليم - محمد عبد المنصف - لقاء الخميسي - بشرى - شيرين - روبي - سامح عبد العزيز .. هذا بخلاف النخبة السياسية المنتمية للحزب الوطني السابق أو الإخوان المسلمين أو أقطاب الحكم الحالي بالإضافة إلى أغلب رجال الأعمال والمشاهير.

ما ذنب المواطن المصري الغلبان حتي يزاحمه هؤلاء الأغنياء في رزقه الشحيح وما ذنب الوطن ليقدم لهؤلاء الأبناء العققة ما يتمتعون به من دعمٍ في التعليم والعلاج والمواصلات والطرق والوقود والكهرباء والمياه والغاز وغيرها.

فلنصدر قانوناً بعدم السماح بازدواجية الجنسية (كألمانيا والنمسا والكويت والسعودية) ولنخيّر هؤلاء بين البقاء على جنسيّتهم المصرية مع تنازلهم عن أي جنسيات أخرى وبين التنازل عن الجنسية المصرية للإبقاء على الجنسية الأمريكية أو البريطانية أو غيرهما .. وإنني على يقين أنهم سيتنازلون بمنتهى السهولة واليسر ودون أدنى تفكير عن الجنسية المصرية والتي لولا الملامة لبادلوها بأي مروحة أو موبايل صيني رخيص الثمن.

فلنسحب جنسية "مصر" من هؤلاء ونعاملهم كالأجانب فنوفر الملايين بل الملايير من القوت الضروري لباقي الشعب الكادح بدلاً من التفكير في بيع الجنسية المصرية لمن يدفع ثمنها وتعريض البلاد لمخاطر التجنيس العديدة.

فلنُسقِط الجنسية المصرية عن هؤلاء فلا خير فيهم ولا صلاح .. ألا هل بلّغت اللهمَّ فاشهد.

google-playkhamsatmostaqltradent