خبر
أخبار ملهلبة

من هد وجد (2) | خارج المألوف


لوحة فنية تشكيلية لرجل يضع يديه على فمه ليكتم صرخة ألم أو فزع

مَن هَدَّ وَجد (2)

 

 

و في اليوم التالي جلس أفراد عائلتا "شديد" و"أشرف" في الحديقة يرتشفون بعضاً من الشاي ويتسامرون بعد أن تناولوا غداءً فاخراً ودار بينهم الحديث :

- سفرة دايمة يا "شديد".. واللهِ انا بقى لي سنين ما اكلتش الجمبرى الجامبو ده والاستاكوزة الحلوة دي.. ولّا إيه يا "أشجان"؟

- صحيح يا "أشرف".. مع إننا متجوّزين وقاعدين ف "إسكندريّة".. بس ما فيش فيها الحاجات دي.. دي يمكن "ريم" بنتنا ما داقتش الحاجات دي طول عمرها.

- يا ماما الحاجات دي موجودة في "إسكندريّة" بس للي يدفع.. إنتي بس اللي كنتي بتوّفري وتشتري يا بلطي يا بوري وكان الله بالسر عليم.

- شوفوا البت.. الله يفضحك يا شيخة.. ليه مش كنت باجيب لكم قاروص ومرجان وبربون ووقار وسافوليا.

- إيه الوقار والسافوليا دول يا "أشرف"؟

- يعني الكوشر وموسى يا "شديد".. أصل الإسكندرانيّة لهم أسامي كده مختلفة عننا.. زي السوايسة برضه عندهم الشُعور والسِهليّة والحِريد والشُخْرُم.. مش تعرفي الأنواع دي برضه ياست "مَلَك"؟

- لا والله يا باشمهندس.. أنا أصلاً م القاهرة.. وما بقيتش آكل السمك ده إلّا لمّا اتجوّزت "شديد".. إنما نوعه إيه.. ما ليش فيه.. أنا باكل وخلاص.

- إنت ساكت ليه يا "شبل".. ما اتكلّمتش يعني من ساعة ما قعدنا.

- أصله يا سيدي مش قاعد على بعضه.. تلاقيه عايز يجري يلحق ميعاده مع أجانس العربيّات.. إكمّنه ح يستلم عربيته الجديدة النهار ده.

- طب وعربيته اللي جابنا بيها؟.. دي موديلّها جديد.

- جديد إيه يا عمّو.. دي من سنتين.

- وماله.. برضه جديدة.. إنت الظاهر مدلّعه قوي يا "شديد".

- ما هو أصله ع الحجر لوحده.. كان نفسي نخاويه.. على الأقل كان دخل الجيش واسترجل بدل ما هوّ مُعيد كده.

- يا بابا.. وبعدين؟

- ما شاء الله.. ومُعيد في أنهي كليّة؟

- بابا بيتريّق عليَّ يا عمّو.. إكمّني سقطت كام سنة كده ف معهد اللاسلكي وباعيد سنة تانية.. عموماً شكراً يا سي بابا.. أنا خارج.. بعد إذنكم.

- كده برضه تكسف الولد يا "شديد".

- يا شيخة خلّيه يحس على دَمّه شويّة.. ما هو انتي اللي بوّظتيه.. كان نفسي يبقى مهندس ويمسك الشركة بعد ما اموت.

- ما هو مسيره ح يمسك الشركة بعد عمرٍ طويل يا اخويا.. وبعدين ح ياخد إيه م الشهادات.. ما المهندسين بقوا شحّاتين ومش لاقيين اللضى.. يوه.. يقطعني يا باشمهندس "أشرف".. مش واخدة بالي خالص.

- يا ستّي ولا يهمّك.. ما انتي بتقولي الحقيقة.. ياللا بينا بقى يا "أشجان".

- لا مؤاخذة يا "أشرف".. أصل المدام بتاعتي لسانها متبرّي منها.. بس ما تقصدش.. اقعد بقى ما تحبّكهاش.

- معلهش علشان بنتي المهندسة "ريم" ح تقدّم مشروع التخرّج بكره ولازم اراجعه معاها الليلة دي.

- طيّب يا سيدي استنّى لمّا اوصّلك.

- لأ لأ.. مافيش داعي.. إحنا ح نتمشّى شويّة لغاية أوّل الشارع علشان نهضم الأكلة المتينة دي وبعدين ح ناخد تاكسي.

- ماشي ح اسيبك براحتك.. بس نتقابل بكره في الشركة.. مع السلامة.. نوّرتونا.

و انصرف "أشرف" وزوجته وابنته وما إن ابتعدوا عن منزل "شديد" قليلاً إلا وقد بدأوا يتجاذبون أطراف الحديث أثناء سيرهم :

- شوفتي الست قليلة الذوق يا "ماما".. قال احنا شحّاتين قال.

- عيب ما تغلطيش ف حَد كبير.. وبعدين يمكن ما تقصدش.. شكلها كده على نيّاتها وما تعرفش تنقّي كلامها.. دي حتَّى أخدت عليَّ على طول وقعدت تتكلّم معايَّ ساعة قبل الغدا.. وطلبت مني اجيلها بكره علشان اساعدها هيَّ والشغّالين اللي عندها ف العزومة اللي عاملينها للناس الأمريكان بتوع فرع الشركة بتاعة جوزها ف "العراق".

- وطبعاً رفضتي مش كده؟

- أرفض ازاي بس.. الست عازمانا النهار ده على غَدا بالشيء الفلاني.. إزاي اكسفها ف أوّل طلب تطلبه مني.. وكمان انا من مصلحتي أصاحبها علشان خاطر مصلحة ابوكي ف الشُغل.

- يعني هيَّ عندها حق لمّا قالت علينا شحّاتين.. لأ وخدّامين كمان يا "أشجان".

- ما تاخدهاش بالمعنى ده يا "أشرف".. قدّر إني رحت لاختي اساعدها ف البيت.. مش عيب إنى اتنازل شويّة.

- تتنازلي شويّة؟.. واللهِ انا ندمان إني صفّيت شركتي ف "إسكندريّة" وجيت هنا.. أنا حاسس إن "شديد" مش محتاج لي في الشغل.. لأ وحاسس كمان إنه بيتمنظر عليَّ وعايز يكسر عيني وكمان غيران مني.. إكمّني كمّلت تعليمي وهوَّ لأ.

- يا راجل!.. بقى مين اللي يغير م التاني؟.. ما انتش شايف الأَمَلة اللي هُمَّ فيها؟.. دول ساكنين ف قصر فَخْم بجنينة يرمح فيها الخيّال بحمّام سباحة قد كده وخَدَم وحَشَم.. اللَّهُمَّ لا حَسَد.

- أومّال ليه بيطلب مني حاجات غريبة كده ف الشغل؟.. الراجل ده شكله مش ماشي صح وجايبني امسك تنفيذ المشروع باسمي علشان يلبّسني ف الحيط ويبقى هوَّ ف التمام.

- وهوَّ انت يعني ح تطاوعه ع الغلط؟.. ما انا عارفاك.. مش بتقبل تقدّم أي تنازلات في شُغلك.

- ما انتي اتنازلتي عن كرامتِك وح تروحي تخدمي عند مراته قصاد عزومة غدا.. أومّال انا بقى ح اعمل إيه؟.. إنتي ناسية إنه واخد عليَّ إيصالات أمانة قصاد الميتين ألف جنيه اللي اخدتهم منه علشان اسدد ديون الشركة بتاعتي.. ده غير إننا قاعدين ف شقّته.. يعني لو عملت فيها شريف ح يسجنّي ويرفدني من شركته ويطردنا من الشقّة.

- حرام عليك.. الراجل شكله طيّب ومش بتاع كده.. ما يبقاش ظنّك وِحِش كده.

- ربّنا يستر وما اضطرّش اقدّم تنازلات على حساب مبادئي وكرامتي.

- باقول لك إيه يا سي بابا.. وانتي كمان يا ماما.. اتنازلوا انتم براحتكم ف اللي يخصّكم.. إنما بقى حسّكوا عينكوا تطلبوا مني أي تنازلات.. أوعوا تيجوا تقولوا لي اتنازل انا كمان واتجوّز م الواد الفاشِل ابو قُصَّة ده اللي اسمه "شبل".. حاكم انا شايفاه طول ما احنا قاعدين عمّال يبص لي من تحت لتحت وح ياكلني بعنيه.. أنا خايفة يكون حاطط ف دماغه إنه يتقدّم لي.

- بقى احنا برضه ح نرضى لك بواحد زي ده.. ده شكله ابن أمه وما عندوش إحساس بالمسئوليّة.. ده غير إنه شكله بايظ وأخلاقه زفت.

- طب ياللا بينا بقى انا شايف فيه تاكسي فاضي أهُه.

و في صباح السبت اجتمع "شديد" و"أشرف" و"مطاوع" في حجرة الاجتماعات بالشركة وبدأ "شديد" بالكلام قائلاً :

- بصّوا بقى يا جماعة.. إحنا مجتمعين النهار ده علشان نتكلّم ف كل حاجة بصراحة علشان كل واحد يبقى عارف مطلوب منه إيه.. وما حدّش يرجع يقول انا ما كنتش اعرف أو يرجع ف اللي ح نتفق عليه ده الوقت.

و نظر المهندس "مطاوع" "لشديد" نظرة استغرابٍ وإنكار، وقبل أن ينبس ببنت شفة بادره "شديد" بقوْله :

- أنا عارف يا "مطاوع" إنك مستعجب من وجودك ف الاجتماع ده.. وعارف إن زمانك بتقول ف سرّك إنك مش محتاج لكلام أو اتفاق لإنك معايَّ بقى لك سنين وده مش أوّل مشروع نعمله سوا.. بس أنا جايبك علشان تفهّم "أشرف" دوره ودورك ف الشغل وتطمّنه بالمرّة.

و اردف "شديد" قائلاً دون أن يعطي فرصة لأحدهما أن يُعَقِّب :

- م الآخر كده يا "أشرف" ومن غير لَف ولا دوران.. المشروع ده ح ننفّذه ف حدود سِت اُشْهُر بس.. وفي السِت اُشْهُر دول ح نبني عمارات هيكليّة يعني ح نستخدم مونة مضروبة وحديد تسليح أي كلام.. وح تبقى العمارات متشطّبة من برّه بس.. وكمان مش ح نمد لها مرافق خالص.. و.....

فقاطعه "أشرف" بحدّة :

- وإن شاء الله بقى المحافظة ح تستلم المشروع ازاي وهوَّ بالمنظر ده؟

و رد "مطاوع" وهو يبتسم ابتسامةً ذات مغزى :

- أنا كمهندس استشاري للمشروع ح اكتب ف تقريري إن البُنا تم حسب الأصول الهندسيّة وطبقاً للمواصفات القياسيّة.. وح اقدّم التقرير للمحافظة.

ثم استكمل "شديد" كلام "مطاوع" وقال :

- وكمان لجنة المحافظة ولجنة الوزارة اللي ح يستلموا المشروع مننا ح يكتبوا ف محضر الاستلام إن كل حاجة زي الفل.. ما هو انا مظبّطهم روخرين.

و عبثاً حاول "أشرف" أن يخاطب ضميرهما الميّت بسؤاله :

- وح تروحوا فين من ربّنا؟.. دي أرواح الناس اللي ح تسكن ف العمارات دي ح تبقى متعلّقة في رقبتكم.. ح تروحوا فين من عذاب الضمير؟

فرد عليه "شديد" في ورع مصطنع :

- حَد الله بينّا وبين الدم.. ما فيش حد ح تحصل له أي حاجة.. علشان احنا أصلاً ح نهد العمارات دي قبل ما حد يحط رِجْله فيها.

واندهش "أشرف" وأحس بالغباء الشديد وهو يتمتم فاغراً فاه :

- مش فاهم.

فأجابه "مطاوع" وهو يتباهى بما تفتّقت عنه قريحته من أفكارٍ وضيعة :

- إسمع بقى يا سيدي فكرتي النميسة.. بقى انت عارف إن فيه كودين رئيسيين لحساب أحمال الزلازل.. كود أوروبي بيشترط إن المباني تستحمل زلازل لغاية خمسة ونص ريختر وده علشان أوروبا ما بتحصلش فيها زلازل تقريباً ولو حصلت ما بتعدّيش أربعة ونص ريختر.. والكود التاني أمريكي وبيشترط إن المباني تستحمل لحد سبعة ونص ريختر علشان الزلازل هناك ساعات بتوصل لستة ونص ريختر.. وأكيد انت عارف إن الكود المصري متّاخد من الكود الأوروبي.. إحنا بقى ح نستغّل إن "السويس" اللي فيها المشروع بتقع في نطاق حزام الزلازل اللي بيشمل سينا وخليج العقبة ومدن القنال.. وبعد ما المحافظة تستلم المشروع بكام يوم وقبل ما حد يسكن ف العمارات ح نقدّم تقرير من الشركة نِخْلي فيه مسؤوليّتنا عن أي أضرار ح تحصل للي ح يسكنوا ف العمارات لإن فيه شروخات بدأت تظهر ف المباني نتيجة إن فيه زلزال حصل ف المنطقة قوّته ستّة ريختر.. زي الزلزال اللي حصل في "الفيّوم" السنة اللي قبل اللي فاتت.. وبناءً عليه فالمباني اللي هي مبنيّة بطريقة سليمة وقانونيّة طبقاً للكود المصري ما استحملتش.. يعني ما فيش أي مسئوليّة على الشركة ولا عليك بتاتاً البتّة.. وطبعاً المحافظة ح تأمر بإزالة المباني وعمل مناقصة جديدة.. وطبعاً الحاج "شديد" هوَّ اللي ح يتولّى الهَد.. حاكم هوّ بيعِّز الهَد قوي وبيقول إن فيه سبع فوايد.. ومش بعيد كمان ترسى عليه المناقصة الجديدة ف البُنا.. إيه رأيك بقى؟

و عقّب "شديد" قائلاً :

- وبرضه انا ليَّ ناس ف المركز القوْمي للزلازل وف مرصد حلوان ح يخدمونا ويجيبوا لنا ورق مختوم يثبت إن الزلزال حصل فعلاً ف منطقة المشروع ف اليوم الفلاني بقوّة ستّة ريختر.. ولو عايزينه بقوّة ستّين ريختر ما فيش مانع.. أهو كلّه بحسابه.. ها.. تمام؟

و مادت الأرض "بأشرف" ولم يحر جواباً فعاجله "شديد" بقوله :

- عموماً خُد لك يومين فكّر فيهم.. وف اليوم التالت تيجي لي مكتبي.. لو وافقت لك عندي خمسين ألف جنيه.. ده غير إيصالات الأمانة اللي ح تتقطّع.. ولو رفضت ما لكش عندي شغل ولا شقّة.. ده غير إنك تيجي لي ومعاك الميتين ألف جنيه اللي عليك.. وإلّا ح اقدّم الإيصالات للنيابة.. معلهش يا "أشرف" الشُغل شُغل.. واللي ينكسف من بنت عمّه ما يجيبش منها عيال.

و خرج "شديد" من حجرة الإجتماعات مصطحباً معه "مطاوع" تاركين "أشرف " في وجومٍ وذهول.

و مكث "أشرف" في منزله هذيْن اليوميْن لا تسلك قدميْه طريقاً خارج حجرته ولا يعرف النوْم سبيلاً لعيْنيْه ولا يدري الطعام مَوْضِع فمه ولا يلهج لسانه بمخاطبة أحد، وكان يفكّر طوال الوقت فيما يجب عليه فعله : هل يتمسّك بمبادئه وأخلاقه فيكسب ربّه ونفسه مقابل أن يخسر عمله وسُمعته وهناء أسرته؟.. أم يفرّط في شرفه واستقامته فيكسب حفنة من الأموال تفيده في دنياه مقابل أن يخسر نفسه وآخرته؟

و تمنّى "أشرف" أن يدركه الموت قبل انقضاء اليوميْن حين أحس أن صوْت شيطانه قد علا فوق همْس ضميره؛ فما انفك يستمع إلى وساوسه التي كانت تهجس في صدره قائلةً بصوتٍ خفي :

{الفضيحة يا "أشرف".. الفضيحة ح تبقى النتيجة الأكيدة والوحيدة لو ما وافقتش ع اللي عاوزه منّك "شديد".. ح تقول إيه الناس عليك لو اتسجنت بسبب إيصالات الأمانة؟.. أكيد ح يقولوا إنك حرامي أو مختلس.. مش مهم إنك ح تقضّي آخر أيّامك ف السجن ولا مهم إن كل شيء ح يتهد فوق دماغك.. المهم فعلاً مراتك وبنتك.. مراتك ح تتبهدل ويا عالم ح يحصل لها إيه من غيرك.. لا ح تسيب لها فلوس تصرف منها ولا بيت يلمّها ولا حتَّى ذكرى حلوة تعيش عليها.. وبنتك اللي انت عايش على أمل إنك تشوفها مهندسة ناجحة وزوجة عظيمة لراجل عظيم وأم لأحفاد يملوا عليك الدنيا.. أكيد بنتك ح تكرهك وتدعي عليك.. مين اللي ح يشغّلها ولّا مين اللي ح يتجوّزها وهيَّ ابوها ف السجن وسُمعته زي القَطران.. وبعدين يا أخي ما فيش حد ح ينضر م اللي ح تعمله ده.. غاية ما هناك إن الحكومة ح تصرف قرشين زيادة.. وما له.. ما هي الحكومة فلوسها كتير وبتترمّى ع الفاضي والمليان.. بجِملة الفلوس اللي راحت ع البلد وسرقها كل من هب ودب م الموظّفين.. ثمَّ إنهم كده كده ح يعملوا اللي همَّ عايزينه.. بيك ولّا من غيرك.. استفيد بقى انت م الفرصة دي.. يعني هيَّ جات عليك انت؟.. وكمان ربّنا عارف إنّك مغصوب على كده.. ما انت طول عمرك ماشي صح ومراعيه ف كل حاجة.. مش معقول ربّنا ح يسيب كُل الصَح اللي فات ده ويمسك لك ع الغلطة الوحيدة دي.. آه.. وحيدة.. ما انت بعد ما تعمل اللي عايزينه منّك لازم تسيب الشغل وترجع "إسكندرية".. إن شا الله تشتغل ف الفاعل بس بشرفك.. بس الأوّل تكون سدّيت وصولات الأمانة واخدت لك قرشين تبتدي بيهم من أوّل وجديد.. ولو مش عاوز تبتدي بفلوس حرام بلاش.. خد الفلوس دي وحج بيهم علشان ربّنا يغفر لك.. أو حط الفلوس دي ف أي جامع أو جمعيّة خيريّة.. إتّكل على الله ووافق.. إن الله لا يكلّف نفساً إلّا وسعها يا أخي.. ورحمة ربّنا وسعت كل شيء.. يبقى مش ح يغفر لك انت؟.. إنت ح تكفر بقى ولّا إيه؟}.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent