خبر
أخبار ملهلبة

الفصل الثاني | نهاية العالم (3)


أحمد الطيب شيخ الأزهر يلقي كلمة كممثل عن الإسلام

الفصل الثاني | نهاية العالم (3)
الجمعة 2 / 10 / 2020
باقي تسعة أيّامٍ على النهاية



وعاد البابا مكانه في حين قام فضيلة شيخ الأزهر ليلقي كلمته نيابةً عن علماء المسلمين وليدلي بدلوه في هذا المؤتمر المنيف فقال:

- بسـم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلّم على عبده المجتبى المصطفى الأمين سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين.. وعلى جميع آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين.. وآلهم وأصحابهم وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.. أما بعد.. إخواننا وأحبابنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سلامٌ على من اتبع الهدى وآمن بالله الواحد الأحد.. قال تعالى: "وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ".. وقال أيضاً: " ومَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ والْأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ".. يؤكد بذلك العزيز الحكيم وجوب قيام الساعة ونهاية الكون دون أدنى شك.. وتلك الحقيقة التي نعرفها جيّداً تظل مبهمة الميعاد غامضة الميقات.. "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ولَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا ولَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ ولَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ومَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".. "يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا".. وهكذا نرى أن الله قد أخفى موعد يوْم القيامة لحكمةٍ يعلمها هو؛ غير أنّه أخبر عبده ورسوله بعلامات الساعة ودلائلها.. وفي ديننا الحنيف أمارات وأشراط صغرى وكبرى تسبق يوم البعث والنشور.. ولكي لا أطيل عليكم اسمحوا لي أن أوجزها كالآتي:

أولاً: الأشراط أو العلامات الصغرى:

1. العلامات التي حدثت بالفعل: مثل بعثة نبينا "محمد" ثمّ وفاته صلّى الله عليه وسلّم- انشقاق القمر إلى نصفين في عهد النبي بين جبل "أبي قبيس" "بمكّة" حين قال فيها تعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ الْقَمَرُ"- موْت الصحابة الكرام رضي الله عنهم- فتح بيت المقدس في العام السادس عشر للهجرة أيّام الخليفة عمر بن الخطّاب- موَتان كقعاص الغنم أي حدوث وباء يشبه ذلك الذي يصيب الغنم ويودي بحياة خلق كثيرين كما حدث في العام الثامن عشر للهجرة عندما ضرب وباء الطاعون بلاد الشام- كثرة ظهور الفتن بأنواعها- إخباره صلى الله عليه وسلم عن معركة "صفين" (بين "علي بن أبي طالب" و"معاوية بن أبي سفيان") عندما قال النبي: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلةٌ عظيمة ودعواهما واحدة"- ظهور الخوارج والفرق المخالفة لمنهج النبي- خروج أدعياء النبوة والدجّالين والكذّابين- شيوع الأمن والرخاء- ظهور نار من الحجاز كما حدث عام 654 هجريّة عندما اندلع بركان "حرى رهط" "بالمدينة المنوّرة"- قتال الترك أو التتار وهو ما حدث في أوّل عهد بني أميّة- ظهور رجال ظَلَمة يضربون الناس بالسياط- كثرة الهَرْج (القتل) والحروب – ضياع صفة الأمانة من القلوب – عدم رد الأمانات إلى أصحابها بل واعتبارها مغنماً- تخوين الامين وائتمان الخائن- كثرة الكذب- كتمان شهادة الحق بل وشهادة الزور- اتباع سنن الأمم الماضية والتقليد المذموم للغرب- ولادة الأَمَة ربّـتها التي ستصبح سيّدةً عليها وهو ما نراه الآن جليّاً في تأجير الأرحام- كثرة الروم وقلة العرب- قلّة الرجال وكثرة النساء- ظهور النساء الكاسيات العاريات- تطاول الحفاة العراة رعاة الشاة بالبنيان والتنافس فيما بينهم على بناء الأبراج العالية وناطحات السحاب- ارتفاع مباني مكّة- تسليم الخاصة أي لا ينتشر السلام بين العامة ولا يسلِّم الواحد إلا علي خاصته من معارفه- فشو التجارة وانتشارها واشتغال معظم الناس بها لسهولتها وكثرة ربحها- مشاركة المرأة زوْجها في التجارة واهتمام الزوْجين بالدنيا- سيطرة بعض التجار على السوق وكثرة الاحتكار- ظهور الجهل- كثرة الشُح والبخل- قطيعة الرحم- سوء الجوار بين الجيران- ظهور الفاحشة والمجاهرة بها دون خجل والتساهل باللباس العاري والألفاظ القبيحة- هلاك الوعول وظهور التحوت أي اندثار أشراف الناس وحكمائهم وعقلائهم وعلمائهم واعتلاء جهّال الناس وغوغاؤهم المناصب والقيادة مثلما يحدث الآن من تواري العلماء والحكماء وبروز لاعبي الكرة والفنّانين- اكتساب المال باللسان والتباهي بالكلام- عدم المبالاة بمصدر المال من حرامٍ أم من حلال- أن يتخذ الفيء دولاً والفيء هو ما يغنمه المجاهدون من مال وغيره دون قتال إما بهرب العدو أو استسلامه وهو يُقسَّم كما أمر الله عز وجل حتّى لا يستحوذ عليه الأغنياء دون الفقراء وفي آخر الزمان يخالف الناس قسمة الله ويتقاسم الفيء الأغنياء والرؤساء فيما بينهم- أن يأكل القوي الضعيف- أن لا تطيب نفوس الناس بإخراج زكاتهم بل أدائهم الزكاة مكرهين- تعلُّم العِلْم لغيْر وجه الله- طاعة الزوجة وعقوق الأم- إدناء الأصدقاء وإقصاء الآباء- توْلية الإمارة للسفهاء وسيادة الفسّاق على القبائل وأن يكون زعيم القوم أرذلهم وأسوأهم- إكرام الرجل اتقاءً لشرّه وليس ابتغاءً لله- استحلال الحِر (الزنا) ولو بصورة مقنّعة كزواج المتعة- استحلال لبس الحرير للرجال- استحلال الخمر- استحلال المعازف والغناء- تمنّي الناس الموت- مجيء زمان يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً لا يثبت على حال- زخرفة المساجد المبالغ فيها والتباهي بها- زخرفة البيوت ببذخ وتزيينها بترف- كثرة الصواعق والبرق- كثرة الزلالزل- كثرة الكتابة وانتشارها- انتشار الكتب أكثر من القرآن- كثرة القرّاء وقلّة الفقهاء والعلماء- التماس العلم عند الأصاغر- كثرة وقوع موت الفجأة- تقارب الزمان ومرور الوقت بسرعة دون بركة- تقارب الأسواق لتطوّر المواصلات والاتصالات- ظهور رواحل ومركوبات جديدة كالسيّارات- أن ينطق الرويبضة وهم توافه الناس وجهلاؤهم الذين يفتون ويتكلّمون في الأمور العامة وقضايا المجتمع- أن يصبح أسعد الناس بالدنيا وأكثرهم غنى وجاه هو لُكّع بن لُكّع أي الشخص الأحمق الجاهل سئّ الخلق- رفع الأصوات في المساجد- اتخاذ الناس المساجد طرقاً للمرور عبْرها دون أن يكونوا من أهل الصلاة- غلاء المهور ثمّ رخصها- غلاء الخيل ثمّ رخصها- تداعي الأمم وتكالبها على الأمّة الإسلامية بسبب الضعف والوهن الذي سيصيب المسلمين رغم كثرة عدددهم- دفع الناس بعضهم بعضاً إلى الإمامة فيهربون منها ويمتنعون عنها لجهلهم بالأحكام الشرعية وقلّة اتقانهم لقراءة القرآن- صدق رؤيا المؤمن في المنام- وقوع التناكر بين الناس فتخف العلاقات بين الناس حتى تصل إلى القطيعة وتدابر القلوب فلا يتعارف الناس إلا لمصالحهم الدنيوية- أخذ الأجرة على قراءة القرآن- أن يكثر في الناس السمنة والبدانة لانتشار الترف والترفّه وتنوّع المطاعم والمشارب وكثرة المشهيّات والحلويات وقلّة حركة الناس بأجسادهم بسبب الأجهزة التي تخدمهم- ظهور قوم يشهدون ولا يستشهدون أي يتساهلون بالشهادة على الآخرين بغير علم ولا طلب- ظهور قوم ينذرون ولا يفون أي يكثرون من النذر مع عدم الوفاء به- ترك الحكم بما أنزل الله.

2. العلامات التي لم تحدث بعد: مثل شيوع الأمن والرخاء- استفاضة المال وكثرته والزهد فيه بين الناس- إخراج الأرض لكنوزها من الذهب والفضة- انحسار نهر الفرات وانكشافه عن جبل من ذهب- عودة جزيرة العرب مروجاً وجنائن وأنهاراً بعدما صارت صحراء قاحلة- عمران بيت المقدس وازدحامه بالسكّان بينما تخرب المدينة وتخلو من السكّان والزائرين- نفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خَبَث الحديد- ألّا يقسَّم الميراث وألّا يفرح الناس بالغنائم بعد الجهاد- لَعْن آخر الأمة أوّلها أي إنكار الأجيال الحديثة لفضل الصحابة والسلف الصالح بل ولعنهم وسبّهم- تكلُّم السِباع والوحوش والجمادات وتكلُّم طرف السوْط وتكلُّم رباط النعل وإخبار فخذ الرجل بأخبار أهله وربما يكون هذا بعد تطوّر العلم أكثر فمن كان يتصوّر أن تخترَع الهواتف النقّالة والحواسب الذكيّة والإنسان الآلي الناطق- وقوع المسخ أي قلب الخِلْقَة من شيء إلى شيء آخر مثلما عاقب الله عز وجل فريقا من بني إسرائيل فمسخهم قردة وخنازير- وقوع الخسف أي انشقاق الأرض وابتلاعها لما فوْقها من بيوت- وقوع القذْف أي الرمي بالحجارة من السماء كما وقع لقوْم "شُعَيْب" لمّا عاقبهم الله بحجارة نزلت من السماء وعاقب "أبرهة" وقومه لمّا جاؤوا لهدم الكعبة فرماهم الله بحجارة من سجّيل- ظهور فتنٍ عظيمة تصيب العرب وتستنظفهم أي تشملهم هلاكاً وتبيدهم- ظهور فتنة الأحْلاس وهي فتنة كبيرة سوداء تجعل الناس يهيمون على وجوههم ويفرّون من الذعر والخوف ولكنها تلازم الناس وتلتصق بهم وتؤثّر فيهم كالتصاق الأحْلاس في ظهور الإبل والأحلاس جمع حِلْس وهو الكساء الذي يوضع فوق ظهر البعير ويكون ملازماً له ولونه أسود- ظهور فتنة السرّاء أي النعماء التي تصيب الناس بالصحّة والرخاء والعافية فيفتن بعض الناس بها ويتمادون في المعصية- ظهور فتنة الدهيْماء والدهيْماء تصغير دَهْماء وهي العامة وهي فتنة عامّة فظيعة طويلة لا تترك أحداً إلا أصابته بشرّها- قتال المسلمين لليهود وهذا القتال سيحدث آخر الزمان فينتصر المسلمون ويدل الشجر والحجر المسلمين على اليهود ليقتلوهم فينطق الشجر والحجر قائلاً: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالَ فاقتله وهكذا يتعاطف الشجر والحجر مع المسلمين تأييداً لهم ونصراً من الله- عز وجل- ضد أعدائه اليهود و.......

وهنا هبّ الحاخام الأكبر من مرْبَعه وهاج وماج وصاح وثار معترضاً على ما يقوله شيخ الأزهر، وحاول بابا الفاتيكان أن يمتص غضبه ويهدّئ من ثورته إلّا أن محاولاته ذهبت سدى فلم يستطع منع الحاخام الأكبر من انسحابه من المؤتمر مصطحباً معه كل الوفد اليهودي وبعض المسيحيّين المتعاطفين معه، وبعد هنيْهةٍ أشار شيخ الأزهر إلى الحضور ليتخذوا أماكنهم من جديد دون أن يأبه لما حدث واستكمل محاضرته في هدوء متجاهلاً موْقف الحاخام الأكبر وطفق يقول:

- دعوني أنهي ما بدأت وأتمّم علامات الساعة الصغرى التي لم تقع بعد: زوال الجبال من أماكنها إمّا بطريقة طبيعيّة كحدوث خسْف أرضي أو انهيارات صخريّة أو بطريقة صناعيّة كإزالة وتسوية الجبال للبناء فوقها- انتفاخ الأهلّة وهو أن يرى الناس الهلال من أول الشهر العربي كبيراً عن المعتاد فيرونه أوّل ليْلة كأنه ابن ليْلتيْن- نزول مطر من السماء لا تصمد أمامه بيوت الطين والحجر وإنما تصمد أمامه الخيام المبنية من وبر الإبل- نزول مطر عام من السماء ولا تنبت الأرض منه شيْئاً من النبات والثمار بسبب ذهاب بركة الأرض- مجيء زمان لا يبقى أحد إلا لحق بالشام حيث تكون معقل المسلمين وسُكناهم- الملحمة والحرب الكبرى بين المسلمين والروم والتي قد تكون معركة "هار مجدون" التي أُشير لها من قبل عقب غدر الروم ونقْضهم للهدْنة حيث ينتصر المسلمون ثم يتوجهون إلى القسطنطينيّة فيفتحونها فتْحاً عظيماً (غير فتْح محمد الفاتِح) وذلك قبل أو أثناء ظهور المهدي المنتظر- مجيء زمان يخيَّر الرجل فيه بين العجْز والفجور أي بين أن يفجر ويفسد وبين أن يوصف بالرجعيّة والعجْز عن مسايرة العصْر الفاسِد- لا تقوم الساعة حتّى يندرس ويزول الإسلام وتنمحي تعاليمه- رفع القرآن من المصاحف والصدور بسبب الفتن والمعاصي والجهل- مجيء زمان السجْدة فيه تعدِل الدنيا وما فيها- ترك الحج والعمرة لبيت الله الحرام وصد الناس عن الدين- عوْدة بعض قبائل العرب لعبادة الأصنام- عوْدة الناس إلى الأسلحة والمركوبات القديمة- جيشٌ يُسيَّر لغزو البيت الحرام فيخسف الله كل من كان بأوّله وآخره- هدم الكعبة على يديْ رجلٍ أسود من الحبشة يسمّى "ذو السويْقتيْن" لصغر ساقيْه ورقّتهما وسوف يهدمها حجراً حجراً ويجرّدها من كسوتها ويسلبها حليّها- فناء قبيلة "قريش"- خروج رجل من قبيلة "قحطان" يطيعه الناس وينقادون إليه- خروج رجل من الموالي (أي ليس عربيّاً) ذو بطش وقوّة ويصير ملكاً على العرب يسمّى "الجهجاه" لأن صوته يشبه صوت الجهجهة وهو صوت عالي النبرة كصياح الأبطال في المعارك أو كمن يصيح بالأسد لإبعاده- ظهور "المهدي المنتظر" وهو رجلٌ صالحٌ ذو عقْلٍ راجِح وسيرةٍ حميدة يشبه النبي في اسمه (محمد بن عبد الله من نسل فاطمة) وسماته وتجتمع عليه الكلمة في ليلة واحدة فيختارونه الناس خليفةً عليْهم فتكون أيّام خلافته التي لن تزيد عن عشْرة أعوامٍ مليئةً بالبركة والخيْر والنماء والرخاء والنصْر على الأعداء- بعْث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين فبعد تتابع أشراط الساعة وظهور العلامات الكبرى كالدجّال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وغيرها يقترب قيام الساعة فيبعث الله عز وجل ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين صيانةً لهم عن الفزع والخوف الذي يكون عند قيام الساعة فالساعة لا تقوم الا على شرار الناس.

ثانياً: الأشراط أو العلامات الكبرى: وهي عشْراً: الدخان الذي سيظهر في السماء بصورة واضحة ويراه كل الناس كما قال تعالى في سورة "الدخان": "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِين"- ظهور "المسيح الدجّال" وهو شاب جسيم عقيم ممسوحةٌ إحدى عيْنيْه مكتوب على جبهته كلمة "كافر" يقرأها أي مؤمن ويظهر في "أصفهان" ببلاد "خراسان" ويخدع الناس بكذبه ودجله فيدّعي النبوّة ثمّ الألوهيّة فيتبعه الآلاف من الجهلة والرعاع من اليهود التتار ثمّ يسرع في الانتقال والارتحال بين البلاد كلّها فيستولي عليها (عدا مكّة والمدينة اللتان تحرسهما الملائكة) مبدياً للناس بعض المعجزات مثل أن يأمر السماء فتمطر بعد جفاف والأرض فتنبت بعد قحل فتعود على الناس إبلهم وأبقارهم وأغنامهم ضخمة الأجسام كثيرة اللبن فيُفتنَون به كما يُخْرِج كنوز الأرض ويعمرها فيزداد أتباعه به ضلالاً كما يخرج ومعه ماءٌ ونارٌ وجبال الخبْز والخيْر كما يُحيي الميّت الذي يقتله فيُحدِث فتنة عظيمة تستمر أربعين أسبوعاً أو شهراً أو سنةً حتّى يبلغ السيْل الذُبى فيبعث الله عيسى إلى الأرض عند "المنارة البيضاء" شرقيّ "دمشق" فينطلق إلى "القدس" ويدخلها فيتعرّف عليْه المسلمون بقيادة "المهدي المنتظر" فيتسلّم قيادة المسلمين ويهاجم الدجّال الذي يفرّ إلى مدينة "اللّد" "بفلسطين" لكن عيسى عليْه السلام يتبعه ويطعنه برمحه فيذوب بين يديْه كما يذوب الملح في الماء ويرفع الله الهمّ والغمّ عن المسلمين- ظهور دابّة في الأرض تكلّم الناس وتخاطبهم تسمّى "الجسّاسة" لإنها تتجسّس الأخبار "للدجّال" وقال فيه تعالى: "وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ"- طلوع الشمس من مغربها حينئذٍ ينغلق باب التوْبة- نزول عيسى بن مريم عليه السلام للأرض- ظهور قوم يأجوج ومأجوج الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في قوله تعالى:"حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا، قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ سَدًّا، قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ رَدْمًا، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا، فَمَا اسْتطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ومَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا، قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا، وتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا" وهذه الآيات تبين لنا كيف كان "يأجوج" و"مأجوج" في قديم الزمان أهل فساد وشر وقوّة لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم حتى قدم الملك الصالح ذو القرنيْن فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقوْن من شرّهم وطلبوا منه أن يبني بينهم وبين "يأجوج ومأجوج" سدّاً يحميهم منهم فأجابهم إلى طلبهم وأقام سداً منيعاً من قطع الحديد بين جبلين عظيمين وأذاب النحاس عليه حتى أصبح أشدّ تماسكاً فحصرهم بذلك السد واندفع شرهم عن البلاد والعباد ولكن بقاء "يأجوج" و"مأجوج" محصورين بالسد إنما هو إلى وقتٍ معلوم في آخر الزمان قرب قيام الساعة فهم يحرصون على هَدْمه فيخرجون كلّ صباح لحَفْر وثَقْب هذا السد حتّى إذا قاربوا هَدْمه أخّروا الحَفْر إلى اليوْم التالي فيأتون إليه وقد أعاده الله أقوى مما كان حتّى إذا أذن الله بخروجهم حفروا حتّى إذا قاربوا على الانتهاء قال لهم أميرهم: ارجعوا إليه غداً فستحفرونه إن شاء الله فيرجعون إليه وهو على حاله حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس في أعدادٍ مهولة: "حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ" فيشربون مياه الأنهار ويمرّون على بحيرة طبرية فيشربها أوّلهم فيأتي آخرهم فيقول: لقد كان هنا ماء!! ويتحصّن الناس خوْفاً منهم وعندئذ يزداد غرورهم ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار الدم فتنةً من الله وبلاءً فيقولون: قَهَرْنا أهْل الأرض وغَلَبْنا أهْل السماء فيرسل الله عليْهم دوداً يخرج من خلْف رؤوسهم فيقتلهم فيصبحون طعاماً لدواب الأرض حتّى تسمن من كثرة لحومهم- الخسوف والانهيارات الأرضيّة الثلاثة وهي خسْف بالمشرق وخسْف بالمغرب وخسْف بجزيرة العرب- وآخر تلك العلامات خروج نار من "اليمن" تجذب الناس وتسوقهم إليْها فإذا مشى الناس وتعبوا وركنوا للقيْلولة والنوْم وقفت النار فإذا استيْقظوا من قيْلولتهم انطلقت إليهم تسوقهم مرّة أخرى وكذلك إذا باتوا ليلاً باتت معهم فإذا أصبحوا وارتحلوا ارتحلت معهم تسوقهم حتّى تنتهي بهم إلى أرض محشرهم وتجمّعهم فيها.

اللّهمّ اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.. اللّهمّ تقبّل منّا وتُبْ علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم.. أحبتي في الله.. هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده وما كان من خطأٍ أو سهوٍ أو زللٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان.. والله ورسوله منه بريئان.. وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويُلْقى به في جهنم وأعوذ بالله أن أذكّركم به وأنساه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وانفضّ الجمع المحتشد ودارت الأحاديث الجانبيّة والمناقشات الحامية بين الحاضرين خاصةً بعد انتهاء المؤتمر بهذه الجلسة وإلغاء الندوة والمؤتمر الصحفي اللذيْن كان مقرّرٌ انعقادهما بعد المؤتمر العام نظراً لانسحاب الوفد اليهودي ومنعاً لتفاقم الخلافات بين وفود الأديان السماويّة الثلاثة، وتُرِك الناس وهم في حيرةٍ من أمرهم لم يفك طلاسمها أيٌ من المتحدّثين فلم يؤكّد أحدهم أو ينفي خبر نهاية العالم في اليوم العاشر من الشهر الجاري بل ازدادوا التباساً أكثر فأكثر.

أمّا "باسم" فلم يولِ اهتماماً كبيراً للأمر فقد كان لم يزل ينكر الأمر برمّته ولم يزل يظنّ إن خبر نهاية العالم بعد عدّة أيّام ما هو إلّا ضَرْباً من ضروب الخيال، وبحركةٍ روتينيّة لملم أوراقه واصطحب زميله مصوّر الجريدة وانسحبا خارج القاعة في هدوء.

google-playkhamsatmostaqltradent