خبر
أخبار ملهلبة

الخيميائي | باولو كويلو | الجزء السادس



الجزء السادس

 

 

مَرَّ شهران آخران، واجتذبت واجهة العرض عدداً كبيراً من الزبائن إلى محل الكريستال، وقدَّر الشاب أنه إذا ما عمل سِتّة أشهرٍ أُخرى فيمكن له أن يعود إلى "إسبانيا" ويشتري سِتّين خروفاً، بل وستين أُخرى فوْقها ، وهكذا يكون قد ضاعف قطيـعـه في أقل من سنة فيمكنه أن يُتـاجِـر مـع العرب لأنه نجح في تعلُّم تلك اللغة الغريبة.

إنه لم يلجأ إلى الاستعانة - منذ ذلك الصباح المشـهود في سـاحـة السـوق – بـ"أوريم" و"توميم"، لأن "مِـصـر" أصـبـحـت بالنسبة له حُلمـاً صعب المنال، تماماً مثلما كانت "مكّة" حُلماً بعيداً لبائع الكريستال، ومع ذلك فهو الآن راضٍ عن وظيفته ولا يكُف عن الحُلم باليوْم الذي سيرسو فيه على أرض "تاريفا" منتصراً ظافراً.

كان الملك العجوز قد قال له: "تذكَّر أنك يجب أن تعرف دائماً ما تُريده"، وهو يعرف الآن ما يُريده ويعمل من أجل هدفه، لعل كَنزه يكون في مجيئه إلى هذه الأرض الأجنبيّة ووقوعه في براثن لص ومضاعفته لعدد خرافه دون أن يُنفِق فلساً واحداً، كان فخوراً بنفسه فقد تعلَّم أشياءً مُهِمّةً مثل تجارة الكريستال واللغة العربيّة والعلامات أيضاً.

وفي عصر أحد الأيّام رأى رجلاً عند قِـمّة الطريق المرتفع يشكو من عدم وجود مكانٍ مُناسِبٍ يشرب فيه الإنسان شيئاً بعد أن يتسلَّق هذا الطريق الصاعد ليروي عطشه، وكان الشاب يعرف الآن لُغة العلامات فذهب إلى مخدومه وقال له:

-       يجب أن نُقدِّم الشاي للأشخاص الذين يصعدون حتى هُنا .. يوجد هُنا كثيرٌ من الأماكن التي يُمكِن فيها شُرب الشاي .. ولكن يُمكِننا أن نُقدِّمه في أكوابٍ من الكريستال .. سيتذوَّق الناس الشاي بهذه الطريقة وسيرغبون في شراء الكريستال أيضاً لأن ما يغري الناس حقّاً هو الجمال.

نظر التاجر إلى عامله مليّاً دون أن يُجيب، ولكنه – بعد أن أدّى صلاته وأغلق حانوته في ذلك المساء نفسه - جلس على الرصيف ودعاه إلى أن يُدخِّن معه النرجيلة ذلك الغليـون العجيب الذي يُدخنه العرب، ثم سـأل تاجر الكريستال العجوز الشاب "سنتياجو":

-       ما الذي تسعى وراءه؟

-       قلتُ لك من قبل أنني أحتاج إلى أن أشترى قطيعاً جديداً من الأغنام ولهذا يلزمني بعض المال.

وضع الرجل العجوز مزيداً من الجمر المُشتعِل في النرجيلة ثم سحب نَفَساً طويلاً قبل أن يقول:

-       منذ ثلاثين عاماً وأنا أملك هذا المحل .. أعرف الكريستال الجيّد من الرديء .. وأعرف أدق أسرار التجارة .. وقد اعتدت على محلّي وعلى مساحته المحدودة وعلى زبائنه .. ولو بدأت تبيع الشاي في أكوابٍ من الكريستال فستتوسَّع التجارة .. ويجب أن أُغيّر أنا أيضاً أسلوبي في الحياة.

-       أو لن يكون هذا شيئاً طيّباً؟

-       لقـد ألفت حـيـاتـي قبل أن تأتي أنت .. كنتُ أُفكِّر في أني ضيَّعت عُمـري في المكان نـفـسـه في حين أن كل أصـدقـائي تغيّروا .. تعثَّر بعضهم في تجارته وحالف الحظ بعضهم الآخر .. وكان هذا يُشعرني بـحـزنٍ شـديد .. أما الآن فـأنا أعرف أن الأمر ليس هكذا في الحقيقة وأن المحل في الوضع نفسه الذي أردته له بالضبط .. أنا لا أُريد التغيير لأنني لا أعرف كيف أتغيَّر .. كما أنني أَلِفت نمط حياتي الرتيب.

ولم يعرف الشاب بِمَ يرُد فاستأنف العجوز:

-       لقد كنتَ بالنسبة لى نعمة .. وها أنا اليـوْم أُدرِك شيئاً لم أفهمه من قبل .. وهو أن كل نعمةٍ مرفوضةٍ تتحوَّل إلى نقمة .. لستُ أنتظر من الحياة المزيد .. وأنت تغريني على أن ألتمس ثرواتٍ وأفـاقـاً لم تجُل بخاطري قط .. والآن - إذ أعرفها وأعرف إمكانيّاتي الهائلة – فأنا أشعر بتعاسةٍ أكثر من أي وقتٍ مضى .. لأني أعرف أني يُمكِن أن أملك كل شيءٍ بيْد أني لا أريد ذلك.

قال الشاب في قرارة نفسه:

-       من حُسن الحظ أنني لم أقُل شيئاً لبائع الفيشار.

استمرا يُدخِّنان النَرجيلة حتى بعد أن غرُبت الشمس، وكانا يتبادلان الحديث بالعربيّة وشعر الشاب بالرضا عن نفسه لأنه يتحدَّث العربيّة، جاء وقتٌ كان يعتقد فيه أن شياهه يمكن أن تُعلِّمه كل شيءٍ في الحياة، لكن الشياه لا تعرف العربيّة، وفكَّر وهو يراقب التاجر دون أن يقول له شيئاً:

-       لابد وأن هناك في الحياة أشياءً أُخرى لا تستطيع الشياه أن تُعلِّمها .. لأنها لا تبحث عن شيءٍ غير الماء والغذاء .. أعتقد أنها ليست هي التي تُعلِّم وإنما أنا الذي أتعلَّم.

وأخيراً قال التاجر:

-       صحيح .. كل شيءٍ مكتوب.

-       ما معنى هذه الكلمة؟

-       لابد أن تكون قد وُلِدتَ عربيّاً لكي تفهمها .. لكن ترجمتها قد تعني شيئاً مثل: أن كل أمورنا مُدوَّنةٌ من قبل أن تحدث وأن قَدَر الإنسان مُهيّأٌ له منذ مولده.

وبينمـا كـان يُطفئ جـمـر النَرجيلة قال التاجر للشـاب إنه يستطيع أن يبدأ في تقديم الشاي للزبائن في أكواب الكريستال، في بعض الأحيان يكون من المستحيل أن تسيطر على نهر الحياة المتدفِّق.

*****

كان الناس يتسلَّقون الطريق الصـاعـد ويصلون إلى أعـلاه مُـجـهـدين فيجدون في قِـمّة ذلك المرتفع محلّاً لقطع الكريستال الجميلة وشاياً مُنعِشاً بالنعناع يُقـدَّم لهم في أكـوابٍ بديعـةٍ من الكريسـتـال، عندئذٍ قـال واحـدٌ منهم:

-       لم تطرأ هذه الفكرة أبداً على ذهن زوْجتي.

ثم اشترى بضعة أكوابٍ من الكريستال لأن لديه ضيوفاً في تلك الليلة وسيبهرهم ثراء تلك الأكواب، وأكَّد زبونٌ آخر أن الشاي يكون مذاقه أفضل عند تقديمه في تلك الأكواب لأنها تحافظ على نكهته، وقال زبونٌ ثالثٌ أن العادة في بلاد المشرق هي اسـتـخـدام الكريسـتـال لـتـقـديـم الشاي فيه بسبب خواصّه السحرية.

وهكذا انتشر الخبر خلال فترةٍ وجيزة، وقصد بعض الناس أن يصعدوا خصّيصاً حتى قِـمّة المُرتَفَع ليتعرَّفوا على المحل الذي استحدث هذه الطُرفة في تجارةٍ بمثل هذا القِدَم، وافتتحت محلّاتٌ أُخرى راحت بدوْرها تُقدِّم الشاي في أكواب الكريسـتـال ولكنها لم تكن في قِـمّـة طـريقٍ صـاعـد فظلَّت خـاويةً باستمرار، وسرعان ما اضطُر التاجر إلى تعيين عامليْن جديديْن، كما اضطُر أيضاً إلى أن يستورد - مع الكريستال في الوقت نفسه - كميّاتٍ كبيرةً من الشاي الذي راح يشربه يوْماً بعد يوْم عددٌ متزايدٌ من الرجال والنساء العطشى دائماً إلى الأشياء الجديدة، وهكذا مرَّت سِتّة أشهر.

*****

وذات يوْمٍ استيْقظ الشاب قبل شروق الشمس وقد انقضى أحد عشر شهراً وتسعة أيّامٍ منذ وطأت قـدمـاه لأوَّل مـرّةٍ أرض "أفريقيا"، وكان يلبس الرداء العربي المصنوع من الكِتّان الأبيض الذي اشتراه خصّيصاً لهذه المناسبة وغطّى رأسه بعمامةٍ تُحيط بها عصابة من جلد الجمل، ثم انتعل صندله الجديد ونزل دون أن يُحدِث أي صوت، كانت المدينة لا تزال نائمة، صنع لنفسه شطيرةً بالسمسم وشرب شاياً ساخناً في كوبٍ من الكريستال، ثم جلس أمـام عـتـبـة المحل وبدأ يُدخِّن النرجلية وحيداً، راح يُدخِّن في صمتٍ دون أن يُفكِّر في شيء ودون أن يسمع شيئاً غير الهزيم المستمر للرياح التي تجلب رائحة الصحراء، وعندما انتهى وضع يده في جيْبه وظل لحظةً يتأمَّل ما أخرجه منه، كان مبلغاً كبيراً من المال يكفي لشراء مائةٍ وعشرين خروفاً وتذكرة العوْدة وترخيصاً بالتصدير والاستيراد ما بين بلده الأصلي والبلد الذي يوجد فيه حالياً، انتظر في صبرٍ إلى أن استيقظ العجوز بدوْره وجاء ليفتح المحل ليشربا الشاي معاً، وقال الشاب:

-       سأُغادر اليوْم .. فقد بات لديَّ ما يلزم من المال لشراء الخراف .. وأنت معك ما يكفي لكي تذهب إلى "مكّة".

لم يقُل العجوز شيئاً فألح الشاب:

-       أُريد أن تمنحني بركتك .. فأنت الذي ساعدتني.

واصل العجوز إعداد الشاي في صمت، ثم التفت نحو الشاب بعد فترةٍ قصيرةٍ وقال له:

-       أنا فخورٌ بك .. فقد بعثتَ الروح لهذا المحل من جديد .. ولكني لن أذهب إلى "مكّة" وأنت تعرف هذا جيّداً .. تماما كما أعرف أنا أنك لن تشترى أي خرافٍ جديدة.

سأله الشاب مصعوقاً:

-       من قال لك ذلك؟

-       مكتوب.

قالها تاجر الكريستال العجوز ببساطة، ثم منح الشاب بركته.

*****

توجّه الفتى إلى غرفته وجمع أغراضه فملأ ثلاث حقائب كبيرة، وانتبه قُبيْل مغادرته إلى جرابه القديم - جراب الراعي - مُلقىً في ركنٍ من الغُرفة، وجده في حالةٍ يُرثى لها بعد أن كاد ينسى أمره، ووجد في داخله كتابه ومعطفه الذي فكّر في تقديمه كهديّة لأوّل صبيٍ يلقاه في الطريق، وعندما أخرج المعطف تدحرج منه على الأرض حجرا "أوريم" و"توميم" فتذكَّر الملك العجوز وأدهشه أنه لم يُفكِّر في لقائه به منذ وقتٍ طويل، فقد ظل خلال سنةٍ بأكملها يعمل دون هوادة، لا يشغل نفسه بشيءٍ سوى أن يكسب من المال ما يكفي لكي لا يعود إلى "إسبانيا" مُطأطئ الرأس، وتذكَّر قوْل الشيخ له: "لا تتنكَّر أبداً لأحلامك وانتبه إلى العلامات"، فجمع من الأرض "أوريم" و"توميم"، وراوده من جديد إحساسٌ غريبٌ بأن الملك العجوز قريبٌ منه، لقد ظل يعمل عملاً شاقّاً طوال تلك السنة ثم ظهرت العلامات ("أوريم" و"توميم") أمامه فجأة وأشارت له إلى أن لحظة الرحيل قد حانت، وفكَّر في قرارة نفسه:

-       سأرجع كما كنتُ بالضبط من قبل .. حيث الشياه التي لم تُعلِّمني أن أتكلَّم العربيّة.

ومع ذلك فقد علَّمته الشياه أمراً لا يقل أهميّة، وهو أن هناك في العالم لغةً يفهمها الجميع وقد استخدمها هو طوال ذلك الوقت لكي ينهض بمحل الكريستال، تلك هي لغة الحماسة التي تُملي على الإنسان أن يؤدّي أعماله بحُبٍّ وعاطفةٍ وشغفٍ واندفاع من أجل غايةٍ يتمنّاها أو يُؤمِن بها، لم تعُد "طنجة" بالنسبة له الآن مدينةٌ غريبة، وراوده شعورٌ بأنه إذا كان قد نجح في غزو هذا المكان فبمقدوره أيضاً أن يغزو العالم بأسره، ألم يقل له الملك العجوز: "عندما تُريد شيئاً بإخلاص فإن العالم كلّه يُطاوِعك على تحقيق رغبتك"؟، بيْد أن الملك العجوز لم يتكلَّم عن اللصوص ولا عن الصحاري المترامية ولا عن الناس الذين يعرفون أحلامهم ولكنهم لا يُريدون تحقيقها، لم يقُل الملك العجوز إن الهرم لا يعدو أن يكون كـوْمـةً من الحـجـارة وأن أي إنسانٍ يستطيع أن يبني كـوْمـةً من الحجارة في حديقة بيْته، ونسى أيضاً أن يقول إنه عندما يكون لدى المرء من المال ما يكفي لكي يشترى قطيعاً - أكبر ممّا كان لديه من قبل - فيجب عليه أن يشتري هذا القطيع.

ضَمَّ الشاب الجراب إلى حقائبه الأُخرى ونزل السُلَّم فوجد العجوز يخدم زبونيْن أجنبيّيْن، بينما كان زبائن أخرون في المحل يشربون الشاي في أكواب الكريستال، وكانت تلك بدايةً طيّبةً ليوْم العمل في مثل هذا الموْعد المُبكِّر من الصباح، ولاحظ للمرّة الأولى وهو في مكانه أن شَعْر تاجر الكريستال يُشبه تماماً شَعْر الملك العجوز، وتذكَّر أيضاً ابتسامة بائع الحلوى في أوَّل نهارٍ طلع عليه في "طنجة" عندما لم يكن لديه مـأوى ولا طعام، وذكَّرته هذه الابتسامة أيضا بالملك العجوز، وقال في سِرّه:

-       لكأن الملك العجوز قد مَرَّ من هُنا وترك بصـمـته .. ولكأن كل واحدٍ من هؤلاء الأشخاص كان قد قابله في يوْمٍ ما .. ألم يقُل هذا الملك أنه يظهر دائماً لمَن يعيش أسطورته الذاتيّة؟!

رحل "سنتياجو" دون أن يُودِّع تاجـر الكريسـتـال لأنه لم يكن يُريد أن يبكي، ولكنه سیأسف بالتأكيد على تلك الفترة وعلى كل تلك الأشياء الجميلة التي تعلَّمها أثناءها، كان يشعر بمزيدٍ من الثِقة في نفسه، وشعر بالرغبة في أن ينطلق في العالم حُرّاً، وعاود التفكير:

-       ولكني سأذهب إلى الريف الذي أعرفه بالفعل وأرعى خرافي من جديد.

ولم يعُد يشعر بالرضا عن قراره بالعوْدة إلى الوطن، لقد كان الحُلم الذي ظل يعمل من أجله سنةً كاملةً يفقد أهميّته شيئاً فشيئاً ودقيقةً بعد دقيقة، ربما لأن هذا ليس هو حُلمه الحقيقي في نهاية المطاف، وقال لنفسه:

-       مَن يدري؟! .. رُبّما كـان من الأفضل أن يعيش الإنسـان مـثـل تـاجـر الكريستال: يحلُم دون أن يُحقِّق حُلمه ويكتفي فقط بأن يعيش على الرغبة في تحقيق ذلك الحُلم.

ولكنه كان يمسك في قبضتيْه "أوريم" و"توميم"، وبَثَّ فيه هذان الحـجـران قـوّة الملك العـجـوز وإرادته، وبمحض المُصادفة أو بترتيبٍ من القَدَر - كعلامةٍ من العلامات - وجد نفسه في المقهى الذي دخله في أوّل يوْم، لم يكن اللص هُناك بل جاءه صاحب المقهى بكوبٍ من الشاي، فقال "سنتياجو" لنفسه:

-       أستطيع دائماً أن أصبح راعياً من جديد حين أشاء .. لقد تعلَّمتُ رعي الغنم ولن أنسى أبداً كيف يكون .. ولكن ربما لن تسنح لي الفرصة قط مرّةً أخـرى للذهاب حـتى أهرام "مـصـر" .. كان هناك دِرعٌ من ذهبٍ على صـدر الشيْخ وكان يعرف قصة حياتي .. كان ملكاً بل ملكاً عالِماً وحكيماً.

ها هو - "سنتياجو" - على مبعدة ساعتيْن بالكاد بالباخرة من سهول "الأندلس"، ولكن بينه وبين الأهرام صـحـارى شاسعة، وأدرك أنه يمكن أن ينظر للمسألة على نحوٍ آخر، وهو أن الطريق إلى حُلمه قد نقص ساعتيْن، حتى ولو كان عامٌ بأكمله قد ضاع لكي يكسب هاتيْن الساعتيْن، وردَّد في نفسه:

-       أنا أعرف تماماً لماذا أريد أن أعود إلى شياهي فأنا أعرفها وهي لا تطلب الكثير من العمل ويمكن أن أحبها .. ولكني لا أعرف إن كان يمكن أن أُحب الصحراء .. غير أن الصحراء هي التي تحول بيني وبين كَنزي .. وإذا لم أستطِع العثور على ذلك الكَنز الموْعود فبمقدوري أن أرجع إلى بلدي متى شِئت .. ثم إن الحياة أعطتني فجأةً مالاً وفيراً وأمامي وقتٌ كافٍ تماماً لأذهب في سبيل تحقيق ما أحلُم به .. إذن .. لِـمَ لا؟

وشعر في تلك اللحظة بدفـقة حـمـاسٍ هائلة، فهو يستطيع أن يرجع راعياً في أي وقت ويستطيع أن يرجع تاجراً للكريستال في أي وقتٍ أيضاً، ربما تُخفي الحياة كنوزاً أُخرى ولكنها وهبته حُلماً مُتكرِّراً وهذا لا يحدث لكل الناس.

كان راضياً تماماً حين خرج من المقهى، وتذكَّر أن واحداً من موَرِّدي الكريسـتـال كـان يجلب الكريستال لمخدومه عن طريق القوافل التي تعبر الصحراء، احتفظ في قبضتيْه بـ"أوريم" و"توميم" لأنه بفضلهما سوف يعود إلى طريق كَنزه، وتذكَّر قوْل الشيْخ: "إنني دائماً إلى جانبأولئك الذي يعيشون أسطورتهم الذاتيّة"، إذن فهو لن يخسر شيئاً إذا ما ذهب حتى شـادر القوافل ليسأل إن كانت الأهرام بعيدةً بالفعل إلى هذا الحد.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent