خبر
أخبار ملهلبة

صورة واحد إداري كورة | صور مقلوبة | أحمد رجب


كاريكاتير مضحك عن كابتن كوررة يرتدي بدلة تدريب ويقف على الكرة من صورة واحد إداري كورة ضمن قصص صور مقلوبة لأحمد رجب

صورة واحد إداري كورة

 

 

الأحـد:

مسئوليّة .. مسئوليّة فظيعة ....

فقد تم إسناد العمل لي كإداري لفريق المنتخب الوطني المسافر إلى "روما" للعب مباريات كُرة القدم للمنافسة على كأس "دوْرة البحر الأبيَض المتوسّط" .. سيلعب فريقنا هناك ضِد ثلاث فرقٍ مدرّعة: منتخب "إسبانيا" ومنتخب "إيطاليا" ومنتخب "اليونان" .. الأولاد (اللاعبون) في معسكر التدريب وربّنا يستر.

الإثنيْن:

ذهبتُ إلى الأولاد في المعسكر لأطمئن على الأحوال .. استدعيْتُ جميع اللاعبين الذين سنختار منهم الفريق: حارس المرمى "زكي فنطازيّة" - حارس المرمى "عبّاس الفِشّة" - "مناخـيرو" - "الاهتم" - "خروفة" - "فهمي باي باي" - "العضّاض" - "العايق" - "أحمد بسطرمة" - "حبشي إوعى رِجلك" - "كيكي" - "كاكا" - "سيد فياسكة" - "ميمي العِجل" - "متولّي ماتيوز" - "كعبورة" - "الحرامي" - "اللوح" - "أبو جوزة".

ولأن الإدارة عِلمٌ وفن فقد جمعت اللاعبين حوْلي جميعاً وألقيْتُ فيهم محـاضرةً بليغـةً لأُشعِرهم بالمسئوليّة الكبيرة .. وقلتُ لهم إرشاداتي القيّمة حتّى يكونوا في الفورمة .. وكانت أهم الإرشادات التي قلتها:

·      نَمْ مُبكِّراً واستيقِظ مبكّراً.

·      اغسل يديْك قبل الأكل وبعده.

·      اغسل أسنانك بالمعجون والفرجون.

·      لا تضع إصبعك في أنفك.

·      إذا طلبتَ من أحدٍ شيْئاً فقُل له من فضلك .. وإذا أعطاك أحدٌ شيْئاً فقُل له أشكرك.

·      احترم مَن هو أكبر منك ولا تحتقر مَن هو دونك.

·      لا تشرب الـ"ويسكي" من غيْر ثلج.

·      حافظ على نظافة جسمك خصوصاً الشعر والأظافر.

·      لا تشرب الـ"براندي" حتّى لا تذهب الى النار.

·      أطع والديْك.

·      لا تُدخِّن في ورق بافـرة ملفوف باليد حتى لا تذهب إلى "سجن مصر ".

·      احرص على أن تكون ملابسك نظيفة وحذاؤك ممسوحاً ورباطه مربوطاً.

·      عندما تستيْقظ في الصباح قُل لمدرّبك "صباح الخير يا كابتن" .. وقبل أن تنام قُل له "تصبح على خير يا كابتن".

استمع الأوْلاد إلى هذه الإرشادات المهمّة بآذانٍ صاغية .. وقلت لهم أن العمل بهذه الإرشادات هو الذي سيضمن لهم الفوْز على النجوم العالميين الذين سيلعبون ضدنا مثل: "تلبيانكو" الإسباني و"إسباجيتّي" الإيطالي و"زوربا" اليوناني.

الثلاثاء:

ظهرت آثار إرشاداتي العظيمة على اللاعبين إذ استيْقظ الكابتن "قُرقُر" في الصباح فوجد أن الأوْلاد قد رموا على أرض المعسكر دفاتر البافرة .. صحیح أن هذه الدفاتر فاضية وليس فيها ولا ورقة لكن هـذا دليلٌ على طاعة الأوْلاد .. كمـا اكتشف "قُرقًر" عدداً كبيراً من زجاجات الـ"كونياك" الفارغة التي تخلّص منها الأوْلاد في نصف الليْل عملاً بإرشاداتي حتّى لا يذهبوا إلى النار.

الأربعـاء:

رجاني الكابتن "قُرقُر" أن أستبعد حارس المرمى "زكي فنطازيّة" من الفريق نهائيّاً لأن التمرين يدل على خيبته التقيلة علاوةً على أنه ليْس في الفورمة كما أنه مصاب بنوعٍ من الهَبَل .. على أن يحل محلّه الجون الاحتياطي "عبّاس الفِشّة" لأنه لاعب ممتاز جداً وفي الفورمة وينفذ كل التعليمات بمنتهى الدِقّة .. ورفضتُ رأى المدرب بشدّة .. فالولد "زكي فنطازيّة" هو ابن اخت صديقي الروح بالروح "حِشمت بيه الإنكشاري" الذي رجاني بأن يكون قريبه "زكي فنطازيّة" هو حارس المرمى الأساسي للفريق .. فوعـدته بذلك وحلفت له برحمة أُمّي أنه ح يحصل .. فكيف يريد مني هذا المدرب المجنون أن أستبعد الولد؟

الخميس:

حضرت اليوم المحاضرة التي أشرت على المدرب أن يلقيها في اللعّيبـة حتّى يُشعِرهم بمسئوليتهم الخطيرة في مباريات "روما" ويكونوا على بيّنةٍ من أمر النجوم العالميّين الذين سيلعبون ضدنا .. وأوصيْتُ المدرّب أن يبالغ في خطورة هؤلاء النجوم العالميّين حتى يضاعف الأوْلاد استعدادهم.

وقف الكابتن "قُرقُر" وقال للأوْلاد:

-       ليكن في عِلمكم أنكم ستلعبون مع شياطين الكرة في العالم: "تلبيانكو" و"دي بتلّو" و"مورتاديـلّا" و"أراسيا" و"إسباجيتّي" و"زوربا" و"سبارتاكوس" .. سأحدّثكم عنهم واحداً واحداً .. وسأُرجِئ الحديث عن "تلبيانكو" للآخر لأنه أخطـرهم جميعاً.

وبعد أن شرح كابتن "قُرقُر" أسلوب كل لاعبٍ من هؤلاء ومدى خطورته قال عن "تلبيانكو":

-       "تلبيانكو" هوَّ وينج يمين "إسبانيا" ولقبه "الشيطان الأكبر" لإنه بيطلع على حارس المرمى كالموت .. ولذلك فأنا أوصي أفراد خط الباكات: "حبشي إوْعى رِجـلك" و"فهمي باي باي" و"العضّاض"  بمراقبته جيّداً لأنه لو وصل للمرمى ح تبقى وقعتنا طين.

ثم أضاف:

-       كل ملاعب الكُورة العالميّة تعرف مين هوَّ "تلبيانكو" .. ده طلع مرّة بالكورة على "هانسن یانسن" حارس مرمى "الدنمـارك" فمات فوْراً بالسكتة القلبيّة .. و فيه مرّة تانية عدّى خط الباكات واستفرد بحارس المرمى الإيطالي "كابوتشينو"  فجات له حالة من الجنون والذهول وبقى مجذوب بيشحت من يومها ف شوارع "روما" .. وف مرّة ثالثة انفرد بحارس المرمى الألمـاني "فان هاوزِن" فترك المرمى وطلع يجري ودمّرت كورته المرمى تماماً وحولت أخشاب العارضة والقائمين إلى أنقاض وأصبح "فان هاوزِن" نزيل مصحّة الأمراض العقلية ف "فرانكفورت".

وبينما الكابتن "قُرقُر" يهم بمواصلة كلامه انطلقتْ صيْحة ذعرٍ من "زكي فنطـازيّة" وراح يهذي باسم "تلبيانكو" ثم سقط في حالة اغمـاء.

السبت:

حضرت اليوْم تمرين الأوْلاد ورأيت الولد "عباس الفِشّة" يصد قنابل من "أحمد بسطرمة" و"ميمي العِجل" و"كعبورة" و"الاهتم" . سألتُ المدرّب في غضب لماذا لا يتمرّن "زکی فنطازيّة" فقال لي:

-       شوف بنفسك يا كابتن.

ونادى المدرّب على "زكي فنطازيّة" ليقف في المرمى ثم استدعى "كعبورة" وهمس في أذنه ليشوط عليه شوطة ضعيفة جداً .. شاط "كعبورة" شوطـة ضعفانة هفتانة ففوجئت بالكُرة في الشبكة و"زکی فنطازيّة" يقفـز على الأرض في وضع تليفزيوني ليحتضن الهواء .. وعندما اكتشف "فنطازيّة" أنه يحتضن الهواء لا الكُرة ضرب جبهته بيده وهو يقول:

-       سوري یا كابتن.

ثم انفجر في بكاءٍ شديد ما لبث أن تحوّل إلى صراخٍ مذعور وصاح هو يُخفي وجهه بيديْه:

-       إلحقيني يا امّه .. إلحقيني يا امّه.

دُهِشتُ بشدّة والمدرّب يقول لي وهو يضربه ضرباتٍ خفيفـةً على خدّه:

-       مسكين .. جات له النوبة.

فقلتُ له:

-       نوبة إيه؟

قال الكابتن "قُرقُر":

-       أعصابه باظِت من يوم ما عرف حكاية "تلبيانكو".

وما إن نطق المدرب باسم "تلبيانكو" حتّى صرخ "زكي" صرخـة رعبٍ رهيبة وأخذ يصيح:

-       "تلبيانكو" .. "تلبيانكو" .. إلحقيني يا امّه.

وراح جسمه يرتجف ووجهه مدفونٌ في صدري وأخذ يبكي بحُرقة .. وهنا تقدّم "حبشي إوْعى رِجلك" وطبطب على "فنطازيّة" قائلاً:

-       ما تخافشي يا لَه .. عليَّ النِعمة لاكسر لَك رِجله من أوّل دقيقة .. ولا يهمّك يا لَه.

أُغمي على "زكي فنطازيّة" وهو في حُضني.

الأحد:

ذهبتُ إلى أخي وصديقي "بهجت بيه الإنكشاري" خال الولد "زكي فنطازيّة" وحكيْتُ له الحكاية تمهيداً لاستبعاد الولد من الفريق فقال لي "بهجت" غاضباً:

-       ثلاثة بالله العظيم إن ما اخدت الولد جون الفريق ما ح نعرف بعض بعد النهارده.

ورطـة.

الإثنيْن:

زُرتُ الأوْلاد في المعسكر .. قال لي المدرّب أن "فنطازيّة" ظلَّ يتفزَّع طول الليل وهو يخطرف أثناء نومه ويهذي باسم "تلبيانكو" ثم يُطلِق صرخات رعبٍ شديدة .. قال لي طبيب المعسكر أنه لا يستطيع أن يفعل شيْئاً لأن الولد يحتاج إلى طبيب نفسانی.

الثلاثاء:

بدأ الطبيب النفساني يعالج "فنطازيّة" .. كان الطبيب موفّقاً جداً إذ أحضر معه حِتّة لحمة تلبيانكو وأكلها أمام "فنطازية" ليُطمئِنه أن كل تلبيانكو ممكن أكله .. وأن "تلبيانكو" الإسباني لا يختلف عن هذه اللحمة .. ثم قدّم الطبيب قطعة التلبيانكو إلى "فنطازيّة" ودعاه إلى أكلها فأكلها الولد وهو خائف .. لكن الطبيب راح يشجّعه حتّى ابتلعها .. وهنا طبطب عليه قائلاً:

-       عرفت بقى يا "زكي" إنك ممكن تاكل "تلبيانكو" الإسباني .. ده لحمة زَي دي تمام.

ابتسم "فنطاريّة" وظهرت عليه علامات الاطمئنان.

الخميس:

تنفيذاً لأوامر الطبيب أمرتُ اللاعبين أن يأخذ كلٌ منهم كُرةً ويندفع بها نحو مرمی "زکي فنطازيّة" صارخاً: "أنا تلبيانكو" حتّى  يألف الولد مواجهة "تلبيانكو" وتزول عقدته تماماً.

اندفع "اللوح" و"كاكا" و"متولّي ماتيوز" و"الحرامي" و"خروفة" على مرمى "فنطازيّة" تِباعاً وهم يصرخون صرخات الهنود الحُمر ويصيحون:

-       أنا "تلبيانكو" .. أنا "تلبيانكو".

فوجئت بـ"فنطازيّة" يخرج عليهم من المرمى ويعض كُلّاً منهم عضةً شديدة باعتباره لحمة .. وبعدين ف الولد العبيط ده؟ .. لكن لابد من سفره حتّى لا يتقمص خاله .. فاستدعيْتُ الطبيب ليبحث حالته.

الجمعـة:

قال لي الطبيب أن العلاج سيطول .. ثم اقترح الطبيب أن يسافر معنـا إلى "روما" ليقف وراء المرمى في ماتش "إسبانيا" ليعالج "فنطازيّة" على الطبيعة و"تلبيانكو" طالع عليه بالكُرة .. حلٌ موفّق .. اتخذت الإجراءات لسفر الطبيب النفساني مع الفريق.

الأحـد:

باقي على السفر  خمسة أيام .. أحضر لي كابتن "قُرقُر" تشكيل الفريق الأساسي وأسماء اللاعبين الاحتياطيين .. الفريق الذي استقر عليـه رأي المدرّب مكوّن من: حارس المرمى الأساسي "عبّاس الفِشّة" والاحتیاطي "زکی فنطازيّة" - "حبشي إوْعى رِجلك" - "كعبورة" - "فهمی باي باي" - "اللوح" - "سيد فياسكة" - "مناخيرو" - "الاهتم" - "العضّاض" - "کیکي" - "أحمد بسطرمة".

وافقتُ على التشكيل مع وَضْـع "زكي فنطازيّة" كحارس مرمى أساسي للفريق.

الإثنيْن:

اتصل بي بعض الأصدقاء والزملاء ليراجعوني بعد إعلاني عن قائمة لاعبي الفريق .. بعد هذه الاتصالات لابد من إعادة النظر في تشكيل الفريق المسافر إلى "روما".

الثلاثاء:

جلستُ في البيت منهمكاً في وَضْع أسماء لاعبي الفريق المسافر إلى "روما".

الأربعـاء:

حملتُ إلى كابتن "قُرقُر" القائمة بأسماء أفراد الفريق المسافر إلى "روما" .. وأصبح الفريق بعد التعـديل مكوناً من: "زكي فنطـازيّة" حارس مرمى أساسي والاحتياطي "شلضم" - "فهمی باي باي" - "الأخنف" - "فورّیرة" - "رِزق الكوع" - "حرباية" - "محمود ألاجه" - "حسن الشوضلي" - "حبشي إوْعى رِجلك" - "سيّد شلوت" .. والاحتياطي: "أبو ودان" - "الهجّاص" - "ظَبَط" - "لولي" - "الاجريجي" - "محمد مسطردة".

قال لي المدرّب أن كل هؤلاء اللاعبين - ما عدا "فهمي باي باي" - لم يحضروا المعسكر ولم يتمرّنوا .. فأسكتّه في حزمٍ وقلتُ له أن هذا الفريق هو الفريق النهائي الذي استقر عليه رأیي .. وتركت المدرّب يلطم ومشيت فإن عندي أعمالاً كثيرةً والسَفَر بعد بكره.

الجمعة:

وصلنا "روما" .. سلّمتُ على الأوْلاد في مطار "شامبينو" وتمنيْتُ لهم حظـّاً سعـيداً لأني سأنزل بفندق من الدرجة الأولى.

السبت:

لا أعرف ما هي أخبار الأوْلاد .. البركة في الكابتن "قُرقُر" .. مشيْتُ في شارع "فيافينتو" أتأمّل البنات القمامير .. غمزتْ لي بنت حلوة ثم تقدّمت مني وقالت:

-       إسبانيولي؟

فجاوبتها:

-       لأ .. أرابو.

البنت لطيفـة بشــــكل .. صحبتني طوال النهار .. وفي منتصف الليْل دخلنا كاباريه "هلس فينو" وإذا بي أفاجأ بالكابتن "قُرقُر" سكران طينة والجرسونات يرشون وجهه بالماء .. وبالسؤال والتحرّي من الجرسونات عرفت أن كابتن "قُرقُر" لم يغادر الكاباريه منذ ليْلة أمس .. وبعد ساعةٍ من الرش بالماء والضرب على خدوده أفاق "قُرقُر" سألته عن الأوْلاد فقال لي:

-       مش لاقي ولا واحد منهم.

-       يا ابني ده الماتش بُكره.

-       ضروري ح نقابلهم ف الملعب.

-       رُحت اللوكاندة؟

-       رُحت وقالوا لي من ساعة ما فاتوا الشُنط ماحدّش شافهم.

-       والعمـل؟

-       ما تخافش .. ضروري ح نقابلهم بكره .. البنت اللي معاك دي لوز قوي.

وارتمى رأس "قُرقُر" من جديد على صدره في شخيرٍ متواصل .. أمّا أنا فقد خرجت مع البنت إلى كاباريه آخر وسهرنا فيه حتّى الصباح.

الأحـد:

صحوّتُ من نوْمي في الساعة الرابعة بعد الظهر تذكّرت الماتش فاتصلت بلوكاندة "قُرقُر" لأطمئن .. قيل لي أنه لم يحضر إلى الفندق من يوْم الجمعة .. ثم اتّصلت بلوكاندة اللعّيبة فقيل لي أنهم غير موجودين .. لازم في الماتش.

أسرعتُ إلى الملعب .. دخلتُ بعد عذاب في منتصف الشـوط الثـاني .. سألت عن النتيجة .. قالوا لی ۹۷ – صفر .. وخرجنـا من الكأس.

الإثنيْن:

أرسلنا خطاباً إلى "القاهرة" نشرح فيه أسباب هزيمتنا وهي: الدنيا كانت بتمطّر - الأرض كُلّها طين والعيـال اتزحلقوا - الجمهور كان ضدّنا - الحكم كان موالس معاهم لأنه خواجه - الهواء كان ضدنا في الشوطين.

الأربعـاء:

عُدنا بالسلامة بعد فسحة لذيذة قوى.

google-playkhamsatmostaqltradent