خبر
أخبار ملهلبة

"مصر" هيَّ أمهم (3) | فضائح مصر المهروسة لابن النكدي

 



"مصر" هيّ أُمّهم  (3)

 

 

- ... يا عمّي".

- غلط.. ده كان زمان.. ده الوقتِ : "اللي يتجوّز أمّي أقول له يا با".. "وبلدك فين يا جحا؟.. قال اللي فيها مراتي".

- يعني عاوز تقول إيه بالظبط؟

- يعني ف عصر "مبارك" إحنا ولاده.. وف عصر الثورة إحنا أحسن ناس ثورجيّة.. وف عصر "مرسي" كلّنا إخوان.. وف عصر "السيسي" إحنا خُدّام البيادة.. وكلّه بما يرضي الله ولمصلحة البلد.

- يعني ده آخر كلام.

- لأ طبعاً.. شكلِك كده ما فهمتيش حاجة م اللي انا قاصدها.

- ومش عايزة افهم يا اخويا.. سيبني بقى اشوف ضيوفي الله لا يسيئك.

وانصرفت مسرعة بعيداً عنه حتّى لا تعطيه الفرصة لمواصلة الحوار فهو عمله الذي يتعيّش منه ويعيش عليه، وقبل أن تجلس برهة مع لاعبي الكرة المهمّين - فهم أيْضاً نجوم المجتمع اللامعة الذين يشاركون الفنّانين الأضواء ويختلطون معهم في إطار الصداقة أو الزواج - دعتها الراقصة "ميمي" للجلوس معها ومع صديقاتها كواكب الرقص الشرقي فدار بينهن هذا النقاش :

- ما شاء الله عليكي يا "فجر".. إنتي كل عيد ميلاد بتصغري عن اللي قبله.

- يسلم لي ذوقِك يا روحي.. إن شا الله ما اتحرم من كلامِك الحلو ده دايماً يا "ميمي".

- بس انتي ح تقطّعي علينا يا "فجر" بعد ما رقصتي ف "حلاوة شعر".

- وانا اقدر يا "دينار".. إنتم الخير والبركة طبعاً.. ده انا رقصت حتّة صغيّرة كده ف الفيلم ييجي ربع ساعة.. وانا ح اجي جنبكم إيه.

- أنا عايزاكي ف موضوع مهم قوي يا "فَجّورتي".

- خير يا "ميمي".. أأمري.

- بقى انتي عارفة يا ستّي إن الرقص ده من الفنون الراقية وحضارة فرعونيّة قديمة.. وأقدم مهنة ف التاريخ.

- لأ.. أقدم مهنة ف التاريخ دي ح ابقى اقول لك عليها بعدين.. لمّا نبقى لوحدينا.. ها ها.

- قُصْره.. إحنا واجبنا كرقّاصات مصر إنّنا نحافظ ع المهنة دي علشان تفضل "مصر" دايماً قِبلة الفن والرقص.. ولازم نكتشف المواهب الجديدة من البنات اللي ربّنا زرع فيهم موْهبة الرقص ومنحهم القدرة على إظهار مفاتن جسمهم وجمال خلق الله.

- طب ما انتي عندك أربع مدارس رقص ف كذا محافظة.

- مش كفاية يا "فجر".. لازم يبقى عندنا أجيال كتيرة من الرقّاصات اللي يقدروا يرفعوا اسم "مصر" فوق ف السما.. ع الأقل يبقى عملنا اللي نقدر عليه قبل ما نقابل وجه الكريم اللي ح يحاسبنا على تضييع المواهب دي بكسلنا وعدم انتمائنا.

- تفتكري نعمل إيه؟

- أنا ان شاء الله بعد ما ارجع م العمرة آخر الشهر ده ح ابتدي أصوّر برنامج تليفزيوني جديد ف قناة "التوت فروت" الفضائيّة.. البرنامج ده زي برامج مسابقات اكتشاف المواهب ف الغُنا والتمثيل اللي ماشية اليومين دول.. إحنا لسّه ما اخترناش اسمه بس انا نفسي اسمّيه "الدين لله والرقص للجميع".. المهم أنا عايزاكي معايا ف لجنة التحكيم.. وح نشوف لنا أي راجل كده يبقى ديكور معانا.. ها.. قلتي إيه؟

- يا سلام.. ده يوم المُنى.. بس انا ليّ شروط ماديّة صعبة.

- ولا يهمّك.. الخير كتير والحمد لله.. خلاص.. اتفقنا.

وقبل أن تغادر "فجر" هذه المجموعة المتميّزة قامت باحتضان كلاً منهن في حميميّة مصطنعة وقد حرصت كل فنّانة على عدم ملامسة وجهها لوجه الفنّانات الأخريات حفاظاً على زينتهن لكيلا يفسد المكياج أو يتلطّخ، وعندما جاء الدور على لاعبي الكرة - الذين تعالت حناجرهم الخشنة بالمزاح العنيف ليستعرضوا قوّتهم أمام مخالطيهم تعويضاً للفارق الفكري والعمري بينهم - اهتمّت "فجر" بأكبرهم شهرةً وأكثرهم نزقاً فحاولت مداعبته بقولها :

- إيه يا كابتن.. ما بتشربش ليه زي المدرّب بتاعك؟

- لا يا ست الكُل.. أنا عندي ماتش بكره مع المنتخب ضد "السنغال".. عايز ابقى فايق.. كفاية طلعنا من كاس العالم زي كل مرّة.. مش عايز الصحفيّين يستلموني ويقولوا عليّ السبب.

- صح كده.. أنا كمدرّب ما بدأتش أشرب إلّا لمّا اعتزلت خالص.

- طب اشمعنى الشيشة؟

- لا.. الشيشة دي أخف م السجاير.. دي لعب عيال.

- ويا ترى ناوي تحترف برّه زي ما سمعنا؟

- لأ طبعاً ما فيش داعي.. ما هو برّه احتراف وهنا احتراف برضه.. ع الأقل الاحتراف الداخلي أسهل واحسن.. أنا هنا باعمل اللي انا عايزه.. باسهر زي ما انا عايز.. باروح التدريب وقت ما ابقى فاضي.. صحيح الفلوس برّه أكتر.. بس مش فارقة كتير.. برّه ح اخد ف السنة مليون دولار وهنا باخد ستّة ونص مصري غير الهدايا والمكافآت والإعلانات.. أهم حاجة إنّي أعيش حياتي من غير ما حد يخنقني.

- ربّنا يوفّقك يا كابتن.. بس أمانة عليك تجيب لنا الدوري زي كل سنة.

- ما تقلقيش سيادتك.. احنا ضامنين بطولة الدوري وكاس "مصر" والدوْرة الصيْفيّة والدوْرة الشتويّة والدوْرة الدمويّة والشهريّة كمان.. ها ها ها.

وانفجر الجميع ضحكاً على هذه النكتة السخيفة التي دفعت "فجر" للخروج إلى الشرفة لاستنشاق بعضاً من الهواء النقي، وهناك وجدت زميليْها الممثليْن المتزوّجيْن "شريف مطاوع" و"إيزي مهاود" يتجادلان في حدّة لدرجة الشجار فتدخّلت بينهما محاولةً إصلاح ذات البيْن :

- إيه يا جماعة؟.. صوتكوا جايب آخر الفندق.. أوعوا تكونوا رجعتوا تتخانقوا تاني بسبب مكان الولادة؟.. إيه يا "إيزي"؟.. مش انا صالحتكوا الأسبوع اللي فات على بعض واتفقنا خلاص إنّك ح تسافري "أمريكا" آخر شهر من حَمْلِك علشان تولدي هناك والولد ياخد الجنسيّة الأمريكيّة؟.. رجعتي ف كلامِك وعايزة برضه تولدي ف "بريطانيا"؟.. مش قلنا "أمريكا" أحسن؟.. يا ستّي اولديه ف أي مكان.. المهم يبقى معاه جنسيّة بلد محترمة يقدر يعيش فيها بكرامته وتأمّنوا له مستقبله.. ما كل الناس الهاي كلاس بيعملوا كده ده اليومين دول.. الله.. سكتوا ليه ده الوقتِ؟.. ما تردّوا.. يا باي!.. مالكوا؟

- ولا حاجة يا "فجر".

- ولا حاجة ازّاي؟.. قولي لها.. "فجر" مش غريبة.

- على فكرة انت مكبّر الموضوع قوي يا "شريف".

- لا يا اختي.. هوَّ كبير أصلاً.. أنا لمّا اقول لِك ما تسلّميش بالإيد ع الزفت "وسيم" ده يبقى تسمعي كلامي.

- اسمح لي اتدخّل يا "شريف".. أنا مش غريبة زي ما قلت.. أنت عايز تفهّمني إن الخناقة دي علشان "إيزي" سلّمت على "وسيم" بالإيد؟.. طب وفيها إيه.. ما هي بتسلّم على الرجّالة التانيين وبتبوسهم كمان.. وانا وانت كمان بنعمل كده.. كلّنا أصدقاء واخوات.

- قولي له يا "فجر".. وبعدين هوَّ اللي أحرجني ومَد لي إيده.

- إعملي نفسِك مش واخدة بالِك ودوّري وشِّك الناحية التانية.. ولّا كلامي ما لوش قيمة عندِك.. مش هوَّ ده اللي كان عايز يتجوّزِك قبلي؟

- لا بقى ده انت أصبحت لا تطاق.. لو ما عندكش ثقة فيَّ خلّي عندك ثقة ف نفسك ع الأقل.

- لا ياختي.. الحمد لله أنا ثقتي بنفسي ما لهاش حدود.. مش انا اللي ح اغير من واحد مخنّث زي ده.. وكمان انتي عارفة كويّس قوي قد إيه أنا واثق فيكي وباخلّيكي تعمل لي أي حاجة ف التمثيل قدّام أي راجل.. سواء بوس أو أحضان أو حتّى مشاهد ساخنة ف السرير.

- طب ما ان كمان باسيبك لكل بطلات أفلامك يقطّعوك م الغرام ف كل الأوضاع وما بتكلّمش.

- بس اتخانقتي معايا مرّة لمّا اتصوّرت مع واحدة م المعجبات وانا حاطط إيدي على كتفها.. ومن ساعتها باراعي شعورِك وباتصوّر وانا إيديّ الاتنين جنب منّي زي تمثال "رمسيس".

- خلاص يا "إيزي".. ما تطوّلوش ف الكلام علشان ما حدّش م الصحفيّين ياخد باله من حاجة.. ولاد الحرام دول ما بيصدّقوا يشمّوا خبر عن أي خلاف ويطلّعوا عليكم إشاعة إنّكم ح تتطلّقوا زي ما بيحصل كل شويّة.. بوسي جوزِك واتأسِفي له واقصروا الشر بقى.. ده عيد ميلادي يا بايخين.. أيوه كده.. وانت كمان يا "شريف" بوسها.. إيه البوسة دي!.. ما تنفعش.. بوسها من شفايفها.. صلّوا ع النبي بقى وتعالوا نشرب لنا كاسين ف نخب الصُلْح ده علشان ربّنا يرضى عليكم وما يجيبش زعل تاني إن شاء الله.

google-playkhamsatmostaqltradent