خبر
أخبار ملهلبة

النمل | عبد الرحمن الأبنودي

الصفحة الرئيسية

 


النمل

 

 

ييجي .. يروح

زي النّفَسْ ساعة طلوع الروح

تايه وعمره - ف الحقيقة - ما تاه

يمكن ينوح

ممكن يبوح

ما بنسمعوش شكواه

جاهل .. ما يعرفلوش أبو ولا أم

لا سمّى اولاده الصغار

ولا له ابو سمّاه

 

سرّه ف بير .. ف الصخر

عمره ما بطّل حَفْر

لا ضيّع الأعمار ف الحكايات

ولا ناقش البدايات والنهايات

ولا عمره يعرف إلا ياخُد أمرْ

الأمر شايل قَد ما فْ معناه

 

ينام يقوم مهموم

من هِمّة مش من هموم

جوّال محيّره الزمان

يبحث عن اللي عمره ما التقاه

 

يسعى جيوش .. بلا صوت

بلا صفا .. ولا انتباه

شايف الحياة ف الموت

يمشي وتمللي مشيعينهُ وراه

 

علشان ده عمري

ما شُفته رافع رأس

ولا انتهى لليأس

يروح حزين

ويعود حزين

وف حزنه: عِزّة نفس

 

 

على الكِتاف ف الحرّ يا وِلْداه

النمل شال قتلاه

بصرامة رفع الحِملْ

النمل شال النمل

لا أَنْ ولا قال: آه

ولا التفت وراه

 

وانتظمت الطوابير

من البلاط للبير

بلا أثر للحزن والمعاناة

لا دَمَعِت العيون

ولا قوّس الغصون

على الجِباه

كَتْم الألم

كَتَم الألم جوّاه

لا ارتفعت الصرخات

ولا صوت الندّابات

أنشَد مراثي

تحتفل بالموت والحياة


الموت عمل

يشبه كتير أعمال

شيل الغلال

الاندهاش تحت القدم

جَمعْ الفُتات يشبِه

دبيب السَعى للصلاة

 

النمل من غير صوت

يقطع مشاوير الحياة والموت

ويتجه لنهايته من كل اتجاه

ساعات حريق

ساعات غريق

ساعات مبيد

ساعات يأّلّف موت جديد

كله يُضاف

لِخبرة النار والمياه


يكتب برجليه ع الرمال

وصيّة الأجيال للأجيال

وبنشوته ف الانجذاب

الموت لسِر الموت هداه

عَبَر الطريق لمنتهاه

 

لا نظرة عابرة للوجود

لا فكرة توحي بالخلود

ما خلِّده إلا عَماه

إلا احتماه

بتوافه الأهداف

ورِضاه بسِنّة لقمة حاف

وكونه ما بيفهمش إمتى يخاف

وإيمان بإن أفضل الجسد

هوه الكتاف

 

يمكن يكون بيغنّي

بس احنا

بُعاد بُعاد

ما بنسمعوش

ولا نفهموش

أبداً غُناه

 

يمكن بيتكلّم

لُغتنا غير لُغاه

وله مجالس ف الجحور

وف الصخور

وله غدا وله عشا وله فطور

وله قبور

وله بُكا  

لكنّه عُمره ما دلّنا على بُكاه


لمّا يعدّي ف الزحام

طوابير بتلملم إدام العام

هَبْلة بتزحف في سلام

أكيد ما يعرفش اننا

بنعطش ساعات

ونجوع ساعات

وبنقضي حاجتنا ساعات

فيموت

وياما نمل موتناه

ومات بلا انتباه


الصَف من غير اعوجاج

وبلا احتجاج

يحمل على الأكتاف

ف قلب الحَر

قلب البرد

يا وِلْداه

موْتاه

ويسحب ع القبور قَتلاه

بلا أَثَر للحُزن أو معاناة

لا دَمَعِت العيون

ولا قوّس الغضون

على الجباه

ولا أَنْ ولا قال: آه

النمل .....

مالوش صوت!!

 

 

عبد الرحمن الأبنودي

google-playkhamsatmostaqltradent