المواطن المصري بين مطرقة النظام وسندان الإرهاب
- أنا عن نفسي مستعد اشتغل مرشد لأمن
الدولة أو مخبر للشرطة أو أي حاجة تانية شمال .. إن شا الله اشتغل إعلامي والعياذ
بالله .. بس دي مش شغلتي الأساسية اللي ممكن أكون مؤهّل لها .. في حين إن
المسؤولين الفعليين عن كده واللي بياخدوا مرتبات مقابل كده نايميين ف العسل
ومنتظرين المواطنين يعملوا شغلهم.
- الإعلامي التامر الأمين بيقول لك:
"لو شكّيت .... لو شباب غريب .... لو طالعين بكراتين .... لو فيه اجتماعات
بتحصل .... " .. يعني سيادتك ح تؤذي جارك (وح تودّيه ورا الشمس
وانت عارف إن اللي بيروح ما بيرجعش ولو رجع فبيرجع بعد شهور أو سنين) لمجرد شك وده
ح يخلّينا نعيش حياة مخابراتية يتربص فيها المواطن الشريف بجاره ويتلصص عليه
ويتدخل في شؤونه ويعامله كإرهابي حتى يثبت العكس .. ولو مش مواطن شريف فممكن تبلّغ
عن جارك "النطع" (على حد تعبير الإعلامي الخلوق) اللي فوق علشان ولاده
"الأنطاع الصغننين" بيبدبوا عليك وانت نايم العصرية أو جارك
"النطع" اللي تحت علشان مراته "النطعة" شتمت مراتك اللي مش
"نطعة" لمّا غسيلكم نقّط على غسيلهم.
- بيقول كمان لا فض فوه: "لو شكّيت
إن الشقة اللي جنبك مشبوهة .. ومش مشبوهة يعني دعارة .. لأ .. مشبوهة يعني شباب طالع
ونازل" .. معنى كده إن لو جارك بيدير شبكة آداب ما لكش دعوة واعمل نفسك من
بنها العسل أو بنها الفلل وما فيش داعي تبلّغ عن حاجة تافهة زي دي .. علشان ما حدش
ح يتحرك أصلاً.
- بيقول الله يكرمه: "شرف لك
كمواطن أن تكون مخبر لبلدك بدل ما تكون إرهابي على دولتك" .. يعني لو رفضت
تبقى مخبر فإنت أكيد إرهابي ما فيش احتمال تالت .. وطبعاً ما فيش تعريف محدد لكلمة
"إرهابي" .. فمن وجهة نظر الدولة إن أي معارض سياسي هو بالسليقة إرهابي
متعفّن.
- أخيراً: الإرهاب أنواع .. من ضمنها
إرهاب الدولة للمواطنين بالزج بهم في أتون الحرب على الإرهاب المسلّح أو الصراع
على السلطة مما يُشعِر المواطنين بأنهم يعيشون في مجتمع بوليسي يفتح المجال أمام
التخوين والاتهامات بالعمالة وما يترتب على ذلك من تآكل ثقة الناس (أو بالأحرى
الناس المتحولين لمخبرين أو بصّاصين أو جواسيس) في بعضها البعض ومن ثم تآكل السلام
المجتمعي بل المجتمع نفسه.