خبر
أخبار ملهلبة

مقالان تم نشرهما قبل 9 شهور من سقوط "مصر" لقاع مجموعتها وخروجها مبكراً من كأس العالم


السيسي يأمر بصرف مليون ونصف جنيه لكل لاعب من لاعبي المنتخب المصري كهدية بعد وصول مصر لكأس العالم 2018

المقال الأوّل: في 9 أكتوبر 2017 :


لن تفسدوا فرحتنا بتلك الشائعات يا أهل الشر



هذا الخبر (في الصورة) صدر من شبكة "رصد" الإخوانيّة الموْتورة .. أغلب الظن بل كل اليقين أن خبر مكافأة الرئيس السيسي لكل لاعب بمليون ونصف المليون جنيه ما هو إلا شائعة سخيفة لكل المغرضين والحاقدين على رئيس مصر .. فالرجل يشكو مُر الشكوى من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر فهو أدرى الناس (بحكم منصبه الدقيق) بالمحنة التي يخوضها الوطن والشعب .. ولم يفوّت الرئيس أي مناسبة للإفصاح عن رغبته الشديدة لتوفير كل قرش يمكّنه من إعادة البلد للوقوف على قدميْها من جديد لدرجة أنه طالب الشعب بإعطائه "الفكّة" التي تتبقّى من معاملاته المالية ولدرجة أنه ترجّى المواطنين بأن "يصبّحوا" على مصر ولو بجنيه ولدرجة أنه تمنّى باكياً أن يبيع "نفسه" لتوفير أي مبلغ يري أن مصر أحوج إليه ولدرجة أنه أهان نفسه من أجل بلده عندما أشرف بنفسه على صندوق تبرعات "تحيا مصر" لدعم المحتاجين.

لن أصدّق أن نفس هذا الرجل يمنح ملايين الجنيهات من أموال الشعب الذي استأمنه عليها للاعبي الكرة المليونيرات .. فالرجل لا ينام من أجل توفير أدنى متطلبات العيْش للفقراء من بني وطنه الذين لم يجدوا أحداً يحنو عليهم سواه .. وهو ليس من الغباء ليستعدي الفقراء بهذه الخطوة خصوصاً وأنهم يتحمّلون ما لا طاقة لأحدٍ به ثقةً منهم في أن ما يتكبّدونه من غلاء ومعاناة سيصب في مصلحة الوطن العزيز وسيجنون هم أو ذريتهم ثماره إن شاء الله.

إنني كباقي الشعب أثق تماماً في حِكمة الرئيس وحُسن تصرّفه فهو يعرف جيّداً أن تكريم لاعبي المنتخب الأثرياء (الذين شرّفوا مصر وفرّحوا شعبهاليس بالضرورة أن يكون مادياً بأموال الفقراء التي لا يحتاجونها .. بل يمكن تكريمهم معنوياً فيقيم لهم حفلاً عظيماً بتكاليفٍ زهيدة ويمنحهم خلاله أعلى الأوسمة والميداليات خصوصاً وأنهم لم يبذلوا كل هذا الجهد والعرق طمعاً في مالٍ أو مكافأة مادية لن تفرق معهم كثيراً بل أملاً في رسم الفرحة على وجوه إخوانهم في الوطن .. تماماً كالجندي الذي يستشهد إثناء الدفاع عن وطنه لرفع رايتها عاليةً خفاقة وليس طمعاً في مالٍ أو معاش وإلا فيكون كفرد القوّات المرتزقة التي تحارب من أجل المادة فقط.

كفاكم شائعات يا أهل الشر واتركوا الرجل يعمل لبناء الوطن ويحافظ على أمانته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرئيس السيسي يوافق على صرف مليون ونصف جنيه مكافأة لكل لاعب  بالمنتخب المصري

المقال الثاني: 10 أكتوبر 2017 :


اعتذار واجب عن سذاجتي المتناهية



للأسف طلع الخبر صحيح وانا اللي كنت أهبل وعلى نيّاتي .. للأسف صدّقت كلام الريّس عن أزمة مصر .. وعن إننا فقرا أوي .. وعن إننا مش لاقيين فلوس نصلّح بيها نظام السكة الحديد اللي بيقتل مئات المصريين كل سنة .. وعن إنه مستعد يبيع نفسه علشان يجيب قرش زيادة للبلد .. وعن إنه عايز يدينا من عينيه بس يا عيني مش قادر يدينا .. وعن إننا ما يصحّش ناكل مصر أونموّتها بل يجب علينا إننا ناكل طوب ونستحمل ظروف الغلا والمعاناة علشان نبني بلدنا اللي بتشحت من اللي يسوى واللي ما يسواش.

أحيييييه .. طلع الكلام ده كله بلح .. وأتاري طلعنا أغنيا .. وأتاري الريّس بيقول لنا مفيش وهوَّ عنده جوّه .. وأتاري معانا ملايين بنبعترها يمين وشمال للاعبين ومدربين محترفين في الداخل والخارج أقل واحد فيهم عنده فيللا وبيركب بي إم .. لو حسبت ميزانية فريق كرة القدم من ساعة تكوين هذا الفريق من تلات سنوات تقريباً ح تلاقيها عدّت النص مليار جنيه (خمسميت مليون) من لحم الحي .. وده مش رقم هلامي خبطته كده وخلاص .. احسب سيادتك معايَّ: مرتب كوبر لوحده مليون ونص شهرياً (وح يزيد لاتنين مليون بعد الوصول لكاس العالم) زائد نص مليون كمان مصاريف إقامته في فندق خمس نجوم وسفرياته من وإلى الأرجنتين وتخصيص سيارة ببنزينها وموبايل بفواتيره ده غير فواتير الفتة في المطاعم الفاخرة إلخ .. واتنين مليون شهرياً مرتب الجهاز المعاون (اتنين أرجنتينيين و13 مصريين) .. وتكاليف الرحلات الخارجية (اتنين مليون في كل سفرية) والداخلية .. والإقامة في الفنادق الخمس نجوم بره وجوّه .. وإيجار ملاعب التدريب والمباريات الرسمية .. وتكاليف إقامة المعسكرات الطويلة والقصيرة والجابونيز لتلاتين لاعب على أقل تقدير .. ورواتب اللاعبين طوال هذه الفترة .. ومكافآت اللاعبين والجهاز الفني والإداري والطبي في حالات الفوز في المباريات أو الحصول على المركز التاني في بطولة أفريقيا أو الوصول لكأس العالم ودي لوحدها عاملة سبعين مليون (45 للاعبين و9 لكوبر و15 للمساعدين) .. والنص مليار ده كمان لا يشمل المبالغ اللي ح تتصرف ع المنتخب من الآن لحد بداية كأس العالم (سفريّات ومعسكرات ومباريات وديّة ومرتبات ومكافآت وغيره). 

ييجي بقى ناس فلاليط (جمع فلّوطة أي واحد عامل مفتّح) يقولوا لك: "وإيه يعني ما المنتخب ح يلم ربعميت مليون من الفيفا والشركة الراعية وغيرهم" .. ورغم المبالغة في المبلغ ده طب يا فالح منك لها له المفروض الربعمية دول الدولة تاخدهم وتستعوض ربنا في الميت مليون الفرق بين اللي اتصرف ع المنتخب (500) واللي دخل منه (400) .. ولا هوَّ "الحمار لمّا يشبع بيبعزق عليقه" وحالفين لنصرف الفلوس كلها ع الفاضي وما نلمش ولا مليم من اللي صرفناه ع المنتخب من فلوس الشعب الغلبان؟

لو بتدوّروا على تكريم المنتخب (اللي يستاهل التكريم بالفعل) فممكن الريّس يعمل لهم حفلة يحضرها بنفسه ويكرّمهم أدبياً بمنحهم أوسمة ونياشين يفخروا بيها طول عمرهم .. ثمَّ إن اللاعيبة مش منتظرة مكافآت مادية (ربنا يغنيهم أكتر وأكتر) .. يعني محمد صلاح كان بيلعب بحماس وحُرقة وكان بيموّت نفسه في كل كورة علشان المليون ونص دول؟ طبعاً لأ .. لو عرضتم على اللاعبين يلعبوا ببلاش أو حتى يدفعوا من جيبهم مش ح يتأخّروا علشان مصر .. وإذا كنا ح نكرّم كل من ساهم في تشريف مصر بالفلوس اللي جات من وراه ونِدي كل واحد جزء من التورتة اللي ساهم في صنعها يبقى احنا بنحوّل المواطنين لمرتزقة .. ويبقى من حق أهل كل شهيد أو مصاب في نصر أكتوبر مثلاً يطالبوا بجزء من الربح أو العائد اللي دخل مصر عن طريق سينا اللي ساهموا في تحريرها سواء كانت عائدات سياحة أو اكتشافات بترولية أو غيرها.

يا جماعة اعقلوها كده ولا ترددوا كلام أحمد موسى اللي بيقول إن المليون ونص المكافأة دول قليلين وشويّة جداً وإن المفروض الربعميت مليون اللي جابهم المنتخب يتوزعوا بالكامل على أفراد الفريق .. ما تخلونيش أقول عليكم إنكم بتفنجروا من فلوس غيركم علشان مش غرمانين حاجة .. لإن الحقيقة بتقول إن الفلوس دي بتاعتنا كلنا .. وكان الأولى بينا نصرفها على إقامة مشاريع توفّر فرص عمل جديدة لولادنا وتكفل لهم حياة كريمة ويشتغلوا فيها طول اليوم علشان نشغلهم عن الإرهاب والجريمة .. تخيّل بقى لو ما كانش عندنا منتخب من أساسه ووفرنا النص مليار دول أكيد كنا ح نفضل عايشين برضه لإن فيه حاجات أهم من كاس العالم .. وإذا كنتم مصممين تصرفوا المبلغ ده في الرياضة فشوف بقى كنا عملنا كام مركز شباب وكام ملعب وساحة شعبية يطلّعوا لنا ألف محمد صلاح يوصّلونا كل مرة لكاس العالم بدل ما احنا بنصرف المصاريف المهولة دي علشان نوصل مرتين تلاتة كل 85 سنة وفي كل مرّة بنطلع واحنا واخدين على قفانا بعد ماتشين تلاتة (زيّنا زي كل البلاد العربيّة والأفريقيّة والآسيويّة) .. وبدل ما الشباب كله بقى قاعد ع القهاوي والكافيهات والنواصي من غير ما يعمل حاجة مفيدة .. حتى قهوة المعاشات بقت كلها شباب عجّز قبل أوانه بيقعد طول الليل يشيّش ويشرب سجاير ويرازي في خلق الله.

آسف جداً علشان عِشت دور الفيلسوف وده طبعاً علشان انا بحر من العلم وترعة من المفهومية ومخي بلالانت .. وآسف أكتر ع الإطالة بس الواحد قرّب يفرقع خلاص .. مش من الحرامية اللي ناهبة البلد .. لأ .. من اللي بيتسرقوا عيني عينك وعلى قلبهم أحلى من العسل وكمان بيدافعوا عن اللي بيسرقهم ويرجعوا في الآخر يعيّطوا من ارتفع أسعار الأكل والشرب والكهربا والميّه والغاز والصرف الصحي والضرايب والنت وكروت الشحن والبنزين والمواصلات والدوا واللبس والأجهزة والسكن ومصاريف التعليم والسجاير والسيارات وقطع الغيار والدهب والجواز والخِلفة و .. و .. و ....... يا ختااااااااااااي .. والنبي دوخت يا ختي .. إلهي يدوّخكوا يا بُعدا.


google-playkhamsatmostaqltradent