خبر
أخبار ملهلبة

العدالة في الدول الكافرة | عقبى لنا يا رب .. قصدي ع العدالة طبعاً


سلسلة حواديت ابن أبي صادق



العدالة في الدول الكافرة

 

 

حدّثني الحكيم "ابن أبي صادق" .. وهو ببواطن الأمور عالِمٌ حاذِق، أن للدول الكافرة عدالةً أكيدة .. وبيْننا وبينهم مسافاتٌ بعيدة، ذلك لأن نظام قضائهم يقوم على قوانينٍ صارمة .. تساوي بين الأميرة والخادمة، أما عندنا فلا يُطبَّق القانون .. على مَن له ظهرٌ يصون، وربما تكون عدالتهم غير ناجزة .. ولكنها لم تكُن يوْماً عاجزة، وسأحكي لك عن رفاق "كوامي أجامو" .. وهم من الأفارقة الذين في "أمريكا" أقاموا، وكانوا أصدقاءً ثلاثة .. ما زالوا في سِن الحداثة، تم اتهامهم في قضيّة قتل .. لموظّف بنكٍ كهل، أثناء سرقتهم لأحد البنوك .. فحامت حوْلهم الشكوك، حتّى تقدّم الصبي "فيرنون" .. وتعرّف عليهم لتتبدّد الظنون، وتم الحكم عليهم بالإعدام .. رغم إنكارهم لهذا الاتهام، ثم تم تخفيف الحُكم على الجناة .. بالسجن المؤبّد مدى الحياة، وبعد أربعين عاماً فُتِحَت القضيّة مرّةً أخرى .. عندما حدثت مفاجأةٌ كبرى، بسبب "فيرنون" الذي سحب شهادته .. واعترف أنه اختلق إفادته، فقد أراد لعب دور البطولة .. فشهد على الثلاثة بكل سهولة، رغم أنه لم يشهد الجريمة .. وكانت مشاعر ندمه عظيمة، وتم إطلاق سراح الأبرياء .. وتعويضهم ماليّاً عن هذا البلاء، وطالب "أجامو" بتعديل نظام العدالة الجنائيّة .. حتّى لا يقع بسببها أبرياء - غيْره - ضحيّة، وبالفعل أُعيدت مراجعة بعض القوانين .. حرصاً من العدالة على عدم ظُلم المواطنين، وهكذا تلتزم هذه الدول المتطوّرة .. بحقوق شعوبها المتحضّرة، والغريب أن بعض المسلمين .. يصف الأجانب بالكافرين، رغم أن الحق في بلاد المسلمين ضائع .. وانتشار الظُلم بينهم أمرُ شائع.       

ودعني أُنهي هذه الحدّوتة المليئة بالآلام .. بقوْل "ابن تيمية" شيخ الإسلام: "إن الله يقيم الدوْلة العادلة وإن كانت كافرةً فاجرة .. ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمةً طاهرة".

وإلى أن نلتقي في حكايةٍ أخرى .. لكم من "ابن أبي صادق" تحيّةٌ كبرى.

google-playkhamsatmostaqltradent