أمثال صعيدية عبقرية مهجورة | خلاصة الحكمة والخبرة

الطبيب بين سندان العمل ومطرقة المريض

استيقظ أهل بيتي صباح اليوم على صراخي العالي عندما انتابني شد عضلي عنيف بعضلة سمانة الساق اليسرى أيقظني فجأة من سباتي العميق .. وبعد دقيقتين زال الشد ولكنه خلّف ألماً خفيفاً يظهر عندما أمشي فقررت أن استريح على الفراش رافعاً رجلي فوق بضعة وسائد مع عمل بعض الكمادات والمساج منتهزاً يوم أجازتي الأسبوعية .. وعندما سألتني ابنتي عن سبب هذا الشد العضلي خجلت من مصارحتها بأن السبب هو عدم ممارسة الرياضة (فقد كنت يوماً ما رياضياً من الطراز الرفيع) منذ فترة طويلة جداً بسبب الانشغال في العمل يوميّاً لفترات طويلة (كأي شخص جنوا عليه فجعلوه طبيباً) فلم يُتح لي الوقت والفرصة لكي ألعب أي لعبة رياضية فاكتفيت فقط بأن ألعب في مناخيري من وقتٍ لآخر .. فأجبتها وكأني ألغوش على الحقيقة بأن سبب الشد العضلي كان بسبب قسوتي على نفسي في الجري لمدة ساعتين متواصلتين في حلمي الأخير وأنا نائم.

ومنذ دقائق وصلتني رسالة على الفيسبووك من زوجتي فيها صور هذه المُزّة الأجنبية (مونيكا) البالغة من العمر 95 عاماً .. ولم تعلّق المدام مشكورة على هذه الصور ولكني فهمت بالطبع أنها تعيّرني بتدهور صحتي للدرجة التي تجعلني أعاني من شد العضل دون أن استخدم أساساً أي عضل .. ولكن ثقةً في الله فإن ثقتي بنفسي لم ولن تهتز بتاتاً البتّة .. فأنا كمصري أصيل حفيد للفراعنة الجبّارين احتفظ ولله الحمد بلياقتي كأي عربي طبيعي تجاوز الخمسين رغم الكِرش البسيط الذي هو في حجم البرتقالة الصغيرة بعد تكبيرها X100  .. وأنا - واللهمَّ لا حسد - استطيع أن أتقلّب على فراشي كيفما شئت .. كما يمكنني الصعود والنزول بين السجادة والأرضيّة بمنتهى السلاسة واليسر .. كما أقدر على تحقيق أرقاماً عالية غير مسبوقة في تمارين الضغط على زر السيفون في ليونة مفرطة وقت إصابتي بالإسهال .. ولا أجد أي صعوبة في الانتقال بين غرف منزلي أو عيادتي في أريحية واضحة دونما أي مساعدة خارجية من أي كلب فاكر نفسه أقوى مني .. ومازلت استطيع الجري بسرعة هائلة يمكن أن تصل لمائة كيلو متر في الساعة بسيارتي.

أستأذنكم الآن فسأضطر للانصراف فقد حان وقت دهان الفولتارين وبلبعة دوا الخشونة .. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.