خبر
أخبار ملهلبة

الكلاب | عبد الرحمن الأبنودي



الكلاب

 

 

الكلاب .. تُسكُت وتِنبح

الكلاب .. تِقفِل وتِفتح

الكلاب .. تِمنع وتِسمح

والكلاب .. تِخسر وتِربح

 

نَبْحها ف الليل غريب

صَمْتها دايماً مُريب

ع البيبان واقفة مناوبة

بِشْمَة (متخمة من كَثرة الأكل) لا تشبع متاوبة (تتثاءب كثيراً دون توقّف)

لوْ أَكَلْنا اللُقمة تِنبح

لوْ رمينا اللُقمة تِنبح

لمّا تِتّاوِب ما بتداريش نيابها

لمّا نُسكُت تبقى هادية

لمّا نتكلّم تعبّر في وضوح عن اكتِئابها

علّمتنا الاكتئاب .. الكلاب

 

طالعة نازلة كالمكوك (مثل البَكَرة المعدنيّة)

 بس يزعجها أدان الفجر وصياح الديوك

عارفة سِكّة المناطق الجديدية

والحوانيت (الدكاكين) الجديدة

والأوتيلّات (الفنادق) الجديدة

تِشرب القهوة وهيَّ قاعدة بتفَلّي الجريدة

تِعرف العُملة إذا قلقانة ولّا مطمئنّة

ما تقابلهاش إلّا على باب النوادي والبنوك

ف الصوَر تِظهر وتوْضَح

كل ما شبِعنا غياب .. الكلاب

 

لمّا بتعدّي نوسّع

لو نناقشها تسرسع (تتكلّم بصوتٍ رفيعٍ حاد)

الكلاب تِنبح ولكن مش بتِسمع

أي كِلمة لو نقولها

تِتنفِض ترفع ديولها

قَد ما تضيق الحياة قُدّام عيونّا

قَد ما قُدّامها توْسَع

لمّا بتشوفنا تِبَصْبَص (تُمعن في النظر)

ف الحوانيت الرخيصة تحتقرنا

لمّا نسأل ع اللي أرخَص

عارفة أحوال الجميع من غير سؤال

من غير ما تِفحص

ليها نَظْرة لا تخيب

نَبْحها دايْماً غريب

صَمْتها قاسي مُريب (يثير الشك)

كل ما تناصحنا (تبادلنا النصيحة)

بنلاقيها أنصح

كل ما نسكُت

نلاقي سكوتها أفصح (أكثر بياناً وتعبيراً)

ف العِراك تِعرف تحارب

ف البورَص (جمع بورصة الأسهم) تِعرف تضارب

تِمشي ف الأسواق بتِتمايل

وتِغلِب أي شارِب

قاعدة على أعلى المكاتِب

نايمة على أغلى المراتِب

دَخْلها (إيرادها المالي) عُمرُه ما ينقص

لوْ نِجِحت تُقَف ف ريحك (بجانبك)

لوْ تموت عارفة ضريحك (قبرك)

 لوْ وقِفت لها تزيحك

الله غالب .. الله واخد .. الله جايب

واللي جاي هوَّ اللي أنقح (أشد وطأة)

موّتوا حِلم الأحبّة والصُحاب .. الكلاب

 

لوْ تعُضّك إوعى تِحدِفها بطوبة

القوانين .. للعقوبة

والكلاب أم الخصوبة

ليها أطفال عُمْي .. بُكرة يفتّحوا

وينبحوا من غير صعوبة

يُخرُجوا طوفان على قلب المدينة

اللي ما لناش حاجة فيها

واللي ما لهاش حاجة فينا

يُخرُجوا طوفان يحِرّوا (يسبّبوا الحَر) برد طوبة (شهر قبطي مشهور بالبرد القارص)

واحنا ما ف اليَد حاجة

سُذجاء آخر سذاجة

ما اكتشفناش إنها نِباح وعَض

كان بقى لنا قصور ومال ياما وأرض

بَس لوْ كان علّمونا كُره بعض

كان زمانّا بننجَحوا

كان زمانّا بنسكتوا وبننبحوا

وبنقفلوا وبنفتحوا

زي الكلاب

 

 

عبد الرحمن الأبنودي

google-playkhamsatmostaqltradent