خبر
أخبار ملهلبة

ما بين "أوّل القصيدة كفر" و"الجواب بيبان من عنوانه" يا قلبي لا تحزن


الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الأسكندرية يقول أن الله هو الذي يحاسبه وليس المواطنون
 

سبتمبر 2018 :

 


يقال أن "المعز لدين الله" حين دخل مصر قال فيه "ابن هانئ الأندلسي" قصيدةً كان مطلعها :

ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ

فاحكم فأنت الواحد القهارُ

فكأنما أنت النبى محمدٌ

وكأنما أنصارك الأنصارُ.

وقتها قال أهل مصر المحروسة : «أول القصيدة كفر» .. وصارت مثلاً يُضرَب عندما يبدأ شخصٌ ما أمراً ما بقولٍ أو فعلٍ خاطئ يجافيه الصواب.

يجب أن يعرف محافظ الأسكندرية الجديد أنه تحت الحساب (وليس فوقه) في الدنيا أيضاً كما في الآخرة بالطبع .. وإذا كان المسؤولون في مصر في مأمنٍ من الرقابة الرسمية والحساب الحكومي كما نعرف (إلا مَن تجرّأ وأساء الأدب أو خرج عن الخط الذي رسمه له الحاكم) فإن للناس أعيناً تنتقد المخطئ أو المحسن سلباً أو إيجاباً لو أخطأ أو أصاب، وألسنةً تلوك سيرته بالذم أو المدح إن أهمل أو أجاد، وبصائرَ تزن أعماله إذا أساء أو أحسن، وأفئدةً تدعو عليه أو له متى أفسد أو أصلح .. وربما يسارع الله بعقابه أو ثوابه في الدنيا ليكون عبرةً أو قدوةً يحتذي بها غيره.

ولكن أن يكون أول القصيدة كفراً فهو أفضل من أن يكون وسطها أو آخرها كفراً (هذا إذا كان الكفر واقعٌ لا محالة أو لا بُد منه في القصيدة) .. وإذا كان المحافظ قد جانبه التوفيق بتصريحه الأوّل فإننا جميعاً نرجو له النجاح والصلاح والإصلاح في مسؤوليته الجديدة الثقيلة .. وننصحه بألا يرتكن فقط على حساب المولى في الآخرة (وهو الأعظم طبعاً) وكذلك بأن يكف عن تلك التصريحات التي حفظها شعب الأسكندرية من كثرة ما قالها المحافظون المتناوبون عليها من قبله وأن يهتم فقط بالأفعال التي تغني عن الأقوال كما قال الأميريكيون: "Deeds, not words, matter most". 

# ملحوظة: لم يستمر هذا المحافظ المهندس في منصبه سوى عامٍ واحدٍ فقط دون أدنى إنجازاتٍ ملموسةٍ ليثبت قوْل المصريين أيضاً: "الجواب بيبان من عنوانه" .. ثم عاد المنصب لأصحابه الحقيقيين الذين يورّثونه فيما بينهم بعد أن تم منحه لأحد اللواءات.

google-playkhamsatmostaqltradent