أمثال صعيدية عبقرية مهجورة | خلاصة الحكمة والخبرة

يا أغلى اسم ف الوجود.. يااااااا "صُبحيّة" (3) | فضائح مصر المهروسة لابن النكدي

 

 

- .... همهمة تنتشر بين الحضور يقطعها صوت الدكتور "طلسم".

- بالظبط كده.. مصر هيّ أمي.. أمّي وأمّك وأمنا كلّنا.. صح؟.. تمام.. فين الاختلاف بقى؟.. أنا أمي الله يرحمها كان اسمها "لواحظ" وكنت ساعات باضحّك معاها واقول لها يا "مصر".. ما دي أمّي ودِكهه برضه أمّي.. الاتنين أمّي.. فلمّا الريّس يسمّي "مصر" باسم امّه السيّدة الفاضلة "صبحيّة" يبقى دي قمّة اللماحيّة والذكاء لإنه بيزرع فينا حب الوطن وشرف الانتماء لترابه على أساس إني ح احب "صبحيّة" أمّي أكتر من "مصر" أمّي لإن "صبحيّة" شيء ملموس ومحسوس ومرئي يقدر يثير مشاعرنا أكتر من "مصر" المعنويّة التي لا توجد سوى في خيال الشعراء فقط.. ح ييجي واحد حِدِق يسألني : طب واشمعنى "صبحيّة"؟.. الرد بسيط قوي : لازم يبقى فيه اسم واحد بس للبلد.. يعني ما ينفعش اسمّيها أنا "جمهوريّة لواحظ العربيّة" وواحد تاني يسمّيها "جمهوريّة فتكات العربيّة" على اسم امّه أو واحد تالت يسمّيها "جمهوريّة زبيدة العربيّة" وهكذا.. لأ.. عايزين اسم واحد بس.. وبما إن أم الريّس هيّ أمّنا كلّنا خصوصاً بعد ما كل الناس اختارتها الأم المثاليّة يبقى مش غريب إننا نسمّي بلدنا الحنون اللي نِفسنا تبقى مثاليّة زي أم الريّس : "صبحيّة".

- .... تصفيق رهيب.

- وبعدين شوف جمال الاسم : "صُبحيّة".. اسم يدعو للتفاؤل والإشراق والإحساس بالمستقبل الباهر واحنا على مشارف القرن الجديد.. ده حتّى احنا بنستخدمه ف حياتنا اليوميّة بشكل طبيعي جداً.. تلاقي واحد يقول لك مثلاً : ابعد عنّي الله لا يسيئك احنا ف ساعة "صبحيّة".. واخواتنا ف الشام عندهم أغنية بتقول : يا ما اسعد "الصبحيّة" مع طلعة الفجريّة.. وانا نِفسي الريّس يطلّع قرار جمهوري تاني بتغيير كلمات الأغنيّة المصريّة علشان تبقى : الحلوة دي قامت تعجن ف "الصبحيّة" والديك بيدّن كوكوكوكو في الفجريّة.. لإننا مش أقل من الشوام واحنا أوْلى "بصبحيّة" من أي حد.. وكمان ما احناش أوّل ناس نسمّي بلادنا بأسامي أفراد.. عندكم مثلاً "المملكة السعودية" الشقيقة اللي اكتسبت اسمها من "آل سعود".. و"المملكة الأردنيّة الهاشميّة" نسبةً إلى "بني هاشم".. وغيرهم كتير.. وبعدين مين قال إن أصل كلمة "صبحيّة" مش مذكور في القرآن؟.. لو دوّرنا عن الكلمات اللي فيها الصاد والباء والحاء ح نلاقي تسعة وتلاتين كلمة - مش أربعة بس - فيهم "صبح" وهوَّ أصل كلمة "صبحيّة".. شوفوا العَظَمة؟.. أخيراً : لازم نعترف إن المسمّيات يجب أن تدل على أبعاد متوازية ومتساوية للكلمة وحروفها لتكون على نفس النسق العام من مدلولها الشعبي اللغوي بحيث لا تستقيم أبداً دون اتساق بؤري ومحوري يكون هو لب المضمون الفكري وعوامل التداخل المركزي واللامركزي لكلمة "صبحيّة".. وشكراً لحسن استماعكم.

- .... تصفيق حاد.

- شكراً يا دكتور.. اتفضّل يا أستاذ "كانسون".

- بون سوار.. أحب أشرح في عجالة إن الفراعنة من سبعة آلاف سنة هم أوّل مَن استخدموا الرايات والأعلام كرمز وطني وإن العَلَم المصري ف العصر الحديث قد تطوّر واختلف شكله وألوانه مع اختلاف العصور والأنظمة الحاكمة.. يعني مش أوّل مرّة العَلَم يتغيّر.. وبما إننا داخلين عصر جديد في قرن جديد تحت حكم رئيسنا البطل "فركوك الحويط" فـ....

- .... تصفيق حاد وهتاف متكرّر.

- فـ.. فـ.. فلازم نغيّر شكل العَلَم ويبقى له مدلولات جديدة تواكب العصر المتطوّر اللي احنا فيه.. العَلَم الجديد مكوّن من نصفين نصفه الأيمن مقلّم.. قلم طخين فوشيا يدل على الإشراق والأمل والقوّة والجهاد والدماء التي تُبذَل للتضحية في سبيل الوطن.. وقلم رُفيّع أسمر يرمز إلى الحداد على شهداء البلاد في مختلف العصور البائدة التي تخلّصنا منها حتّى وصلنا إلى هذا العهد السعيد الميمون.. ونصفه الأيسر مشجّر.. ورق شجر أخضر صغيّر على كبير يشير إلى تحالف قوى الشعب العاملة وانصهارها في بوْتقة واحدة.. واللون الأخضر يرمز إلى خصوبة وادي النيل وإلى الإسلام الذي هو الدين الرسمي للبلاد.. وبين النصفين وردة كبيرة.. أوراقها بمبة كرمز للسلام والنقاء والمحبّة.. وغصنها به شوكة كبيرة دلالة على إن مصر بالصلاة ع النبي تؤذي وتضر كل من يقطف وردتها أو يقف في سبيل نهضتها ومستقبلها.. بالذمّة شوفتوا ذوق فنّي أحلى من كده ولّا معاني سامية أكتر من كده.. أنا عن نفسي باقول للريّس : سير على بركة الله فأنت جدير برئاسة دولة "صبحيّة" العظيمة.. وشكراً.

- .... تصفيق حاد وهتافات عديدة أخرى.

- بنشكر فنانّنا الجميل "كانسون".. وبندعو الدكتور "مهاود" أن يدلي بجردله في مسألة السلام الجمهوري.. اتفضّل.

- العواف على كل الحبايب.. أنا مش عايز أطوّل عليكم ف الكلام.. أنا ح اقول كلمتين فيهم الشفا.. آه وربّنا.. بقى كل رئيس مسك "مصر".. قصدي مسك "صبحيّة" ولا مؤاخذة كان بيجيب السلام الوطني والنشيد القوْمي اللي يحبّه.. يعني مثلاً السلام الوطني زمان كان على ألحان نشيد "اسلمي يا مصر" وبعدين جه سلام تاني بتاع نشيد "الحريّة" وبعده "و الله زمان يا سلاحي" وبعده "بلادي بلادي".. يبقى من حق ريّسنا يجيب السلام اللي على مزاجه.. وكلّنا عارفين إن الريّس مزاجه عالي جداً وذوقه ف الأغاني بيستمده من الألحان الشعبيّة اللي بتعبّر عن كل "صبحاوي" مننا.. وعلشان كده سيادته كان متردّد بين لحنين.. كل لحن أنقح م التاني.. وساب حريّة الاختيار بينهم للجنة الموقّرة اللي أفرادها بيمثّلوا الشعب.. طبعاً دي منتهى الديمقراطيّة لإشراك الشعب في حكم البلاد.....  

- .... تصفيق.

- المهم.. اللحن الأوّلاني بتاع أغنية "وشربت حجرين ع الجوزة.. مع يويو والضبع وموزة".. وطبعاً دي أغنيّة كسّرت الدنيا لأنها بتعبّر فعلاً عن الواقع الصبحاوي الأصيل والمعاصر.. وأكيد كمان بتدعو للتعاون بين الشعوب والالتفاف حوْل كل ما هو هادف وثمين من أجل تكريس مستقبل أفضل لأولادنا ومن أجل تحقيق حلمنا المشروع الذي لن يتحقّق إلّا بالمناولة بين الشعوب.. واللحن التاني المقترح هو بتاع أغنيّة "هاتي بوسة يا بلدي.. هاتي حتّة لولدي".. وطبعاً دي أغنيّة وطنيّة تم إبداعها في أوائل القرن الواحد والعشرين.. يعني من أيّام الفن الجميل.. بس لسّه عايشة ف وجدان كل واحد فينا من شدة جمالها وحلاوة كلماتها اللي تصلح لكل عصر.. الأغنيّة دي اتربّينا عليها واتعلّمنا حبّنا "لصبحيّة" منها.. وما انساش إني لمّا كنت ف مهرجان "سوسة" للأغنية الوطنيّة كان الإخوة التوانسة بيرقصوا عليها بجنون.. ما فيش واحدة في المهرجان إلّا واتحزّمت ورقصت بمنتهى الحماس والحب.. وما فيش واحد إلّا وقلع قميصه وهاتك يا هز وهوَّ ف قمّة النشاط والحيويّة.. تخيّلوا بقى وَقْع هذه الأغنيّة العظيمة على معنويّات ظُبّاط وجنود "صبحيّة" لمّا نشغّلها لهم وقت الحرب أو التدريبات.. ح يولّعوها.. أكيد حاسّة الوطنيّة وحب الجهاد ح تدب فيهم أكتر م النشيد النايم أبو إيقاع واقع بتاع ده الوقت.. بصراحة أنا متحمّس جداً للحن التاني لإنه فعلاً إختيار موفّق وبيعكس الإرادة الشعبيّة.. ياللا باي.

- .... تصفيق حاد.

- شكراً يا دكتور "مهاود" على التحليل الفنّي الموضوعي بتاع سيادتك.. وعلى فكرة جات لنا رسايل كتيرة على صفحة البرنامج ع الفيس بوك بتؤيّد الريّس وأفكاره البنّاءة وبتشكر جداً ف موضوع حلقة الليلة دي اللي لسّه ما انتهتش وبنوعدكم بفقرات تانية متميّزة جداً بتهِم كل أفراد العائلة الصبحاويّة سنلتقي بها بعد الفاصل إن شاء الله.. ما تروحوش ف حتّة وما تغيّروش المحطّة.. ح نرجع لكم بعد الإعلانات اللي مش ح تقعد غير ساعة إلّا ربع بس.. خلّيكوا معانا.

واكتفى "أوريكا" و"فرتكة" بهذا القدر من المشاهدة فأطفآ التلفاز وناما في هناءٍ وسعادة بعد أن اطمأنا على مستقبل ولديْهما في ظل بلدٍ جديدة تعيد تشكيل نفسها من البداية وتنبذ الماضي بكل أحداثه وتعتمد في صياغة نفسها على مؤسّسة الإعلام الضخمة التي تسوّق للمنهج الذي يريده النظام.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ولكِ الله يا.... "صُبحيّة".