خبر
أخبار ملهلبة

هل فعلاً "الدين أفيون الشعوب"؟


الشيخ عصام تليمة يهاجم الدكتور ياسر برهامي: أنت تافه ولك فتوى أباحت الشذوذ وهجومك علينا هوس

هل فعلاً "الدين أفيون الشعوب"؟

 

 

العداء بين القيادات السياسية للإخوان والسلفيين يستحكم أكثر فأكثر .. وهذا ما توقعته في روايتي "شيء من الخبث" الصادرة في 2012 عندما قلت: "وقد يري الغافل أنهما (الإخوان والسلفيّين) وجهان لعملةٍ واحدة ولكن النابه من يستطيع أن يلحظ ما بينهما من اختلافٍ شكلي وجوهري يصل لدرجة الصراع، وهذا يتضح جليّاً للمتأمّل للموقف السياسي".
وأنا هنا أعني القيادات السياسية للجماعتين والتي لا يعنيها سوى تحقيق مصالحها للاستئثار بالسلطة بغض النظر عن المصلحة العامة للوطن .. لأنني رأيت رأي العين الكثير من الإخوان والسلفيين غير راضين بل ومعارضين تماماً لتصريحات ومواقف قياداتهم.
هل صدق "كارل ماركس" عندما افترض أن الناس يقبلون على الدين لأنه يخدّرهم ويلهيهم عن شقاء الحياة وقسوة الواقع بقوْله: "إن الدين هو وعي الذات والشعور بالذات لدى الإنسان الذي لم يجد بعد ذاته .. أو الذي فقدها ثانية .. لكن الإنسان ليس كائناً مجرّداً جاثماً في مكانٍ ما خارج العالم .. بل هو عالَمٌ بذاته .. هو الدولة والمجتمع .. وبالتالي فالصراع ضد الدين هو بصورةٍ غير مباشرة هو صراعٌ ضد العالم الذي يؤلّف الدين نكهته الروحيّة .. إن التعاسة الدينيّة هي تعبيرٌ عن التعاسة الواقعيّة .. وهي من جهةٍ أخرى احتجاجٌ على التعاسة الواقعيّة .. الدين زفرة الإنسان المسحوق .. روح عالَمٍ لا قلب له .. كما أنه روح الظروف الاجتماعيّة التي طُرِد منها الروح .. إنه أفيون الشعوب" .... ؟؟؟؟!!!!!!
ذات مرّة سُئِل الرئيس الكيني "جومو كينياتا" (أوّل رئيس لـ"كينيا" من 1964 حتى 1978 بعد استقلالها عن الاحتلال البريطاني) عن علاقة شعبه بالدين فقال: "عندما وطأ المستعمرون الإنجليز أرض بلادنا أحضروا معهم المبشّرين المسيحيّين وكنّا حينئذٍ نمتلك الأرض وهم يمتلكون الأناجيل .. وقد علّمنا المبشّرون أن نغلق عيوننا ونحن نصلّي كي نستغرق في الروحانيّة والخشوع .. وعندما انتهينا من الصلاة وفتحنا أعيننا وجدناهم هم الذين يمتلكون الأرض ونحن لا نمتلك سوى الأناجيل".
على الجانب الآخر فمفكّرنا العظيم "عباس محمود العقاد" يرى – في كتابه "أفيون الشعوب" الذي صدر في 1956 – أن تلك المقولة التي يتبنّاها "كارل ماركس" هي محض هراء ولا علاقة لها بالأديان فالدين – من وجهة نظر "العقاد" – يضع المرء في مواجهة مع حقائق الحياة ويُكسِبه الشعور بالمسؤوليّة تجاه نفسه وأقرانه ومجتمعه بالكليّة .. ويرى "العقاد" أن إنكار الدين هو السبب الأوّل والرئيسي لتخدير الشعوب.
وأنا أتفق مع "العقّاد" بالطبع (وربما كنت مخطئاً) ولكنني حين أرى التنابذ بين الشيوعيّين والعلمانيّين والإخوان والسلفيّين لا يسعني إلّا أن أدعو الله أن يضرب الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين .. اللّهمَّ آمين.
google-playkhamsatmostaqltradent