خبر
أخبار ملهلبة

المنقبة (الميزة) الثالثة: العاطِفيَّةُ المُفْرِطَةُ وسُرْعَةُ التَأَثُّـر | سخصية مصر




لأَه لأَه.. لا تَتَنَحَّى

 

 

# مَشْهَدُ (1) - كَلاكيت أَوَّلُ مَرَّة : { أَيُّها الإخْوَة :

لَقَدْ تَعَوَّدْنا مَعاً في أَوْقاتِ النَصْرِ وفي أَوْقاتِ المِحْنَة.. في الساعاتِ الحُلْوَةِ وفي الساعاتِ المُرَّةِ أَنْ نَجْلِسَ مَعاً وأَنْ نَتَحَدَّثَ بِقُلوبٍ مَفْتوحَةٍ وأَنْ نَتَصارَحَ بالحَقائِقِ مُؤْمِنينَ أَنَّه مِنْ هَذا الطريقِ وَحْدِهِ نَسْتَطيعُ دائِماً أَنْ نَجِدَ اتِّجاهَنا السَليمَ مَهْما كانَتْ الظُروفُ عَصيبَةً ومَهْما كانَ الضوءُ خافِتاً.... ونَصِلُ الآنَ إلى نُقْطَةٍ هامَّةٍ في هَذِهِ المُكاشَفَةِ بِسُؤالِ أَنْفُسِنا : هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّنا لا نَتَحَمَّلُ مَسْئُوليَّةً في تَبِعاتِ هَذِهِ النَكْسَة؟، وأَقولُ لَكُم بِصِدْقٍ وبِرَغْمِ أَيَّةِ عَوامِلٍ قَدْ أكونُ بَنَيْتُ عَلَيْها مَوْقِفي في الأَزْمَةِ فإنِّني عَلَى اسْتِعْدادٍ لِتَحَمُّلِ المَسْئُوليةِ كُلِّها، ولَقْدِ اتَخَذْتُ قَراراً أُريدُكُم جَميعاً أَنْ تُساعِدوني عَلَيْه : لَقَدْ قَرَّرْتُ أَنْ أَتَنَحَّى تَماماً ونِهائِيَّاً عَنْ أَيِ مَنْصْبٍ رَسْميٍ وأَيِ دَوْرٍ سياسي، وأَنْ أَعودَ إلى صُفوفِ الجَماهيرِ أُؤَدِّي وَاجِبي مَعَها كأَيِ مُواطِنٍ آخَر.... إنَّ هَذِهِ ساعَةً للعَمَلِ ولَيْسَتْ ساعَةً للحُزْن، إنَّه مَوْقِفٌ للمُثُلِ العُلْيا ولَيْسَ لأَيَّةِ أَنانيَّاتٍ أَوْ مَشَاعِرٍ فَرْدِيَّة، إنَّ قَلْبي كُلَّهُ مَعَكُم وأُريدُ أَنْ تَكُونَ قُلُوبُكُم كُلُّها مَعي، وليَكُنِ اللهُ مَعَنا جَميعاً أَمَلاً في قُلوبِنا وضَياءً وهُدَى.. والسَلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ الله. }

كانَ هَذا هوَ مَشْهَدَ خِطابِ تَنَحِّي صاحِبِ ثَوْرَةِ "يوليو" الرَئيسِ الزَعيمِ والقائِدِ المُعَلِّمِ "جَمالِ عَبْدِ الناصِرِ" في 9 يونيو 1967، والذي ما إنْ انْتَهَتْ إذاعَتُهُ عَلَى الهَواءِ مُباشَرَةً في الراديو والتِليفزيونِ حَتَّى خَرَجَتْ جُموعُ الشَعْبِ باكيةً إلى الشَوارِعِ والمَيادينِ هاتِفَةً بِحَياةِ رَئيسِها تُناشِدُهُ أَلّا يَتَنَحَّى وقَدْ غَلَبَتْ مَشَاعِرُها الجَيَّاشَةُ الحَسَّاسَةُ مَنْطِقيَّةَ الأَحْداثِ ومَعْقوليَّةَ الواقِع؛ فَأَيُ عاقِلٍ مُنْصِفٍ يَجَبُ أَنْ يُدْرِكَ مَسْئُوليَّةَ الرَئيسِ عَمَّا حَدَثَ فالنَكْسَةُ كانَتْ النَتَيجَةَ المَنْطِقيَّةَ لأَسْبابٍ شَتَّى لَمْ يَرَها الشَعْبُ بِعَيْنِهِ وعَقْلِهِ بَلْ رَآها بِقَلْبِهِ وأَحاسيسِه، فمَنْ مِنْهُم لَمْ يخْبُر سَحْقَ "عَبْدِ الناصِرِ" لِمُعارِضيهِ وتَكْميـمَهُ لأَفْواهِهِم وقِيامَهُ بتَعْذيبِهِم وكَبْتَهُ للحُريَّاتِ وصِراعَهُ مَعَ زُمَلائِهِ وتَنْكيلَهُ بِهِم بِدْءَاً مِنْ "مُحَمَّدِ نَجيبٍ" حَتَّى "عَبْدِ الحَكيمِ عامِر"، وقيامَه بتَأْميمِ الأَرَاضي ومُصادَرَةِ المُمْتَلَكاتِ الخاصَّةِ مِمَّا أَسْهَمَ في هُروبِ رَأْسِ المالِ والخِبْراتِ الأَجْنَبيَّةِ والتَرَدِّي الإقْتِصادي، وإدارَةَ الشُئُونِ الخارِجيَّةِ للبِلادِ بِطَريقَةِ الهُواةِ وسياسَةِ التَجْرُبَةِ والخَطَأ في الشُئُونِ الداخِليَّةِ والاعْتِمادِ عَلَى أَهْلِ الثِقَةِ دونَ أَهْلِ الخِبْرَة، وعَدَمَ الاهْتِمامِ بتَدْريبِ وتَسْليحِ الجَيْشِ بَلْ الزَجَّ بِهِ في أَتونِ مُغامَراتٍ حَرْبيَّةٍ خارِجِ أَرْضِ الوَطَنِ بَحْثاً عَنِ الزَعامَةِ ولِصالِحِ حِساباتٍ شَخْصيَّةٍ ضَيِّقَة.

ولَمْ يَتَذَكّرْ مَنْ قاموا بالمُظاهراتِ المُناهِضَةِ للتَنَحِّي غَيْرَ إيجابيَّاتِ "عَبْدِ الناصِرِ" مِنْ جُهودٍ حَثيثَةٍ في تَحْريرِ القَرارِ الوَطَنيِ المِصْريِ واسْتِقْلالِه، ومُحاوَلَةِ إقامَةِ العَدْلِ الاجْتِماعيِ بَيْنَ الناسِ والانْحيازِ للطَبَقاتِ الفَقيرَة، ومُحاوَلَةِ تَوْحيدِ العَرَبِ في جَبْهَةٍ واحِدَةٍ وإحْياءِ القَوْميَّةِ العَرَبيَّةِ بالرَغْمِ مِنْ كَـوْنِها عَلَى أَنْقاضِ الرابِطَةِ الإسْلاميَّة، ومُحاوَلَةِ إقامَةِ نَهْضَةٍ زِراعيَّةٍ وصِناعيَّة، وإقْرارِ مَجَّانيَّةِ التَعْليمِ وتَأْميمِ قَناةِ السُوَيْسِ وإقامَةِ السَدِّ العالي وإنْشاءِ بُحَيْرَةِ "ناصِر"، والتَعَفُّفِ هوَ وأُسْرَتِهِ عَنِ الفَوْزِ ببَعْضٍ مِنْ غَنائِمِ السُلْطَة.

ولَمْ يَنْتَهِ اليَوْمُ حَتَّى أَجْبَرَتْ هَذِهِ المُظاهَراتُ الشَعْبيَّةُ - التي زَعِمَ بَعْضُ الخُبَثاءِ أَنَّها كانَتْ مُرَتَّبَةً ومُوَجَّهَةً مِنْ قِبَلِ "عَبْدِ الناصِرِ" ورِفاقِهِ - عَنْ نُزولِ الزَعيمِ مُضْطَرَّاً عَنْ رَغْبَتِهِ المُلِحَّةِ المُزَيَّفَةِ في التَنَحِّي والعَوْدَةِ عَلَى رَأْسِ الحُكْمِ لِقيادَةِ الشَعْبِ بِنَفْسِ المَساوِئِ والسَلْبيَّاتِ بِناءً عَلَى رَغْبَةِ الجَماهيرِ ومَشَاعِرِها الفَيَّاضَة.

# مَشْهَدُ (2) - كَلاكيت ثاني مَرَّة : { أَيُّها الأُخْوَةُ المُواطِنون :

أَتَحَدَّثُ إليْكُم في أَوْقاتٍ صَعْبَةٍ تمْتَحِنُ "مِصْرَ" وشَعْبَها وتَكادُ أَنْ تَنْجَرِفَ بِها وبِهِم إلى المَجْهول، يَتَعَرَّضُ الوَطَنُ لأَحْداثٍ عَصيبَةٍ واخْتِباراتٍ قاسيَةٍ بَدَأَتْ بشَبابٍ ومُواطِنينَ شُرَفاءٍ مارَسوا حَقَّهُم في التّظاهُرِ السِلْميِ تَعْبيراً عَنْ هُمومِهِم وتَطَلّعاتِهِم، سُرْعانَ ما اسْتَغَلَّهُم مَنْ سارَعَ لإشاعَةِ الفَوْضَى واللُجوءِ إلى العُنْفِ والمُواجَهَةِ وللقَفْزِ عَنِ الشَرْعيَّةِ الدُسْتوريَّةِ والانْقِضاضِ عَلَيْها.... إنَّني لَمْ أكُنْ يَوْماً طالِبُ سُلْطَةٍ أَوْ جاه ويَعْلَمُ الشَعْبُ الظُروفَ العَصيبَةَ التي تَحَمَّلْتُ فيها المَسْئُوليَّةَ وما قَدَّمْتُهُ لِوَطَني حَرْباً وسَلاماً، كَما إنَّني رَجُلٌ مِنْ أَبْناءِ قُواتِنا المُسَلّحَةِ ولَيْسَ مِنْ طَبْعي خِيانَةُ الأَمَانَةِ أَوْ التَخَلِّي عَنِ الواجِبِ والمَسْئُوليَّة، إنَّ مَسْئُوليَتي الأوْلَى الآنَ هىَ اسْتِعادَةُ الأَمْنِ واسْتِقْرارُ الوَطَنِ لِتَحْقيقِ الانْتِقالِ السِلْميِ للسُلْطَةِ في أَجْواءٍ تَحْمي "مِصْرَ" والمِصْريّينَ وتُتيحُ تَسَلّمِ المَسْئُوليَّةِ لِمَنْ يَخْتارُهُ الشَعْبُ في الانتخاباتِ الرِئاسيَّةِ المُقْبِلَة، وأَقولُ بِكُلِّ الصِدْقِ وبِصَرْفِ النَظَرِ عَنِ الظَرْفِ الراهِنِ أَنِّي لَمْ أكُنْ أَنْتَوي التَرَشُّـحَ لِفَتْرَةٍ رِئاسيَّةٍ جَديدَةٍ وقَدْ قَضَيْتُ ما يَكْفي مِنَ العُمْرِ في خِدْمَةِ "مِصْرَ" وشَعْبِها لَكِنَّني الآنَ حَريصٌ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى أَنْ أَخْتَتِمَ عَمَلي مِنْ أَجْلِ الوَطَنِ بِما يَضْمَنُ تَسْليمَ أَمَانَتِهِ ورايَتِهِ و"مِصْرُ" عَزيزَةٌ وآمِنَةٌ ومُسْتَقِرَّةٌ وبَما يَحْفَظُ الشَرْعيَّةَ ويَحْتَرِمُ الدُسْتور.... إنَّ "حُسْني مُبارَكَ" الذي يَتَحَدَّثُ إلَيْكُم اليَوْمَ يَعْتَّزُ بِما قَضاهُ مِنْ سِنينٍ طَويلَةٍ في خِدْمَةِ "مِصْرَ" وشَعْبِها، إنَّ هَذا الوَطَنَ العَزيزَ هوَ وَطَني مِثْلَما هوَ وَطَنٌ لِكُلِّ مِصْريٍ ومِصْريَّة، فيهِ عِشْتُ ومِنْ أَجْلِهِ حارَبْتُ ودَافَعْتُ عَنْ أَرْضِهِ وسِيادَتِهِ ومَصالِحِهِ وعَلَى أَرْضِهِ أَموت، وسَيَحْكُمُ التاريخُ عَلَيَّ وعَلَى غَيْري بِما لَنا أَوْ عَلَيْنا، إنَّ الوَطَنَ باقٍ والأَشْخاصَ زائِلون، و"مِصْرُ" العَريقَةُ هيَ الخالِدَةُ أَبَداً تَنْتَقِلُ رَايَتُها وأَمانَتُها بَيْنَ سَواعِدِ أَبْنائِها، وعَلَيْنا أَنْ نَضْمَنَ تَحْقيقِ ذَلِكَ بِعِزَّةٍ ورِفْعَةٍ وكَرامَة، جيلاً بَعْدَ جيل، حَفِظَ اللهُ "مِصْرَ" وشَعْبَها.. والسَلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ الله. }

كانَ هَذا هوَ مَشْهَدَ الخِطابِ قَبْلَ الأَخيرِ قَبْلَ تَنَحِّي صاحِبِ الضَرْبَةِ الجَويَّةِ الأولَى الرَئيسِ البَطَلِ وقائِدِ الاسْتِقْرارِ "حُسْني مُبارَك" في أَوَّلِ فِبْراير 2011، والذي ما إنْ انْتَهَتْ إذاعَتُهُ عَلَى الهَواءِ مُباشَرَةً في الراديو والتِليفزيونِ حَتَّى بَدَأَ غالِبيَّةُ الشَعْبِ المِصْري بِقِيادَةِ مُذيعي المِحَطَّاتِ الإذاِعيَّةِ والتِليفزيونيَّةِ الأَرْضِيَّةِ مِنْها والفَضائِيَّةِ في البُكاءِ والتَباكي عَلَى رَئِيسِهِم داعينَ للخُروجِ إلى الشَوارِعِ والمَيادينَ للهُتافِ بِحَياتِهِ ومُناشَدَتِهِ أَلّا يَتَنَحَّي وقَدْ غَلَبَتْ مَشَاعِرُها الجَيَّاشَةُ الحَسَّاسَةُ مَنْطِقيَّةَ الأَحْداثِ ومَعْقوليَّةَ الواقِع؛ فَأَيُ عاقِلٍ مُنْصِفٍ يَجِبُ أَنْ يُدْرِكَ مَسْئُوليَّةَ الرَئيسِ عَمَّا حَدَثَ فالمُظاهَراتُ التي عَمَّتْ البِلادَ كانَتْ النَتيجَةَ المَنْطِقيَّةَ لأَسْبابٍ شَتَّى لَمْ يَرَها الشَعْبُ بِعَيْنِهِ وعَقْلِهِ بَلْ رَآها بِقَلْبِهِ وأَحاسيسِهِ، فمَنْ مِنْهُم لمْ يخْبُر سَحْقَ "مُبارَكِ" لمُعارِضيهِ وتَكْميمَهُ لأَفْواهِهِم وقِيامَهُ بتَعْذيبِهِم وقَتْلِهِم وكَبْتَهُ للحُريَّات، وتَزْويرَهُ للانتخاباتِ وتَزْييفَهُ لإرادَةِ الشَعْب، وقيامَهُ بالسَماحِ لأُسْرَتِهِ ولِطَبَقاتٍ مُقَرَّبَةٍ مِنْ نِظامِهِ بالاسْتيلاءِ عَلَى مَقاليدِ البِلادِ ونَهْبِ ثَرَواتِها وتَجْريفِ خَيْراتِها مِمَّا أَسْهَمَ في إفْقارِ مُعْظَمِ الشَعْبِ والتَرَدِّي الاقْتِصادي وزِيادَةِ الديون، وإدارَةَ الشُئُونِ الخارِجيَّةِ للبِلادِ بَطَريقَةٍ سَلْبيَّةٍ وَصَلَتْ إلى حَدِّ الجمودِ مِمَّا أَفْقَدَ البِلادَ ثِقَلَها وتَبَعِيَّةَ القَرارِ المِصْريِ للأَوامِرِ الأَمْريكيَّةِ والإسْرائيليَّة، وتَغْليبَ مَبْدَأ تَزاوجِ المالِ بالسُلْطَةِ، وفَسادَ وعَشْوائيَّةَ إدارَةِ الشُئُونِ الداخِليَّة، وفَسادَ الحَياةِ السياسيَّةِ في ظِلِّ قانونِ الطَوارئ، وتَدَهْوُرَ الأَحْوالِ الصِحيَّةِ لأَفْرادِ الشَعْب، والهَدْمَ المُنَظَّمَ لمُقَدَّراتِ الدَوْلَة، وسيادَةَ ثَقافَةِ المالِ فَوْقَ الحَقِّ والقانون، وعَدَمَ الاهْتِمامِ بالشَبابِ وتَهْميشَ دَوْرِهِم وتَدَنِّيَ رَوْحِهِم المَعْنَويَّةِ وتَقْويضَ انْتِمائِهِم للوَطَن.

ولَمْ يَتَذَكَّرْ مَنْ دعوا للمُظاهَراتِ المُؤَيِّدَةِ للرَئيسِ غَيْرَ إيجابيَّاتِ "مُبارَكٍ" مِنْ جُهودٍ حَثيثَةٍ لتَجْنيبِ البِلادِ وَيْلاتِ الحُروبِ والسَعْيِ لاسْتِقْرارِها، وفَرْضِ الأَمْنِ والقَضاءِ عَلَى الإرْهاب، والمُشَارَكةِ في نَصْرِ "أكْتوبَر"، وإنْشاءِ عِدَّةِ مَشَارِيعٍ مُفيدَةٍ مِثْلِ مِتْرو الأَنْفاقِ وكوبْري أكْتوبَر ومَكْتَبَةِ "الأَسْكَنْدَريَّةِ" والتَطَوُّرِ النِسْبيِ للبِنْيَةِ التَحْتيَّةِ وتِكْنولوجيا الاتِّصالات.

وفي اليَوْمِ التالي وقَبْلَ أَنْ تَتَجَمَّعَ مُظاهَراتُ التَأْييدِ للرَئيسِ انْقَضَّتْ مَجْموعاتٌ كَبيرةٌ - تَحْتَ سَمْعِ وبَصَرِ قِياداتِ القُواتِ المُسَلّحَةِ الحافِظَةِ للأَمْنَ وَقْتَذاك - مِنْ راكِبي الجِمالِ والأَحْصِنَةِ والبِغالِ عَلَى المُتَظاهِرينَ العُزَّلِ وهُمْ يَضْرِبونَهُم بالسيوفِ والعِصِيِ والسياطِ فَسَقَطَ الكَثيرونَ مِنَ الجَرْحَى والقَتْلَى في هَذِهِ المَوْقِعَةِ التي سُمِّيَتْ بِمَوْقِعَةِ "الجَمَلِ" في مَشْهَدٍ أَعادَ للأَذْهانِ المَعارِكَ البِدائِيَّةَ في العُصورِ الوُسْطَى , وأَدَّى ذَلِكَ لِفُقْدانِ الرَئيسِ لأَيِ تَعاطُفٍ مَعَهُ أَوْ نَحْوِهِ وعجَّل بِخَلْعِهِ وأَقْطابِ نِظامِهِ وتَسْليمِ دَفَّةِ البِلادِ لِفَصيلٍ آخَرٍ مِمَّا جَعَلَ بَعْضُ الخُبَثاءِ يَزْعُمونَ أَنَّ مَنْ دَبَّرَ مَوْقِعَةَ "الجَمَلِ" هُمْ مِنْ هَذا الفَصيلِ الذينَ اسْتَفادوا مِنْها وقَطَعوا خَطَّ الرَجْعَةِ عَلَى تَعاطُفِ الشَعْبِ مَعَ "مُبارَكٍ" الذي كانَ – بِلا شَكٍ – سَيَحْذو حَذْوَ سَلَفِهِ "ناصِرٍ" ويَسْلُكُ نَفْسَ نَهْجِهِ ويَزِّجُ بِهِم في غَياهِبِ السُجونِ ويُنَكِّلُ بِهِم أَشَرَّ تَنْكيلٍ لَوْ قُدِّرَ لَهُ أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى رَأْسِ الحُكْمِ بِناءً عَلَى رَغْبَةِ الجَماهيرِ ومَشَاعِرِها الفَيَّاضَة.

google-playkhamsatmostaqltradent