خبر
أخبار ملهلبة

"سفاح كرموز" | الفصل الرابع (1)


يد إنسان تتصافح مع وتسلم على يد جني أو عفريت ذو أظافر سوداء طويلة


سفاح كرموز" | الفصل الرابع (1)"

 


وعاد "سعد" ليجلس مع "حسبو" بعد أن أحضر الشاي ليستكملا حديثهما :

- إتنين شاي كشري أهم .. إنما عسل .. علشان اصالحك يا معــ .. قصدي يا "حسبو".

- من يَد ما نعدمها .. مش ناوي بقى تفهّمني اللي كان ف دماغك من ناحيتي؟

- بصراحة يا "حسبو" أنا كنت فاكرك معلّم غني وكنت ناوي افاتحك ف إن احنا نبقى شُرَكا .. بس انت بقى طلعت على فيض الكريم.

- يا ريت يا معلّم "سعد" كان معايا فلوس .. كنت شاركتك على طول .. إنما بقى العين بصيرة والإيد قصيرة .. بس انا ممكن اكلّم لك الحاج "قويدر" ده راجل مقتدر وبيعزّني قوي.

- لا يا عم يفتح الله .. ما انا عارفه .. ده راجل حوت .. ده انا اخاف يبلعني ف كِرشُه .. أنا كنت بادوّر على شريك زيي .. على قدّي ... وما يوجعش دماغي.

- واللهِ كان على عيني يا سي "سعد" .. عموماً يدوم عزّك ومتشكّر ع الشاي .. واشوفك على خير إن شاء الله.

- ما انت قاعد شويّة.

- الله يكرمك .. نيجي لك ف الأفراح .. سلامُ عليـــ.... .. الله! .. طب ودي تاهت من على بالي ازّاي؟

- إيه؟ .. فيه إيه؟

- أصلي افتكرت حاجة مهمّة كنت ناسيها خالص.

- خير؟

- عندي طلبك .. لقيت لك شريك يا سيدي.

- مين؟

- مرات خالي اللي ف "السيّالة" .. المعلّمة "ليلى" .. ومش ح تمانع أبداً إنها تشاركك.

- لا يا عم .. مش ناقص إلّا النسوان كمان.

- اسمع بس .. دي معلّمة قد الدنيا .. خالي اتجوّزها ف "مصر" ييجي من تلاتين سنة على مراته القديمة اللي ما بتخلّفش .. وطلع العيب منه هوَّ .. وجُم قعدوا هنا ف "اسكندريّة" .. ومات السنة اللي فاتت وساب لها مركبين صيد بيأكّلوها الشهد .. ده غير بقى الدكاكين والعمارات والأراضي.

- ودي بقى صغيّرة ولّا حيزبون؟

- وانت يهمّك إيه ف كده؟

- آآآآ .. أصل الناس العواجيز بيبقوا ماسكين ف الدنيا وبُخلا .. والشركة معاهم وِحشة .. يعني ممكن قريبتك دي لو كركوبة تطلّع عيني.

- هيَّ عدّت الخمسين تقريباً .. بس الدهن ف العتاقي .. من كُتر العِز اللي هيَّ فيه لو شُفتها تدّيها تلاتين أو خمسة وتلاتين.

ولمعت الفكرة في عقل "سعد" وأخذ يقلّبها في رأسه يميناً ويساراً فتذكّر أن الأرامل الثريّات أكثر مالاً وأيسر منالاً وأقل طلباً من الفتيات الصغيرات الأقل مالاً والأصعب منالاً والأكثر طلباً للهدايا والزواج أيضاً، واختمرت الفكرة سريعاً فقرّر أن يتحامل على نفسه ويحاول الإيقاع بهذه الأرملة لتحل له مشاكله الماليّة التي يعاني منها هذه الأيّام، ولم يشعر بنفسه حين قال همساً : 

- آه .. حلوة دي .. تنفع .. عز الطلب.

- ها .. بتقول حاجة؟

- باقول لك إيه .. سيبك من قريبتك دي ده الوقت .. إيه رأيك تشاركني انت؟

- بإيه يا حسرة .. ده انا ما معاييش غير الخمسة جنيه اللي الحاج "قويدر" إدّاهم لي النهار ده.

- بالمجهود يا أخي .. أنا عايز حد يساعدني ف تجارتي .. وبعدين الفلوس مش كل حاجة .. الرجولة لها تمن غالي .. ولّا إيه؟

- اللي تشوفه .. من حكم ف ماله ما ظلم .. أنا عن نَفسي اتمنّى.

- خلاص .. ح ادخّلك معايا بالسُدس .. والّا اقول لك .. خلّيها الخُمس .. بس تتفرّغ للشغل معايا .. بلاش حكاية المشاوير دي .. إنت ح تبقى معلّم خلاص.

- خلاص .. ع البركة.

- ح اقوم بقى اعمل دور شاي تاني وارجع لك علشان تحكي لي كل حاجة بالتفصيل عن قريبتك دي.

وهكذا استمال "سعد" "حسبو" حتى يجمع كل المعلومات الممكنة عن هدفه التالي "ليلى" ليستطيع أن يوقعها في شباكه قبل أن ينقض عليها فينال منها مأربه ويضيفها إلى قائمة ضحاياه، ولم يخيّب "حسبو" ظنَّ "سعد" فباح له - دون أن يدري بنواياه - بأدق تفاصيل زوجة خاله : عنوان منزلها - مكان عملها - صفاتها - ماذا تحب - ماذا تكره - عاداتها... إلخ، وعندما اكتفى "سعد" بما سمع ودوّن في ذاكرته ووجد أنه أخذ من شريكه ما يريد أبدى عدم اهتمامه وتصنّع رفضه لمشاركة هذه السيّدة وأغلق الحديث عنها نهائيّاً حتى لا يثير ريبة "حسبو".

وبعد يوميْن طلب "سعد" من "حسبو" أن يسافر إلى أخيه "مينا" بالصعيد ليُحضر كميّةً كبيرة من الأقمشة الشعبيّة ليتاجر بها في "الأسكندريّة" وقدّر "سعد" أن نسج هذه الكميّة من الأقمشة وشحنها لن يستغرق أقل من أسبوعٍ يكفي خلاله أن ينّفذ التخطيط الذي تخيّله للانتهاء من استدراج "ليلى" وقتلها والاستيلاء على ما يقدر عليه من أموالٍ ومشغولاتٍ ذهبيّة.

 

 

(يتبع)

google-playkhamsatmostaqltradent