أمثال صعيدية عبقرية مهجورة | خلاصة الحكمة والخبرة

يوليو 2018 :

 

بعد أن نفى السيد اللواء "محمد رجائي" رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان ما تم نشره حول دهان حماريْن بلدييْن بخطوط سوداء لخداع زوّار الحديقة وإيهامهم بأنهما حماران وحشيّان في الحديقة الدولية بمدينة نصر التابعة للدولة .. وبعد أن تمطّع معاليه وفرد عضلاته الهشّة وبرطع في جميع البرامج ورَفَسَ تلك الشائعات مصرّحاً بأنهما حماران وحشيان أصليان واللي مش مصدّقين ييجوا يشوفوهم ويجيبوا معاهم أستيكة علشان يتأكّدوا من صدق كلامه ومن استقامة إدارة الحديقة التي يتبعها كل الحمير الوحشية (ولا مؤاخذة) حيث لا توجد حمير أخرى (اسم الله على مقامه) تتبع الحدائق الخاصة أو المصغّرة والتي هي بالطبع خاضعة للرقابة المشدّدة من قبل الإدارة المركزية .. وبعد ذلك كله اعترف لواءٌ آخر (ما اعرفش إيه علاقة اللواءات بالمناصب اللي في جناين الحيوانات ربما لتحقيق الضبط والربط بين الحيوانات على أساس أن الجيش والشرطة هما أكثر المؤسسات انضباطاً في الدولة المصرية وعلى أساس استثمار النجاح الباهر لتجربة الحكم العسكري للمدنيين الحمير أمثالنا) وهو السيد اللواء "محمد سلطان" مدير مشروع الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة لبرنامج "مساء دريم" بأن حديقة الحيوان ليس بها أي حمار وحشي من الأساس (وبالتالي لا داعي لإحضار الأستيكة) وأن هذيْن الحماريْن (لامؤاخذة برضه) المزيّفيْن المدهونيْن لا يتبعان الحديقة الأم بل مملوكان لأحد المتعهّدين المتعاقدين مع إدارة الحديقة لاستغلال قطعة من الأرض داخل الحديقة وأنه هو المسؤول عن تلك المسألة التي فوجئت بها الإدارة (رغم أنها مسؤولة عن الرقابة والمتابعة اليومية) وجاري التحقيق الآن لفسخ التعاقد معه بسبب تزويره للحماريْن (لا مؤاخذتيْن) كما تم تحويله للنيابة لاتخاذ اللازم عقاباً له على الإساءة للدولة المصرية وحمير الدولة المصرية أمام العالم المتمدن وحمير العالم الشرفاء.

أنا من ناحيتي لا أجد أي غضاضة في عمل تنكر ومكياج لأي حمار لإظهاره بمظهر أكثر شياكة .. فنحن جميعاً نعرف أن العديد من مقدمي البرامج بالفضائيات قد مروا بتلك المرحلة من قبل .. بل يمكنني أن أتفاخر بذلك من تلك الزاوية التي ننظر من خلالها للتجارب المصرية الفريدة التي نجحت في شد انتباه العالم لكثرة ما فيها من فهلوة وفكاكة وابتكار لوسائل النصب الغير مألوفة .. وأقول بكل فشخرة وتناكة: "إحنا اللي دهنا الحمير دوكو .. هأو أو أو".