أمثال صعيدية عبقرية مهجورة | خلاصة الحكمة والخبرة

مواطنة مصرية شربت من نيلها (لغاية ما اتنيّلت) وفضلت تغنّي لها (وده غير المسؤولين اللي بيغنّوا عليها ويماطلوا معاها) وقعدت شهور دايخة على إصدار قرار لها بالعلاج على نفقة الدولة من وزارة الصحّة وفي ساعة استجابة ظهر لها الوزير أثناء مروره على أحد المستشفيات وربما كانت المواطنة الغلبانة دايرة تلف ورا الوزير علشان تقابله لغاية ما قالوا لها إنه رايح المستشفى الفلانيّة .. قووووم معالي الوزير سمع شكواها بصبر دون أن يطرّقها (يعني يطرّأها أو يرميها في الطريق أو يدّيها سكّة أو يوزّعها) لأحد معاونيه ودون أن يعترضها حرّاسه .. سبحان الله أمور السِت كانت متيسّرة لدرجة إن الواحد (من كُتر ما انضحك عليه قبل كده) ظننت – سوءاً وظُلماً – إنها تمثيليّة محبوكة (زي تمثيليّات المواطنين اللي بيقابلوا فخامة رؤساء الجمهوريّة بالصدفة في الشارع) لعمل دعاية لجناب الوزير لإظهار إنه حُنيّن وبيعطف ع الناس .. طبعاً تفكير قذر صادر من عقليّة متّسخة يملكها مواطن مصري عريق متذنبئ ومتزمبئ بالعديد من الذُنَب والزومبات .. قوووووم إيه؟ .. قووم حضرة الوزير يأشّر (يعطي تأشيرة) على طلب السيّدة المحتاسة موجّهاً إيّاها للموظفين المختصين وآمراً إيّاهم في تأشيرته المباركة بـ"عمل اللازم" ولافتاً نظر إيّانا (ع الماشي كده) بإن ربنا أرسله لها في الوقت المناسب .. بس كده يا مؤمن .. طبعاً تصرّف مشكور من وزير الصحّة وكتّر خيره على أي حال إنه أمر بإعطاء مريضة حقّها المشروع .. ولكن إلى متى يظل حق المواطن منحة من المسؤولين قد يحصل عليها بالصدفة إذا ما أوقعه القدر في طريقهم الذي يصعب الوصول إليه أيضاً وإذا كان هؤلاء المسؤولون في حالة مزاجية جيّدة تتيح لهم الاستماع لآلام المواطن المغلوب على أمره؟ .. وإذا كان كل المطلوب للمواطنة إيّاها هو "عمل اللازم" فقط فلماذا يتقاعس هؤلاء الموظّفين إيّاهم (ربنا يعمل لهم اللازم في نار جهنّم قادر يا كريم) عن عمل هذا "اللازم" إذا كان بالفعل لازماً وطبيعيّاً دون افتئات أو تجاوز للقانون واللوائح؟ .. ولماذا يردد الوزير إيّاه على مسامع إيّانا إنه لا يسمع للمواطن أو يقابله إلا بترتيب ربّاني وصدفة كوْنيّة نادرة الحدوث؟

مطلوب آلية موحّدة وفعّالة ومباشرة (في جميع المجالات) تضمن حصول المواطن على حقوقه القانونية بسهولة دون عرقلة الصغار اللي بيوقّفوا المراكب السايرة ودون تدخّل الكبار مبعوثي العناية الإلهية.